كلمـــة ذهبيـــة
" اقتصادٌ في سنةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ " .
هذه الكلمة الذهبية صحَّت عن غيرِ واحدٍ من الصحابةِ ـ رضي الله عنهم ـ ، منهم : أبو الدرداء ، وعبد الله بن مسعود .
ووردت أيضًا عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه ؛ كما في " الحُجَّة في بيان المحجة " . 1 / 111 ؛ بلفظ :
" وإن اقتصادًا في سبيلٍ وسُنَّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في خلافِ سبيلٍ وسُنَّة ، فانظرُوا أنْ يكونَ عملُكم إنْ كان اجتهادًا أو اقتصادًا أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم صلوات الله عليهم " . رواه اللاكائي ..... .
وهي كلمة تعطي منهاجًا عظيمًا للمسلم الذي يريد الاتباع الصحيح في أعماله وأقواله الشرعية .
وهذه الكلمة مأخوذة من عدة أحاديث نبوية صحيحة منها : قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إياكم والغلو في الدين " . والغلو مجاوزة الحد .
* فعن ابن عباس ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ غداة يوم العقبة وهو على ناقته :
" ..... إياكم والغلو في الدين ، ..... " .
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 25 ـ كتاب : المناسك / 63 ـ باب : قدر حصى الرمي / حديث رقم : 3029 / ص : 513 / صحيح .
ومنها قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
* عن عائشة قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أحبُّ الأعمالِ إلى الله أدومها وإن قل " .
صحيح مسلم . متون / 6 ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / 30 ـ باب : العمل الدائم من قيام الليل وغيره / حديث رقم : 218 ـ 783 / ص : 188 .
وغيرها من الأحاديث .
وقد طبق الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتابعون ـ
رحمهم الله تعالى ـ هذه القاعدة تطبيقًا دقيقًا ، فكانوا
جد حريصين على اتباع السنة ولو بقليل عملٍ ،
ومن ثَمَّ ابتعدوا عن البدعة ابتعادًا كثيرًا ، ونفروا عنها ومنها ، ولو توهَّم متوهمٌ أن في هذه البدعة اجتهادًا وزيادة خير ؛ ـ تذكر قول ـ أبي الأحوص وهو يقول لنفسه :
" يا سلام نَمْ على سُنَّةٍ ، خيرٌ من أن تقوم على بدعة " .
علم أصول البدع / علي حسن على عبد الحميد .
" ألهمنا الله وإياكُم حُسن المتابعة ، وجنبنا الهوى والمخالفة "
آمين . علم أصول البدع / ص : 88 .