عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 06-03-2021, 09:44 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,221
Post

جَزْمُ الفِعْلِ المضارعِ في أسلوبِ الشَّرْطِ

يُجْزَمُ الفعلُ المضارعُ في حالتين :
الأولى : إذا تَقَدّمَهُ أَحَدُ الجوازمِ – حرف الجزم – لَمْ ، لَما ، لا الناهية ولامُ الأمرِ :
1. لم ، ولما : حرفا نفيٍ وجزمٍ وقَلْبٍ ، ينفيان المضارِعَ ويجزمانه ويقلبان زَمَنَه من الحاضِرِ إلى الماضي. مثل :
لمْ ينزلْ المطرُ .
خرج ولما يَعُدْ .

والفرق بينَ لم ولما :
أنّ النّفْيَ مع (لما) يَمْتَدُ إلى زمنِ المتكّلِمِ ، وليْسَ ذلكَ شرطًا في (لم) .

وأنَّ الفِعْلَ المنفيّ مع (لما) متوقعُ الحصولِ ، بينما لا يُشْتَرَطُ ذلك في الفعلِ المنفي مع (لم) .

2.لام الأمر : ويُطْلَبُ بها حصولُ الفِعْلِ ، وأكثرُ ما تَدخُلُ على الغائبِ ، فتكونُ له بمنزلةِ فِعْلِ الأمرِ للمُخاطَبِ . مثل : ليحْضُرْ صاحبُ البِضاعة .

3. لا الناهية : ويطلب بها الكفُّ عن الفعل المذكور معَهَا . مثل : لا تَتَسَرّعْ .
وتُسمى هذه الحروف : جوازمَ الفعلِ المضارعِ الواحدِ . حيثُ إنَّ هنالك جوازمَ – أسماءَ وحرفًا واحدًا – تَجْزِمُ فِعْلين مُضارعين . وذلكَ في أسلوبِ الشّرْطِ

جَزْمُ الفعل المضارِع في أُسلوبِ الشَّرْطِ :

عندما نَنْصَحُ شخصاً يَقودُ سَيّارَتّهُ ، بقولِنا : إنْ تتجنبْ السّرعةَ تَسْلَمْ من حوادثِ الطُّرُقِ . فإنّ مُحَصّلَةَ النصيحةِ هي ارْتباطُ حدوثِ شيءٍ ، بحدوثِ شيءٍ آخرَ . فإنْ حَصَلَ الأمْرُ الأوَّلُ كانَ حصولُ الثاني مُحقَقًّا ومُترتِبًا عليه.

ففي أسلوبِ الشرطِ ، يَرْتَبطُ وقوعُ حدثٍ بوقوعِ حَدثٍ آخَرَ ، فإن وَقَعَ الحَدَثُ الأولُ وهوَ السَّبَبُ أو المُقّدِمةُ ، وَقَعَ الْحَدثُ الآخرُ كنتيجةٍ مُسبَّبَةٍ عن الحَدَثِ الأَولِ .

في الجملة : إن تَتَجَنّبْ السّرعَةَِ تَسْلَم ، فالسلامةُ مُرْتبطةٌ بتَجَنُّبِ السرعةِ ومتوفقةٌ عليها . فإنْ حدثَ تجنُّبُ السرعةِ ، حدثَتْ السلامةُ . والعكسُ صحيحٌ أيضًا ، أي إن لم يحدثْ تجنبُ السرعةِ ، فلن تكونَ السلامةُ !

- هنا -

ولما كانَ وقوعُ تَجَنبّ السّرعةِ شَرْطاً لوقوعِ السلامة ، لذا سُميَ فُعْلُ (تتجنب) فعل الشرط ، وسميَ فعلُ :تسلمْ. جوابَ الشرطِ ، على تقديرِ سؤال : إن أتَجنبْ السرعةُ ، فماذا يَحْدُثُ ؟ والجواب :تَسْلَمْ.
ويَنعقدُ أُسْلوبُ الشرطِ باستعمالِ أدواتٍ مخصوصةٍ تَجزِمُ فِعلين مُضارعين ، الأولُ فعلُ الشرطِ ، والثاني جوابُ الشرطِ . وهذه الأدوات هي : إن، مَن، ما، مهما، متى، إيانَ، أينَ، أنّى حَيثُما، كيفما، أيُّ.
1. إن : وهي على خلاف أدوات الشرط الأخرى – حرف لا محل لهما ، مثل : إنْ تفعلْ خيرًا تجدْ الثناءَ .

2. من : وتدل على ذات عاقلة . مثل : مَنْ تكرمُ يُقَدّرك .

3. ما ومهما ، وتدلان على غير العاقل ، مثل : ما تُقَدِّمْه من خير يَنْفَعْكَ .
مهما تَعْمَلْ من صالح تُجْزَ عليه خيرًا .
4. متى وأيان : وتدلان على الزمان ، وهما مبنيان على الظرفية الزمانية : تقول :
متى تسافرْ أصاحبُك .
أيانَ تتجهْ تجدْ ترحيبًا .

5. أين وأنّى وحيثُما : وتدل على المكان . وهي مبنية على الظرفية المكانية وأمثلتها :
أين ، أنّى تذهبْ يتبعْك ظلك !
6. حيثما : حيث + ما الزائدة : اسم شرط مبني على الضم في محل نصب ظرف مكان .
حيثما تنظرْ تجدْ أشجارًا .
7. كيفما : وهي مكونة من كيف + ما الزائدة ، وهي مبنية في محل نصب حال .
كيفما تكونوا يولَّ عليكم .
كيفما تعامل الناس يعاملوك .
8. أيُّ : وهي الوحيدةُ المُعْرَبَة من أسماءِ الشرطِ ، وَتُعرَبُ وَفْقَ مَوْقِعِها من الجُمْلَةِ .
أيَّ برنامج تعددْ تستفدْ منه .


يَجِبُ أنْ يكونَ الشرطُ فِعلًا خَبَريًا ، مُتَصَرِِّفًا ، غيرَ مُقْتَرِنٍ بِقَدْ ، أو إن أو ما النافيةِ أو السينِ أو سوفَ .

والمرادُ بالفعلِ الخبريِّ ، ما ليس أمرًا ولا نَهْيا ولا مسبوقًا بأداةٍ من أدواتِ الطَّلَبِ ، مثل الاستفهامِ والعرضِ والتحضيضِ ، لأنَّ كُلَّ هذهِ الأنواعِ لا يصلُحُ أن يكون فعلَ شرطٍ .

أما جوابُ الشرطِ ، فالأصْلُ أنْ يكونَ مِثْلَ فَعِل الشرط ، تَتَوفَّرُ فيه نفس الشروط التي تتوفرُ في فعلِ الشرط، حتى يَصْلُحَ أن يقعَ جوابًا مباشرًا للشرط ، غيرَ أنّه قد يقعُ جوابًا ما هو غيرُ صالحٍ لأنْ يكونَ شرطًا صريحًا، فيجبُ عندئذٍ اقترانُ الجوابِ :بالفاءِ، التي تربُطُهُ بالشرطِ ، وتكونُ الجُملةُ في محلِ جزمٍ جوابًا للشرطِ .
مواضِعُ رَبْطِ جواب الشرط بالفاء .
يَجبُ رَبْطُ جوابَ الشرطِ بالفاءِ ، عندما لا يَصلح الجواب أن يقع جوابًا مباشرًا صريحًا للشرط وذلك في المواقع التالية:
أن يكونَ الجوابُ جملةً اسميةً ، مثل : إن تُغامِرْ فأنت خاسرٌ .
أن يكون الجوابُ فعلًا جامدًا – غير متصرف – مثل : مَنْ يعملْ خيرًا فعسى أن يُكافأ .
أن يكون الجواب فعلًا طلبيًا غير خبريّ – مثل : إن كنتُ صادقًا ، فأثبتْ صدقك .
أن يكون الجواب مُقْتَرِنًا بـ قد – مثل : "متى تسافرْ فقد أسافرُ معك" .
أن يكون الجواب مقترنًا بـ فما– مثل : "فإن توليتم فما سألتُكُمْ عليهِ من أجرٍ" .
أن يكون الجواب مقترنًا بـ لن – مثل : متى تتصلْ بي فلَنْ أتأخرَ .
أن يكون الجواب مقترانًا بـ :السين أو سوف : أيَّ بلدٍ تقصدْ ، فسوف :فسأُسارِعُ إليه .
أن يُصَدَّرَ الجوابُ بـ :رُبَّ أو كأنما : إن تجيءَ فربما أجيءُ .
"إنه من قَتَلَ نفْسًا بغيرِ نفسْ . فكأنما قتلَ الناسَ جميعًا" .
ومثل : مَنْ غشَّ شخصًا فكأنما غشَّ المواطنينَ جميعًا .

ليحْضُرَ صاحبُ البِضاعة لـ :حرف مبني على الكسر ، يراد به الأمر .
يحضر : فعل مضارع مجزوم بـ (لـِ) علامته السكون .
صاحب : فاعل مرفوع ، وهو مضاف .
البضاعة : مضاف إليه مجرور .
لا تَتَسَرّعْ
لا : حرف نهي ، مبني على السكون .
تتسرع : فعل مضارع مجزوم علامته السكون .

يسألُ الصديقٌ عن صديقِهِ
يسأل : فعل مضارع مرفوع ، علامته الضمة .
الصديق : فاعل مرفوع علامته الضمة .


يعلو قَدْرَ مَنْ يرعى المحتاجين
يعلو : فعل مضارع مرفوع ، علامته ضمة مقدرة على الواو .
قدر : فاعل مرفوع ،علامته الضمة .
من : اسم موصول في محل جر .
يرعى : فعل مضارع مرفوع ، بضمة مقدرة على الألف ، وفاعل مستتر فيه .
المحتاجين : مفعول به منصوب ، علامته الياء . والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به صلة الموصول ، لا محل
لها .

إنما يخشى الله من عبادِهِ العلماءُ
إنما : إن : حرف مشبه بالفعل مبني على الفتح ، ما : حرف كاف مبني على السكون .
يخشى : فعل مضارع مرفوع ، علامته ضمة مقدرة على الألف .
الله : لفظ الجلالة ، مفعول به منصوب علامته الفتحة .
من عباده : شبه جملة جار ومجرور متعلقان بـِ (يخشى) .
العلماء : فاعل مرفوع علامته الضمة .
رد مع اقتباس