عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-12-2017, 07:12 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Arrow

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا»
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا»
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا،وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.ثم أَمَّا بَعْدُ:
فإن الإيمان بأسماء الله وصفاته أحد أركان الإيمان بالله تعالى وهي:الإيمان بوجود الله تعالى ،والإيمان بربوبيته,والإيمان بألوهيته ، والإيمان بأسمائه وصفاته .
الشرح
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور: الإيمان بوجوده، وبربوبيته، وبألوهيته، وبأسمائه وصفاته ، فإذا لم يؤمن العبد بهذه الأشياء الأربعة فإن إيمانه بالله لم يتم ، فإن الإيمان بالله يتضمن هذه الأمور الأربعة جميعًا، فمَنْ أنكر وجود الله فليس بمؤمن ، ومن أنكر ربوبية الله - ولو فى بعض مخلوقاته - فليس بمؤمن به، ومن أنكرألوهية الله فليس بمؤمن به ، ومن أنكر أسماءَهُ وصفاتِه فليس بمؤمن به.
المتن
منزلة العلم بأسماء الله وصفاته من الدين :
وتوحيد اللهِ به - أي بالأسماء والصفات- أحد أقسام التوحيد الثلاثة:توحيد الربوبية ،وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فمنزلته فى الدين عالية وأهميته عظيمة، ولايمكن أحدًا أن يعبد الله على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله تعالى وصفاته ؛ ليعبده على بصيرة .
قال اللهُ تعالى- "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بها "الأعراف (180)
وهذا يشمل دعاء المسألة ودعاءالعبادة.
الشرح
فدعاء المسألة :
أن تجعلها مقدمةً بين يدي الدعاء فتقول: "ياغفور اغفرلي ،ويارحيم ارحمني ، وياحفيظ احفظني " ونحو ذلك.
وقالوا من الأدب أن تجعل الوسيلة لكل دعاء ما يناسبه من الأسماء ،فإذا كنت تطلب الرزق ؛فتتوسل باسم "الرزاق" ؛وإذا كنت تطلب المغفرة فتتوسل باسم "الغفور"؛فلا تقول: "اللهم يا شديد العقاب اغفر لي"فهذا لايناسب؛ وإنما المناسب أن تقول " يا غفور اغفر لي"
وأما دعاء العبادة :
فيكون بالأسماء ؛لأنك إذا علمتَ أن الله غفور ؛استغفرت الله؛والاستغفار عبادة؛وإذا علمتَ أنه سميع؛ أحجمت عن أن تسمعه ما يغضبه ؛وتكلمت بما إن سمعه منك رضي عنك وهذا عبادة تتعبد لله تعالى بمقتضى هذه الأسماء ، فتقوم بالتوبة إليه لأنه التواب ، وتذكره بلسانك لأنه السميع ، وتتعبد له بجوارحك لأنه البصير، وتخشاه فى السر لأنه اللطيف الخبير ، وهكذا.
أما دعاء المسألة :
فهو أن تجعل المسألة بين يدي الدعاء ، فتقول:ياغفور اغفرلي، أو تقول : يارحيم ارحمني ،أو تقول : يا رزاق ارزقني . وقد قال بعض أهل العلم : ومن الأدب أن تجعل الوسيلة لكل دعاء ما يناسبه من الأسماء. فإذا كنت تطلب الرزق فتتوسل باسم "الرزاق "وإذا كنت تطلب المغفرة فتتوسل باسم "الغفور" ، فلا يليق أن تقول :
" اللهم ياشديد العقاب ، اغفر لي" فإن هذا لا مناسب ، وإنما المناسب أن تقول : " اللهم ياغفور اغفر لي ".
وأمادعاء العبادة فكيف يكون بأسماء الله الحسنى وذلك أنك إذا علمت أن الله غفور استغفرته، والاستغفار عبادة ، وإذا علمتَ أنه سميع أحجمتَ عن أن يسمع منك مايُغضبه ، وتكلمت بما إذا سمعه منك رضي عنك، وهذا عبادة ، وعليه : فدعاء الله تعالى بأسمائه يكون شاملاً لدعاء المسألة ودعاء العبادة ،فدعاء المسألة أن تتوسل بأسماء الله تعالى فيما تدعو الله به ،
ودعاء العبادة أن تتعبد لله بماتقتضيه هذه الأسماء .
المتن
فدعاء المسألة: أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى ما يكون مناسباً مثل أن تقول: يا غفور اغفر لي. ويا رحيم ارحمني. ويا حفيظ احفظني. ونحو ذلك.
ودعاء العبادة: أن تتعبد لله تعالى بمقتضى هذه الأسماء، فتقوم بالتوبة إليه؛ لأنه التواب، وتذكره بلسانك لأنه السميع، وتتعبد له بجوارحك لأنه البصير، وتخشاه في السر لأنه اللطيف الخبير، وهكذا.
ومن أجل منزلتهِ هذه ، من أجل كلام الناس به بالحق تارة وبالباطل الناشئ عن الجهل والتعصب تارةً أخرى ، أحببت أن أكتب فيه ما تيسر من القواعد ؛ راجيًا من الله تعالى أن يجعل عملي خالصًا لوجهه موافقًا لمرضاته نافعًا لعباده.
وسميته:
لقواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى "
الشرح
الخوض في باب الأسماء والصفات ؛تارةً يكون بالحق؛ وتارةً يكون بالباطل . أما من قال فيه بالحق، فمنشأ قولِه: هذا أنه يريد الحق فيقول فيه بالحق.
وأمامن قال فيه بالباطل ، فمنشأ قولِه فواحد من أمرين:إما الجهل ، وإما التعصب،فإذا كان عالمًا بالحق وأصر على قوله المخالف للحق كان ذلك من باب التعصب ، وأما إذا كان لا يعلم الحق وقال بالباطل فهذا منشأْ قوله الجهل،- وهذا الثاني -وهو الجاهل – أقرب إلى الاستقامة من الأول ،فالجاهل أقرب إلى الاستقامة ؛لأن الجاهل إذا كان مريدًا للحق إذا عُلم استقام ، وهذا بخلاف المتعصب.
ولذلك تجد بعض أهل الكلام اللذين خالفوا الحق في بعض أسماء الله وصفاته لما كان مُريدًا للحق هداه الله إليه ورجع إما رجوعًا كليًا وإما رجوعًا جزئيًّا،
فالغزَّالي مثلاً رجع عن الفلسفة بعدأن كان متصفًا بها وقائلاً بها ، وكتب كتابَهُ سماهُ " تهافُت الفلاسفة"وبيَّن فيه بطلان مذاهب الفلاسفة .
وأبو الحسن الأشعري رحمه الله ؛كان معتزِليًا -على مذهب المعتزلة - فهداه الله لمذهب أهل السنة ورجع إلى الحق وبين بطلان مذهب المعتزلة .
فمخالفة الحق إن كانت ناشئةً عن جهل فدواؤها بسيط ، وإنما الإشكال فيما كان ناشئًاعن تعصب ، فإن دواءه يكون عسرًا ، ولكن إذا أراد الله هدايته هداه ..
رد مع اقتباس