عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 06-03-2021, 01:12 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post



نَصْبُ المضارِعِ بِأنْ المُضْمَرَةِ


مِثلما يُنْصَبُ المضارعُ بأنْ الظاهرةِ في مثل قولِنا : أطْمَحُ أنْ أُحَقِقَ آمالي . فإنّه يُنصَبُ بأنْ المضمَرة – غير الظاهِرَةِ – في مثل قولنا : قابَلْتُه لأوضِحَ له خطأهُ = قابَلْتُه لأن أوضِحَ له خطأه .

وتُضْمَرُ أنْ جوازًا – أي يُجوزُ ذِكْرُها ، وعَدَمُ ذِكْرِها - . كما أنّها تُضْمَرُ وجوبًا – لا يجوز ذِكْرُها أو إظهارُها


إضمارُ أنْ جوازًا : تضمر أنْ جوازًا أو تذكر صراحةً ، بَعْدَ سِتَةِ حروفٍ هي :
1. لامُ كي – والتي تُسمى لامَ التعليل – وهي لامُ الجَرِّ التي يكونُ ما بعدها سَبَباً في حدوث ما قَبْلها . مثل: "وأنزلنا إليك الذِكْرَ لتُبيِّنَ للناسِ" أي لأجلِ أن تُبَيِّنَ للناسِ . ومثل : هاتَفْتُكَ لِتَطْمَئِنَّ .
ومثل : حضرتُ لأستفيدَ ، أو لأن أستفيدَ .

2. لامُ العاقِبَةِ ، وهي اللامُ الجارَّةُ ، التي يكونُ ما قَبْلَها نتيجةً وعاقبةً ومصيرًا ، لما قبلها وليسً سببًا في حصولِهِ ، ويُسميها بَعْضُهم لامَ الصيرورةِ – أي ما صارَ إليه الحالُ . أو لامَ المآل – أي ما آلَ إليه الأمرُ .ويمثلون لها بالآيةِ الكريمةِ المتعَلِقَةٍ بِعُثورِ قومِ فرعونَ ، على سيدنا موسى عليهِ السلامُ . "فالتَقَطَهُ آلُ فِرْعونَ ليكونَ لهم عَدوًا وَحَزنًا" قال فرعون لم يلتقطوا موسى عليه السلامُ ليكون لهم عدوًا وحِزنًا . ولكن العاقبةَ والمآلَ والمصيرَ الذي انتهي إليه التقاطُهم له ، أنّه صارَ كذلك . ومثل : ربى الوالدان ابنهما ليعقهما عند الكبر .

3. بَعْد أحدِ هذه الحروفِ العاطفةِ (الواو والفاء وثم وأو) عندما تَعْطِفُ الفِعْلَ المضارعَ على الاسمِ الجامِدَ . وإنما يُنْصَبُ الفعلُ المضارعُ بعد هذه الحروفِ بأنْ مضمرةٍ لسببٍ منطقيٍّ ، ليتسنى لنا أنْ نوُجِدَ بواسطتها مَصْدرًا نستطيعُ عَطْفَهُ على الاسمِ الجامِدِ – المصدر – لأن الفعل لا يجوز أن يُعْطَفَ على الاسمِ الخالِصِ، بلْ يُعْطَفُ على فِعْلٍ مِثلِهِ .
مثالُ إضمارها بعدَ الواو : يأبى التاجرُ الأمينُ الغِشّ ويَرْبَحَ . والتقدير وأنْ يَرْبَحَ . أي يأبى الرِّبحَ والغِشَّ.

ومنهُ قولُ ميسونَ بنتِ بَحْدَلَ .
ولِبْسُ عَباءةٍ وتَقَرَّ عَيني أَحَبُّ إليَّ من لِبْسِ الشّفوفِ = ولبس عباءة وأن تَقَرَّ عيني
والشفوف : اللباس يشف عما تحته ، أي لبسُ عباءةٍ وقُرَّةُ عيني !


ومثالُ :الفاء : شقاؤك فَتَسْتَريحَ ، خيرٌ من كَسَلِكَ فَتَتْعبَ . = أن تشقى (شقاؤك) وأن تستريح ، خير من كسلك وأن تتعب .
ومثال:ثمَّ: لا يَقْبَلْ الكريمُ الجُبْنَ ثم يَسْلَمَ = لا يَقْبَلُ الجُبْنَ والسّلامَةَ = لا يقْبَلُ الكريمُ الجبن ثم أن يَسْلَمَ .

ومثال : أو : يرضى عَدّوُّكَ نزوحكَ أو تُسْجَنَ = نزوحك أو سَجْنَك = يرضى عَدّوُكَ نزوحكَ أو أن تُسْجَنَ.
فأنْ) في جميع الأمثلة المتقدمة مُقدَّرةٌ قبْلَ الفعلِ المضارِعِ ، والفِعْلُ منصوبٌ بها ، وهو مُؤَوَّلٌ بمصدرٍ معطوفٍ على الاسمِ قبلَه .

إضمارُ أنْ وجوبًا

تُقَدَّرُ أنْ وجوبًا بعد خَمْسَةِ حُروفٍ هي :
1. بعدَ لامِ الحجودِ ، وهي لامُ الجرِّ المسبوقةُ بكونٍ "أحدِ مشتقاتِ كانَ" مَنْفيٌّ ، مثل قولهِ تعالى "ما كانَ اللهُ ليظلِمَهم" وقولِهِ "لمْ يكنْ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُم" . ومثل قولنا : لم تَكُنْ لِتَكْذِبَ ، وهيَ أبلغُ من قولِنا : لم تَكُنْ تَكْذِبُ ، لأنَّ الفعلَ المنصوبَ بَعْدَ أنْ المُضْمَرة مُؤَوّلٌُ بمصدرٍ مجرورٍ ، والتقديرُ لمْ تَكُنْ مُريدًا الكَذِبَ . لأنّ نفي إرادةِ الكَذِبِ أبلغُ من نفْيِ الكذبِ ذاته .
2. بعدَ فاءِ السَبَبيّة : وهي التي تُفيدُ أنَّ ما قبْلَها سَبَبٌ لما بَعْدَها ،وأنّ ما بَعْدَها مُسَبّبٌ عما قبلَها . ويُشترطُ أنْ تُسْبَقَ بنفيٍ أو طلبٍ .
فأما النَفْيُّ ، فمثلُ قَوْلِكَ : لمْ تحضرْ فَتَسْتَفيدَ .
ومثل : جارُكَ غَيْرُ مُقَصِّرِ فَتَلومَهُ .
ومثل : لَيْسَ المُجْرِمُ نادمًا فتعفوَ عَنْهُ .
إذ لا فرقَ أن يكونَ النفيُّ بالفِعْلِ أو بالاسمِ أو بالحرفِ . كما في الجمل الثلاث السابقة .
أما الطَّلبُ فَيَشْتَملُ الأمرَ ، مثل ُ : اسكتْ فَتسلَمَ أوْ لِتَسْكُتَ فَتَسْلَمَ .
ويَشْتَملُ العَرْضُ ، مثل : ألا تُرافِقُنا فَتَسْتَمْتِعَ .
كما يشملُ الحَضَّ : مثل : هلاّ عَمِلْتَ الخيرَ فَتُؤْجَرَ .
ويشملُ التمنيّ ، مثل : لَيْتَكَ حَضَرْتَ فَتُسَرَّ .
ويشملُ التّرجيَ ، مثل : لَعَلّكَ عائِدٌ فأستضيفَكَ .
ويشملُ الاستفهام ، مثل : هل أنت منتبه فأُخاطِبَكَ .
ويكونُ المضارِعُ المنصوبُ بأنْ مُضْمَرَةً بَعْدَ فاءِ السَّبَبَيِّةِ مُؤَولًا بِمَصْدَرٍ مَعطوفٍ على مصدرٍ مُنتَزَعٍ من الفِعْلِ قَبْلَها ففي : اسْكُتْ فَتَسْلَمَ : ليكن منكَ سكوتٌ فسلامةٌ .


3. بعدَ واوِ المَعِيَّةِ ، التي تُفيدُ معنى مع مثل : لا تأكُلْ وتَتَحَدّثَ ، فالنهيُّ في الجملةِ ليسَ مُتَجِّهًا إلى الأكلِ وحْدَهُ ولا الحديث وَحْدَهُ،وإنّما يَتَّجِهُ النَّهيُ عن أنْ يتحدثَ وهوَ يَأكُلُ .
ويُشترطُ لِنصْبِ المضارِعِ بَعْدَ واو المعيةِ أن تُسْبَقَ بنفيٍ أو طَلَبٍ ، كما هو الحالُ في فاءِ السَبَبيةِ . الأمثلة:
لا تَشرَبْ وتَضْحَكَ .
اقرأْ وترفعَ صَوتَك .
هلا تَصَدّقْتَ وتُخَفيَ صَدَقَتَكَ .
ألا تزورُنا وتُسَلّمَ .
لَعلّكَ مُسافِرٌ وترافِقَني .
لَيْتَكَ حَضَرْتَ وَتُشَاهِدَ .
هلْ أنتَ سامِعٌ وتُجيبَني .

4. بَعْدَ :حتى: الدالةِ على الانتهاءِ أو التعليلِ .
فمثالُ دلالتها على الانتهاءِ ، قَوْلُنا : أنْتَظِرُكَ حتى تَرْجِعَ = إلى أن تَرجِعَ .
والتعليلُ مثلُ :
وافَقْتُكَ حتى أُرضيَكَ = لأُرضيَكَ .

والمضارِعُ مع أنْ المستترةَ يُؤَوّلُ بمصدرٍ في محلِ جرّ بـِ
حتى :
انتظرتُكَ إلى رُجوعِك ، ووافقتُكَ لرِضاك.


5. بعد "أو" التي بمعنى "إلى" مثل : أسْهَرُ أوْ أُنْهِيَ عَملي = أسْهَرُ إلى أن أُنهيَ عملي .
أو بمعنى "إلا" ، مثل : يَظَلُّ المتّهَمُ بريئاً أو تثبُتَ إدانتُهُ = إلا تَثْبٌتَ .

6. إضمارُ أنْ سماعًا :
وردَ عن طريقِ السّماعِ إضمارُ أنْ ، في غيرِ المواقعِ السابِقَةِ – مواقعِ الجوازِ والوجوبِ – ويُكتفى بمعرِفَتِها، دونَ القياسِ عليها .
ومما وَرَدَ في ذلك : تسمعَ بالمُعْيدي خيرٌ من أنْ تراهُ .
خُذْ اللصَ قَبْلَ يأخُذَكَ .
مُرْهُ امرهُ يَحْفِرَها .
وقُريءَ بنصبِ أعبدَ في الآيةِ " قُلْ أفغيرَ اللهِ تأمروا بي أعبدَ أيُّها الجاهلون" .
أطْمَحُ أنْ أُحَقِقَ آمالي

أطمح : فعل مضارع مرفوع ، علامته الضمة ، وفاعله مستتر فيه .
أن : حرف نصب مبني على السكون .
أحقق : فعل مضارع منصوب علامته الفتحة ، وفاعله مستتر فيه .
آمال : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على اللام ، وهو مضاف .

قابَلْتُه لأوضِحَ له خطأهُ
قابلته : فعل وفاعل ومفعول به .
لـ : حرف جر مبني على الكسر ، يفيد التعليل .
أوضح : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد لام التعليل .

"وأنزلنا إليك الذِكْرَ لتُبيِّنَ للناسِ"
أنزل : فعل ماض مبني على السكون ، لاتصاله بالضمير نا: وهو مبني في محل رفع فاعل .
إليك : شبه جملة متعلقة بالفعل السابق .
الذكر : مفعول به منصوب ، علامته الفتحة .
لـ : حرف جر مبني .
تبين : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد اللام ، علامته الفتحة . وفاعله تقديره أنت .
للناس : شبه جملة متعلقة بـ تبين .
"فالتَقَطَهُ آلُ فِرْعونِ ليكونَ لهم عَدوًا وَحَزنًا"
التقطه : التقط : فعل ماض مبني على الفتح . هـ : ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
آل : فاعل مرفوع .
فرعون : مضاف إليه مجرور علامته الفتحة ، ممنوع من الصرف .
لـ : حرف جر مبني على الكسر .
يكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة جوازًا. اسمها ضمير مستتر تقديره هو .
عدوًا : خبر يكون منصوب .

يأبى التاجرُ الأمينُ الغِشّ ويَرْبَحَ
يأبى : فعل مضارع مرفوع ، علامته ضمة مقدرة على آخره .
التاجر : فاعل مرفوع .
الأمين : صفة مرفوعة .
الغش : مفعول به منصوب .
و : حرف عطف مبني على الفتح .
يربح : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازًا .


لِبْسُ عَباءةٍ وتَقَرَّ عيني أَحَبُّ إليَّ من لِبْسِ الشّفوفِ

لبس : مبتدأ مرفوع – وهو مضاف .
عباءة : مضاف إليه مجرور
و : حرف عطف .
تقر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازًا ، علامته الفتحة .
عين : فاعل مرفوع ، بضمة مقدرة على آخره ، وهو مضاف .
ي : ضمير مبني على السكون ، في محل جر بالإضافة .
أحب : خبر المبتدأ مرفوع .
إلى : شبه جملة متعلقة بـ أحب .
من لبس : شبه جملة متعلقة بـ أحب .
الشفوف : مضاف إليه مجرور .

شقاؤك فَتَسْتَريحَ ، خيرٌ من كَسَلِكَ فَتَتْعبَ
شقاؤ : مبتدأ مرفوع ، بضمة ، وهو مضاف .
ك : في محل جر بالإضافة .
ف : حرف مبني على الفتح .
تستريح : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد الفاء .
خير : خبر مرفوع .
من كسل : شبه جملة متعلقة بـ خير وهما مضافان .
ك : في محل جر بالإضافة .
ف : حرف مبني على الفتح .
تتعب : فعل مضارع منصوب ، بأن مضمرة جوازًا بعد الفاء .

لا يقبَلْ الكريمُ الجُبْنَ ثم يسْلَمَ
لا : حرف نفي مبني على السكون .
يقبل : فعل مضارع مرفوع / الضمة .
الكريم : فاعل مرفوع / الضمة .
الجبن : مفعول به منصوب / الفتحة .
ثم : حرف مبني على الفتح .
يسلم : فعل مضارع منصوب / الفتحة بأن مضمرة جوازًا بعد ثم .

يرضى عَدّوُّكَ نزوحكَ أو تُسْجَنَ : نزوحك أو سَجْنَك
يرضى : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف .
عدو : فاعل مرفوع علامته الضمة , وهو مضاف . ك : في محل جر بالإضافة .
نزوح : مفعول به منصوب علامته الفتحة . وهو مضاف .
أو : حرف مبني على السكون .
تسجن : فعل مضارع منصوب علامته الفتحة ، وهو منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد أو والمصدر المؤول في الجملة والجمل السابقة – سجنك – معطوف على المصدر السابق نزوح .


رد مع اقتباس