عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-16-2021, 10:35 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,224
Arrow

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
وإذا كان الحب أصل كل عمل من حق وباطل ؛ فأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله ، كما أن أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله .
وينقسم الحب إلى مقامات ثلاث متتالية كالآتي :
1 ـ حُب الله ويسمى حب عبادة .
2 ـ حُب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويسمى حب اتباع .
3 ـ حُب المؤمنين ويسمى حب أخوة أو حب موالاة .
وهذه المراتب متتالية ، فالتتابع فيها مهم ، فحب الله قبل حب الرسول وقبل حب المؤمنين ، بل إن لم يتوفر في قلب العبد أولًا حب الله ، فلا يمكن أن يحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا أن يحب المؤمنين ، وكذلك لا يمكن أن يكون هناك أحد مُحبًا للمؤمنين وهو كاره لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير محب له .
حُب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : قال تعالى :
" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ... " . سورة آل عمران / آية : 31 .
فبينت الآية أن المحبة لها دليل وثمرة فإذا تحقق الدليل تحققت الثمرة ، والدليل هو اتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الفرض والنفل - والثمرة حب الله ومغفرته ، ثم حذر سبحانه المخالفين لاتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال تعالى " .... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " النور:63.
قال ـ صلى الله عليه وسلم"لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن ولَدِهِ ووالِدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ."صحيح مسلم.

نماذج من الجمادات ومن البشر مُحبة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد تكون بعض الجمادات والنباتات أفضل من بعض البشر :
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ يَومَ الجُمُعَةِ إلى شَجَرَةٍ -أَوْ نَخْلَةٍ- فَقالتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأنْصَارِ -أَوْ رَجُلٌ-: يا رَسولَ اللَّهِ، أَلَا نَجْعَلُ لكَ مِنْبَرًا؟ قالَ: إنْ شِئْتُمْ، فَجَعَلُوا له مِنْبَرًا، فَلَمَّا كانَ يَومَ الجُمُعَةِ دُفِعَ إلى المِنْبَرِ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ، ثُمَّ نَزَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضَمَّهُ إلَيْهِ، تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الذي يُسَكَّنُ. قالَ: كَانَتْ تَبْكِي علَى ما كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَهَا" صحيح البخاري.

العشار : الناقة التي انتهت في حملها إلى عشرة أشهر .
* عن أبي سفيان عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ قال " جاءَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ ذاتَ يومٍ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ جالسٌ حزينٌ قد خُضِّبَ بالدِّماءِ قَد ضربَهُ بعضُ أهْلِ مَكَّةَ فقالَ ما لَكَ قالَ فَعلَ بي هؤلاءِ وفعَلوا قالَ أتحبُّ أن أريَكَ آيةً قالَ نعَم أرِني فنظرَ إلى شجرَةٍ من وراءِ الوادي قالَ ادعُ تلكَ الشَّجرةَ فدَعاها فجاءَت تَمشي حتَّى قامَت بينَ يدَيهِ قالَ قل لَها فَلتَرجِع فقالَ لَها فرجَعَت حتَّى عادَت إلى مَكانِها فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حَسبي "صحيح ابن ماجه - وذكره الشيخ مقبل في دلائل النبوة / ص : 97 .
* عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " - إنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بمَكَّةَ كانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أنْ أُبْعَثَ إنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ." صحيح مسلم

* عن قيس بن أبي حازم ـ رضي الله عنه ـ قال " رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتي وقَى بها النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ شَلَّتْ"صحيح البخاري.

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ما نفعَني مالٌ قطُّ ، ما نفَعني مالُ أبي بَكرٍ . قالَ : فبَكى أبو بَكرٍ وقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ! هل أنا ومالي إلَّا لَكَ يا رسولَ اللَّهِ !"صحيح ابن ماجه.

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال" بَعَثَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ برَجُلٍ مِن بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ له: ثُمَامَةُ بنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ اليَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بسَارِيَةٍ مِن سَوَارِي المَسْجِدِ، فَخَرَجَ إلَيْهِ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَاذَا عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟ فَقالَ: عِندِي يا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وإنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ علَى شَاكِرٍ، وإنْ كُنْتَ تُرِيدُ المَالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى كانَ بَعْدَ الغَدِ، فَقالَ: ما عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟ قالَ: ما قُلتُ لَكَ، إنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ علَى شَاكِرٍ، وإنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وإنْ كُنْتَ تُرِيدُ المَالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى كانَ مِنَ الغَدِ، فَقالَ: مَاذَا عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟ فَقالَ: عِندِي ما قُلتُ لَكَ، إنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ علَى شَاكِرٍ، وإنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وإنْ كُنْتَ تُرِيدُ المَالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شِئْتَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ، فَانْطَلَقَ إلى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ المَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ، فَقالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسولُهُ، يا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ، ما كانَ علَى الأرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إلَيَّ مِن وَجْهِكَ، فقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الوُجُوهِ كُلِّهَا إلَيَّ، وَاللَّهِ، ما كانَ مِن دِينٍ أَبْغَضَ إلَيَّ مِن دِينِكَ، فأصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إلَيَّ، وَاللَّهِ، ما كانَ مِن بَلَدٍ أَبْغَضَ إلَيَّ مِن بَلَدِكَ، فأصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ البِلَادِ كُلِّهَا إلَيَّ، وإنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ العُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قالَ له قَائِلٌ: أَصَبَوْتَ، فَقالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَلَا وَاللَّهِ، لا يَأْتِيكُمْ مِنَ اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وفي رواية: بَعَثَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَيْلًا له نَحْوَ أَرْضِ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ برَجُلٍ يُقَالُ له: ثُمَامَةُ بنُ أُثَالٍ الحَنَفِيُّ سَيِّدُ أَهْلِ اليَمَامَةِ، وَسَاقَ الحَدِيثَ بمِثْلِ حَديثِ اللَّيْثِ، إلَّا أنَّهُ قالَ: إنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ."صحيح مسلم.

* قال عبد الرحمن بن عوف" بيْنَا أَنَا واقِفٌ في الصَّفِّ يَومَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ عن يَمِينِي وعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بغُلَامَيْنِ مِنَ الأنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بيْنَ أَضْلَعَ منهما، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُما فَقالَ: يا عَمِّ، هلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلتُ: نَعَمْ، ما حَاجَتُكَ إلَيْهِ يا ابْنَ أَخِي؟ قالَ: أُخْبِرْتُ أنَّهُ يَسُبُّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حتَّى يَمُوتَ الأعْجَلُ مِنَّا، فَتَعَجَّبْتُ لذلكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ، فَقالَ لي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إلى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ في النَّاسِ، قُلتُ: أَلَا إنَّ هذا صَاحِبُكُما الذي سَأَلْتُمَانِي، فَابْتَدَرَاهُ بسَيْفَيْهِمَا، فَضَرَبَاهُ حتَّى قَتَلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرَاهُ، فَقالَ: أَيُّكُما قَتَلَهُ؟ قالَ كُلُّ واحِدٍ منهمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقالَ: هلْ مَسَحْتُما سَيْفَيْكُمَا؟ قالَا: لَا، فَنَظَرَ في السَّيْفَيْنِ، فَقالَ: كِلَاكُما قَتَلَهُ، سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بنِ عَمْرِو بنِ الجَمُوحِ، وكَانَا مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ، ومُعَاذَ بنَ عَمْرِو بنِ الجَمُوحِ." صحيح البخاري.
سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بنِ عَمْرِو بنِ الجَمُوحِ : أي:وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح.
رد مع اقتباس