عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 11-06-2018, 03:51 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,224
Arrow

الأمر العشرون:
نشاطُ الشيخِ في دَرْسِه :
يكونُ على قَدْرِ مَدارِكِ الطالبِ في استماعِه ، وجَمْعِ نفسِه وتَفَاعُلِ أحاسيسِه مع شيخِه في دَرْسِه ، ولهذا فاحْذَرْ أن تكونَ وسيلةَ قَطْعٍ لعِلْمِه بالكَسَلِ والفُتورِ والاتِّكاءِ وانصرافِ الذهْنِ وفُتورِه .
قالَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( حقُّ الفائدةِ أن لا تُسَاقَ إلا إلى مُبْتَغِيهَا ، ولا تُعْرَضَ إلا على الراغبِ فيها ، فإذا رَأَى الْمُحَدِّثُ بعضَ الفُتورِ من المستَمِعِ فليسكُتْ ، فإنَّ بعضَ الأُدباءِ قالَ : نَشاطُ القائلِ على قَدْرِ فَهْمِ الْمُسْتَمِعِ ) .
ثم ساقَ بسَنَدِه عن زيدِ بنِ وَهْبٍ ، قال : ( قالَ عبدُ اللهِ : حَدِّث القوْمَ ما رَمَقوكَ بأبصارِهم ، فإذا رأيتَ منهم فَتْرَةً فانْزِعْ ). اهـ .

*شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( مفرغ )
الشيخ :
أن يكون له همة وقوة في الاستماع إلى الشيخ واتباع نطقه حتى ينشط الشيخ على هذا , ولا يظهر للشيخ أنه قد ملّ وتعب بالاتكاء تارة والحملقة تارة , (حملق يعني ينظر يمين ويسار) أو تقليب الأوراق تارة . أو ما أشبه ذلك ، ولهذا ينبغي للإنسان أن لا يلقي العلم لا بين الطلبة ولا بين عامة الناس إلا وهم متشوقون له , حتى يكون كالغيث أصاب أرضا يابسة فقبلته، وأما أن يكره أو يفرض نفسه فهذا أمر لا ينبغي , أولا لأن الفائدة تكون قليلة , وثانيا ربما يقع في قلب السامع الذي أكره على الاستماع هذه الكلمة مثلا يقع في قلبه كراهة إما للشخص وإما لما يلقيه الشخص وكلا الأمرين مر , وأمرهما أن يكره ما يلقيه الشخص . فعلى كل حال متى رأيت الناس متشوقين للكلام فتكلم وإذا رأيت الأمر لا يناسب فلا تتكلم لا تثقل على الناس وهذا قد مر علينا في البخاري في حديث عبد الله بن عباس , أنك لا تلقي على القوم حديث إلا وأنت تعلم أنهم يحبون ذلك وإلا فلا تلقيه عليهم .
وهنا يقول عن الخطيب البغدادي رحمه الله: حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها ولا تعرض إلا على الراغب فيها , فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت , فإن بعض الأدباء قال :
نشاط القائل على قدر فهم المستمع .
وهذا صحيح , القائل المتكلم نشاطه على قدر فهم المستمع وإن شئت فقل على قدر انتباه المستمع، لأن الفهم مرتبة وراء الانتباه , ينتبه الإنسان أولا ثم يفهم , والفهم أمر خفي , لا نعرفه لكن الإنسان ينشط إذا رأى القوم قد انتبهوا له , وأحسنوا الإنصات والإصغاء .

هنا
*شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري (مفرغ)

القارئ :
قال المؤلف غفر الله له ولشيخنا
العشرون نشاط الشيخ في درسه:
يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه ، وجمع نفسه ، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه ، ولهذا فاحذر أن تكون وسيلة قطع لعلمه ، بالكسل ، والفتور والاتِّكاء ، وانصراف الذهن وفتوره.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى :
"حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها ، ولا تُعرِض (تصحيح الشيخ : ولا تُعرَض ) إلا على الراغب فيها ، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع ، فليسكت ، فإن بعض الأدباء قال : نشاط القائل على قدر فهم المستمع ".
ثم ساق بسنده عن زيد بن وهب ، قال:
"قال عبد الله : حَدِّث القوم ما رمقوك بأبصارهم ، فإذا رأيت منهم فترة ، فانزع " ا هـ.
الشيخ :
هذه من صفات الطالب أو من صفات المعلم بحيث يلاحظ أحوال الطلاب ، و يلاحظ تفاعلهم معه ، فيجعل ما يلقيه من المعلومات على مقدار ذلك ، وفي ثنايا هذا النهي عمّا يشغل الشيخ حال الدرس ، فإذا كانت كثرة حركتك تشغله عن الدرس وإكماله فاجتنبها ، وهكذا نوم الإنسان في درسه قد يؤدي إلى فتور شيخه ، وبالتالي يجب عليه أن يحاول ما يستطيع أن لا يأتيَه ذلك أثناء درسه ، هكذا شرود الذهن فإنّ شرود ذهن الطالب يجعل المعلم لا يتقن تعليمه ، لأنه سيشتغل بما في ذهنه وسيشتغل بمحاولة إعادته إلى درسه ، بقي هنا مسألة وهي أنّ من جاءك للتعلم فأنت تبذله له لأنه راغب مقبل عليه ، لكن من لم يأتك هل تقبل عليه فتعلمه ؟ ، فإن كان في الدعوة فلا إشكال أنه يدعى فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغشى الناس في منازلهم ، قال المؤلف : (فإذا رأى المحدث بعض الفتور) وهو الانقطاع والعجز ، (من المستمع فليسكت) الشيخ ، لأنه إذا كان متعبا فقد يفهم من كلام شيخه ما لا يريده الشيخ ، نعم
هنا
رد مع اقتباس