عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-30-2020, 09:58 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
افتراضي

"إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ ،وللملَك لمَّةً ،فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ، وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ ،فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ،ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ثمَّ قرأ "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ"الآيةَ"الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2988 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

"للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ" اللَّمَّة بالفتحِ من الإلمامِ ، ومعناه النزول ، والقرب ، والإصابة ، والمراد بها ما يقع في القلب بواسطة الشيطان .

"وللملَك لمَّةً"أي: همَّةً وخاطرًا وإصابةً تقَعُ في قلبِ العبدِ.

فلمة الشيطان: تسمى وَسوسة ، ولمة الملك:تسمى إلهامًا.


"لمَّةُ الشَّيطانِفإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ"كالكفر ، والفسق ، والظلم "وتَكذيبٌ بالحقِّ"أي : في حق الله ، أو حق الخلق ، أو بالأمر الثابت كالتوحيد ، والنبوة ، والبعث ، والقيامة ، والنار ، والجنة.


"وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ""فإيعادٌأي: وعدٌ، "بالخيرِأي: الطَّاعةِ، "وتصديقٌ بالحقِّأي: إيمانٌ باللهِ تعالى وملائكتِه وكُتبِه ورُسلِه واليومِ الآخِرِ، والوعدِ مِن الرَّحمنِ بالجِنانِ.

"فمَن وجَدأي: أحَسَّ وأدرَك في نفْسِه وقلبِه، "ذلك" أي: لِمَّةَ الملَكِ، "فَلْيَعلَمْ" أي: العبدُ الَّذي أصابَتْه لِمَّةُ الملَكِ، "أنَّه مِن اللهِأي: مِن فَضلِه ومَنِّه ونِعَمِه على عبدِه، "فَلْيحمَدِ اللهَأي: يَشكُرْه على نِعَمِه بالتَّزامِ تلك الطَّاعةِ، "ومَن وجَد الأخرى"، أي: أحَسَّ وأدرَك لِمَّةَ الشَّيطانِ وخاطِرَه، "فَلْيتعوَّذْ باللهِ" أي: يَلجَأْ ويَحْتَمِ بذِكْرِ اللهِ تعالى، "مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ"، ويُخالِفْه فيما أمَره به.

*والإيعاد في اللمتين من باب الإفعال ، والوعيد فيالاشتقاق كالوعد ،إلا أن الإيعاد اختص بالشر عُرفًا يقال أوعد إذا وعد بشر إلا أنه استعمله في الخير للازدواج ، والأمن عن الاشتباه بذكر الخير بعده.»
الدرر السنية .
ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» كتاب الإيمان » باب في الوسوسة
رد مع اقتباس