الموضوع: قواعد عقدية
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-02-2021, 09:24 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post

- القَاعِدَةُ الوَاحِدَةُ وَالتِّسْعُونَ:
لَا يَتَحَقَّقُ الإِيمَانُ بِالكُتُبِ إِلَّا بِالإِيمَانِ أَنَّهَا كَلَامُ اللهِ، وَأَنَّهَا مَنْزِلَةٌ، وَالعَمَلِ بِمَا لَمْ يُنْسَخْ مِنْ أَحْكَامِهَا، وَتَصْدِيقِ أَخْبَارِهَا الَّتِي لَمْ تُحَرَّفْ.
- القَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ وَالتِّسْعُونَ:
كُلُّ قَضِيَّةٍ أَثْبَتَتْهَا الأَدِلَّةُ الصَّحِيحَةُ مِمَّا سَيَكُونُ بَعْدَ الَموْتِ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ اليَوْمِ الآخِرِ، فَيَجِبُ الإِيمَانُ بِهَا مَعَ كَمَالِ التَّسْلِيمِ وَالقَبُولِ وَالإِذْعَانِ.
- القَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ وَالتِّسْعُونَ:
كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ وَقَدَرٍ، فَمَا شَاءَ اللهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلَا يَخْرُجُ شَيْءٌ عَنْ تَقْدِيرِ اللهِ، وَالقَدَرُ سِرُّ اللهِ، وَلَا رَادَّ لِقَضَائِهِ، وَلَا مُعَقِّبَ لَهُ.
- القَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ وَالتِّسْعُونَ:
أَفْعَالُ العِبَادِ قَدَّرَهَا اللهُ، وَلَكِنَّهَا كَسْبٌ لِلْعِبَادِ، فَفِعْلُ العَبْدِ بِاعْتِبَارِ تَقْدِيرِهِ كِتَابةً وَمَشِيئَةً وَخَلْقًا يُنْسَبُ للهِ، وَبِاعْتِبَارِهِ كَسْبًا يُنْسَبُ لِلْعَبْدِ.
- القَاعِدَةُ الخَامِسَةُ وَالتِّسْعُونَ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يُثْبِتُونَ لِلْعَبْدِ مَشِيئةً وَاخْتِيَارًا وَقُدْرَةً عَلَى أَفْعَالِهِ خِلَافًا لِلْجَبْرِيَّةِ، وَهِيَ مُرْتَبِطَةٌ بِتَقْدِيرِ اللهِ وَمَشِيئتِهِ وَخَلْقِهِ خِلَافًا لِلْقَدَرِيَّةِ.
- القَاعِدَةُ السَّادِسَةُ وَالتِّسْعُونَ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ أَفْعَالَ العِبَادِ فِيهَا تَسْيِيرٌ وَتَخْيِيرٌ، فَالعَبْدُ بِاعْتِبَارِ سَبْقِ التَّقْدِيرِ مُسَيَّرٌ، وَبِاعْتِبَارِ دُخُولِ الفِعْلِ تَحْتَ قُدْرَتِهِ مُخَيَّرٌ.
- القَاعِدَةُ السَّابِعَةُ وَالتِّسْعُونَ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ أَفْعَالَ اللهِ لَا تَكُونُ إِلَّا عَنْ حِكْمَةٍ عَظِيمَةٍ، وَغَايَةٍ وَمَصَالِحَ لَا يَعْلَمُهَا عَلَى وَجْهِ التَّفْصِيلِ إِلَّا اللهُ خِلَافًا لِنُفَاةِ الحِكْمَةِ.
- القَاعِدَةُ الثَّامِنَةُ وَالتِّسْعُونَ:
اتَّفَقَ السَّلَفُ عَلَى حُرْمَةِ الاحْتِجَاجِ بِالقَدَرِ عَلَى فِعْلِ الَمعْصِيَةِ الَّتِي لَمْ يَتُبْ مِنْهَا العَبْدُ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِالاحْتِجَاجِ بِالقَدَرِ عَلَيْهَا تَسْوِيغَ فِعْلِهَا لَهُ.
وَأَمَّا الاحْتِجَاجُ بِالقَدَرِ عِنْدَ نُزُولِ الُمصِيبَةِ، أَوْ عَلَى مَعْصِيَةٍ قَدْ تَابَ مِنْهَا التَّوْبَةَ النَّصُوحَ، فَلَا بَأْسَ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَالُمصِيبَةُ هُوَ الاحْتِجَاجُ الأَوَّلُ.
- القَاعِدَةُ التَّاسِعَةُ وَالتِّسْعُونَ:
لَا يَتَحَقَّقُ الإِيمَانُ بِالقَدَرِ إِلَّا إِنْ آمَنْتَ بِعِلْمِ اللهِ الكَامِلِ الشَّامِلِ، وَبِكِتَابَةِ مَا سَيَكُونُ فِي اللَّوْحِ الَمحْفُوظِ، وَبِمَشِيئَتِهِ، وَعُمُومِ خَلْقِهِ لِكُلِّ شَيْءٍ.
- القَاعِدَةُ الِمائَةُ:
أَهْلُ السُّنَّةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ إِرَادَةَ اللهِ وَحُكْمَهُ وَأَمْرَهُ وَإِذْنَهُ، كُلُّهَا تَنْقَسِمُ إِلَى الِمائة:رعي أمري ديني وإِلَى مَا هُوَ كَوْنِيٌّ قَدَرِيٌّ.
- القَاعِدَةُ الوَاحِدَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
كُلُّ بِدْعَةٍ فِي الدِّينِ فَهِيَ ضَلَالَةٌ، وَلَيْسَ فِي البِدَعِ فِي الدِّينِ شَيْءٌ حَسَنٌ، فَمَنْ أَثْبَتَ فِي الدِّينِ بِدْعَةً حَسَنَةً؛ فَقَدْ خَالَفَ الأَدِلَّةَ الصَّحِيحَةَ.
- القَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
البِدَعُ مِنْهَا مَا هُوَ حَقِيقِيٌّ أَصْلِيٌّ، وَمِنْهَا مَا هُوَ إِضَافِيٌّ، فَمِثَالُ الأَوَّلِ التَّعَبُّدُ للهِ بِضَرْبِ الدُّفُوفِ، وَمِثَالُ الثَّانِي الأَذْكَارُ الجَمَاعِيَّةِ.
- القَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
يُعَامَلُ الُمبْتَدَعُ الَمحْكُومُ بِكُفْرِهِ مُعَامَلَةَ الكَفَرَةِ، وَيُعَامَلُ الُمبْتَدَعُ الَمحْكُومُ بِفِسْقِهِ مُعَامَلَةَ عُصَاةِ الُموَحِّدِينَ، وَيُزَادُ فِي التَّغْلِيظِ وَالتَّشْدِيدِ عَلَيْهِمَا.
- القَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
يَخْرُجُ عَنْ دَائِرَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي طَرَائِقِ الاسْتِدْلَالِ، أَوْ خَالَفَهُمْ فِي الأُصُولِ العَقَدِيَّةِ، أَوْ خَالَفَهُمْ فِي عَقِيدَةٍ مُتَّفَقٍ عَلَيْهَا بَيْنَهُمْ.
- القَاعِدَةُ الخَامِسَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
كُلُّ خِلَافٍ عَقَدِيٍّ بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنْفُسِهِمْ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ مَثَارًا لِلْوَلَاءِ وَالبَرَاءِ؛ كَمَسْأَلَةِ رُؤْيَةِ اللهِ فِي العَرَصَاتِ، وَهَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صلى الله عَلَيْه وسلم رَبَّهُ.
- القَاعِدَةُ السَّادِسَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
سَلَامَةُ الَمقَاصِدِ لَا تُسَوِّغُ الوُقُوعَ فِي الُمخَالَفَاتِ، فَلَيْسَتِ النِّـيَّةُ الحَسَنَةُ بِحُجَّةٍ عَلَى الُمخَالَفَةِ، بَلْ لَا بُدَّ مِنْ سَلَامَةِ القَصْدِ، وَصِحَّةِ الوَسِيلَةِ.
- القَاعِدَةُ السَّابِعَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
الأَحْكَامُ الشَّرْعِيَّةُ تَفْتَقِرُ فِي ثُبُوتِهَا لِلأَدِلَّةِ الصَّحِيحَةِ الصَّرِيحَةِ، فَلَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يُثْبِتَ حُكْمًا شَرْعِيًّا إِلَّا بِدَلِيلٍ صَحِيحٍ صَرِيحٍ.
- القَاعِدَةُ الثَّامِنَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
مَشْرُوعِيَّةُ الشَّيْءِ بِأَصْلِهِ لَا تَسْتَلْزِمُ مَشْرُوعِيَّتَهُ بِوَصْفِهِ، فَقَدْ يَكُونُ أَصْلُ االمائة:شُرُوعًا، وَلَكِنَّهَا بِدْعَةٌ بِاعْتِبَارِ الأَوْصَافِ البِدْعِيَّةِ الُمحْدَثَةِ فِيهَا.
- القَاعِدَةُ التَّاسِعَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
كُلُّ فِعْلٍ تَوَفَّرَ سَبَبُهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْه وسلم، وَلَمْ يَفْعَلْهُ اخْتِيَارًا، فَالَمشْرُوعُ تَرْكُهُ، فَتَرْكُهُ لِلْفِعْلِ تَشْرِيعٌ، كَمَا أَنَّ فِعْلَهُ تَشْرِيعٌ.
- القَاعِدَةُ العَاشِرَةُ بَعْدَ الِمائَةِ:
كُلُّ إِحْدَاثٍ فِي الدِّينِ فَهُوَ رَدٌّ، فَيَدْخُلُ فِيهِ الإِحْدَاثُ فِي أَصْلِ العِبَادَةِ، وَسَبَبِهَا، وَصِفَتِهَا، وَزَمَانِهَا، وَمَكَانِهَا، وَمِقْدَارِهَا، وَكُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا.
- القَاعِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الِمائَةِ:
التَّكْفِيرُ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ، فَلَا نُكَفِّرُ إِلَّا مَنْ كَفَّرَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَمَنْ حَكَمَ عَلَى غَيْرِهِ بِالكُفْرِ، فَهُوَ مُطَالَبٌ بِالدَّلِيلِ الدَّالِّ عَلَى كُفْرِهِ.
- القَاعِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الِمائَةِ:
التَّكْفِيرُ وَالتَّبْدِيعُ وَالتَّفْسِيقُ بِالوَصْفِ العَامِّ لَا يَسْتَلْزِمُ كُفْرَ الُمعَيَّنِ، وَلَا تَبْدِيعَهُ، وَلَا تَفْسِيقَهُ إِلَّا بَعْدَ ثُبُوتِ الشُّرُوطِ، وَانْتِفَاءِ الَموَانِعِ.
وَالشُّرُوطُ: العِلْمُ، وَالعَقْلُ، وَالبُلُوغُ، وَالاخْتِيَارُ، وَالقَصْدُ، وَعَدَمُ التَّأْوِيلِ.
وَضِدُّ كُلِّ شَرْطٍ مَانِعٌ؛ فَالجَهْلُ، وَالجُنُونُ، وَالصِّغَرُ، وَعَدَمُ القَصْدِ، وَوُجُودُ التَّأْوِيلِ، مَانِعَةٌ مِنَ انْطِبَاقِهِ.
- القَاعِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الِمائَةِ:
الاجْتِهَادُ فِي تَكْفِيرِ الُمعَيَّنِ يَخُصُّ الُمجْتَهِدَ بِعَيْنِهِ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ الحُكْمُ عَلَى غَيْرِهِ بِمُخَالَفَتِهِ لَهُ فِي اجْتِهَادِهِ، فَلَا يُلْزِمُ غَيْرَهُ بِهِ، وَقَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ: مَنْ لَمْ يُكَفِّرِ الكُفَّارَ فَقَدْ كَفَرَ، هُوَ فِي حَقِّ مَنْ كَفَّرَهُ النَّصُّ بِعَيْنِهِ فَقَطْ، كَكُفْرِ فِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَأَبِي جَهْلٍ، وَأَبِي لَهَبٍ، لَا فِي التَّكْفِيرِ الاجْتِهَادِيِّ.
- القَاعِدَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الِمائَةِ:
التَّكْفِيـرُ وَالتَّبْدِيعُ لَا مُدْخَلَ فِيهِ لِلْمُعَامَلَةِ بِالِمثْلِ، أَوِ التَّشَفِّي، أَوْ الانْتِقَامِ؛ كَمَنْ زَنَا بِأَهْلِكَ، أَوْ كَذَبَ عَلَيْكَ، فَلَا تُعَامِلْهُ بِالِمثْلِ.
- القَاعِدَةُ الخَامِسَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الِمائَةِ:
لَا تَكْفِيرَ لِلْمُعَيَّنِ بِالاخْتِلَافِ فِي مَسَائِلِ الاجْتِهَادِ الَّتِي تَحْتَمِلُ الاجْتِهَادَ، أَيْ: لَا يَجُوزُ تَكْفِيرُ غَيْرِكَ فِي هَذَا النَّوْعِ مِنَ الَمسَائِلِ.
- القَاعِدَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الِمائَةِ:
مُرْتَكِبُ الكَبِيرَةِ عِنْدَنَا نَاقِصُ الإِيمَانِ، فَلَا نُعْطِيهِ الإِيمَانَ الُمطْلَقَ، وَلَا نَسْلُبُهُ مُطْلَقَ الإِيمَانِ، خِلَافًا لِلْمُرْجِئَةِ وَالوَعِيدِيَّةِ.
- القَاعِدَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الِمائَةِ:
لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ أَحَدٌ مِمَّنْ مَعَهُ أَصْلُ الإِسْلَامِ، وَإِنْ بَقِيَ فِيهَا مَا بَقِيَ مِنَ الأَزْمِنَةِ الُمتَطَاوِلَةِ، لَا بُدَّ وَأَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ.
- القَاعِدَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الِمائَةِ:
مُرْتَكِبُ الكَبِيرَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ تَحْتَ الَمشِيئَةِ، فَإِنْ شَاءَ اللهُ غَفَرَ لَهُ كَبِيرَتَهُ، وَأَدْخَلَهُ الجَنَّةَ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ فِي النَّارِ، ثُمَّ يُعْتِقُهُ مِنْهَا.
- القَاعِدَةُ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الِمائَةِ:
لَازِمُ القَوْلِ لَيْسَ قَوْلًا إِلَّا بَعْدَ عَرْضِهِ وَقَبُولِهِ، فَلَا يَجُوزُ لَنَا الحُكْمُ عَلَى الُمتَكَلِّمِ بِلَوَازِمِ كَلَامِهِ إِلَّا بَعْدَ الْتِزَامِهَا، وَقَبُولِهَا، وَالرِّضَا بِهَا.
- القَاعِدَةُ العِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
قَدْ يَجْتَمِعُ فِي العَبْدِ مُوجِبُ الثَّوَابِ، وَمُوجِبُ العِقَابِ، وَمُوجِبُ الَمدْحِ، وَمُوجِبُ الذَّمِّ، وَمُوجِبُ الإِكْرَامِ، وَمُوجِبُ الإِهَانَةِ خِلَافًا لِلْوَعِيدِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ.
- القَاعِدَةُ الوَاحِدَةُ وَالعِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
مَا كَانَ كُفْرًا بِالذَّاتِ؛ كَالسُّجُودِ لِغَيْرِ اللهِ، فَلَا يُشْتَرَطُ فِيهِ الاسْتِحْلَالُ، وَمَا لَيْسَ بِكُفْرٍ بِذَاتِهِ كَالزِّنَا، فَيُشْتَرَطُ فِيهِ الاسْتِحْلَالُ، فَمَنْ كَانَ يَشْتَرِطُ الاسْتِحْلَالَ فِي كُلِّ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍ بَيْنَ القِسْمَيْنِ، فَهُوَ مِنَ الُمرْجِئَةِ الضُّلَّالِ ؛ فَانْتَبِهُوا لِلتَّفْرِيقِ بَيْنَهُمَا، فَقَدْ وَقَعَ الخَلَلُ بِسَبَبِ عَدَمِ التَّفْرِيقِ.
- القَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ وَالعِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَبْنُونَ بَابَ نَقْدِ الأَشْخَاصِ وَالطَّوَائِفِ عَلَى قَاعِدَةِ الإِخْلَاصِ، وَالعَدْلِ، وَالإِنْصَافِ، وَالسِّتْرِ، وَعَدَمِ التَّشْهِيرِ إِلَّا لِمَصْلَحَةٍ رَاجِحَةٍ.
- القَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ وَالعِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
مِنَ الإِنْصَافِ أَنْ يُغْتَفَرَ قَلِيلُ خَطَإِ الَمرْءِ فِي كَثِيرِ صَوَابِهِ، وَ«إِذَا كَانَ الَماءُ قُلَّتَيْنِ، لَمْ يَحْمِلِ الخَبَثَ»، فَلَا مَدْخَلَ لِلتَّشَفِّي وَالانْتِقَامِ.
- القَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ وَالعِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
احْتِرَامُ العُلَمَاءِ أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ، فَلَا يَجُوزُ انْتِقَاصُهُمْ، وَلَا الوُقُوعُ فِيهِمْ بِالثَّلْبِ وَالتَّجْرِيحِ بِلَا عِلْمٍ، وَلَا بُرْهَانٍ.
- القَاعِدَةُ الخَامِسَةُ وَالعِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يُحِبُّونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عَلَيْه وسلم مَحَبَّةً لَا تَقْصِيرَ فِيهَا، وَلَا غُلُوَّ أَوْ إِفْرَاطَ، وَلَا يَذْكُرُونَهُمْ إِلَّا بِالجَمِيلِ، وَيَتَرَضَّوْنَ عَلَيْهِمْ، وَيَدِينُونَ اللهَ تَعَالَى بِصَفَاءِ قُلُوبِهِمْ عَلَيْهِمْ، وَيَنْشُرُونَ فَضَائِلَهُمْ، وَيُدَافِعُونَ عَنْهُمْ، وَلَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ غِلٌّ، وَلَا حِقْدٌ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ، فَلَا كَانَ، وَلَا يَكُونُ مِثْلُهُمْ أَبَدًا.
- القَاعِدَةُ السَّادِسَةُ وَالعِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
نَعْتَقِدُ أَنَّ الخِلَافَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ لِعُمَرَ، ثُمَّ لِعُثْمَانَ، ثُمَّ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، وَتَرْتِيبُهُمْ فِي الفَضْلِ كَتَرْتِيبِهِمْ فِي الخِلَافَةِ.
- القَاعِدَةُ السَّابِعَةُ وَالعِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَدِينُونَ اللهَ تَعَالَى بِالسُّكُوتِ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ مِنْ أَمْرِ الفِتْنَةِ وَالقِتَالِ، وَهُمْ فِيهِ مُجْتَهِدُونَ مَعْذُورُونَ مَأْجُورُونَ، فَالُمصِيبُ لَهُ أَجْرَانِ، وَالُمخْطِئُ لَهُ أَجْرٌ.
وَلَهُمْ فَضَائِلُ عَظِيمَةٌ، وَحَسَنَاتٌ تَمْحُو عَنْهُمْ مَا قَدْ صَدَرَ مِنْ بَعْضِهِمْ مِنَ الخَطَإِ، وَهُمْ أَحَقُّ النَّاسِ بِشَفَاعَتِهِ صلى الله عَلَيْه وسلم.
- القَاعِدَةُ الثَّامِنَةُ وَالعِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَدِينُونَ اللهَ تَعَالَى بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِوُلَاةِ الأَمْرِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَلَا يَخْرُجُونَ عَلَى وُلَاةِ الأَمْرِ إِلَّا بِشَرْطِهِ الُمتَقَرِّرِ، وَهُوَ أَنْ نَرَى كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَنَا فِيهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ مَعَ غَلَبَةِ الظَّنِّ بِالنَّصْرِ عَلَيْهِمْ بِلَا مَفَاسِدَ أَعْظَمَ مِنَ الَمصَالِحِ الَمطْلُوبَةِ، وَلَا صَلَاحَ لِلْعِبَادِ وَالبِلَادِ إِلَّا بِذَلِكَ.
- القَاعِدَةُ التَّاسِعَةُ وَالعِشْرُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
أَهْلُ السُّنَّةِ لَا يَشْهَدُونَ لُمعَيَّنٍ بِجَنَّةٍ، وَلَا نَارٍ، وَلَا رِضًا إِلَّا بِدَلِيلٍ صَحِيحٍ، وَيَرْجُونَ لِلْمُحْسِنِ الثَّوَابَ، وَيَخَافُونَ عَلَى الُمسِيءِ العِقَابَ.
- القَاعِدَةُ الثَّلَاثُونَ بَعْدَ الِمائَةِ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَدْعُونَ إِلَى مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ، وَيَنْهَوْنَ عَنْ تُرَّهَاتِهَا وَسَفْسَافِهَا، وَيَنْدُبُونَ إِلَى أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ.
فَهَذِهِ جُمَلٌ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ الُمقَرَّرَةِ، وَقَوَاعِدِهِمْ الُمحَرَّرَةِ، أُهْدِيهَا لَطَلَبَةِ العِلْمِ لَعَلَّهُمْ يَذْكُرُونَ مُقَيِّدَهَا بِدَعْوَةٍ فِي ظَهْرِ الغَيْبِ.هنا -

وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالخَلَلِ، وَالتَّقْصِيرِ.
اللهم أغفر لشيخنا وليد بن راشد السعيدان ولجامعها وناشرها وكل من سعى في إخراجها وتعليمها أجمعين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس