الموضوع: قطف الفوائد
عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 02-17-2023, 01:46 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,221
Arrow

🔺 الأنس بالله. . ذلك المطلب النفيس!
ذلك الضيف الذي يتمنى بقاءه الجميع!
أنس القلب بالله هو أحد أهم مقاصد المؤمن في هذه الحياة، و هو أعظم ما يجد الإنسان من حلاوة في هذه الحياة; به تطيب النفس،وبه ينشرح الصدر، وبه يقوى المؤمن على الطاعات والعبادات، وبه يصبر على تحمل مصائب الدنيا !
أنس القلب بالله سبحانه وتعالى هو حالة يجدها الإنسان حين يتفرغ لطاعة الله، حين يداوم على ذكره، ويشعر قلبه ذلك الذكر، إذ كلما كان القلب إلى الله أقرب كان أنسه به سبحانه وتعالى أقوى، وكانت الوحشة منه أبعد !
أنس القلب بالله رزق خاص يرزقه الله عز وجل من يشاء من عباده، لكن هذا الرزق له أسباب، ومن أهمها:
* أن يبذل الإنسان جهده في الإقبال على الله، خصوصًا في مواسم الطاعات كموسم هذه العشر المباركات.
* وأن يحرر قدر ما يستطيع مقصده من وراء هذه الطاعات، بحيث يدور في فلك التوحيد، فإنه لا يأنس بالله إلا من عرف حقيقة التوحيد، وهي توجه القلب بكليته إليه سبحانه وحده!
فإن قلت: فإذا كان هذا المطلب عزيزا هكذا، فكيف أسرّع قدومه، وكيف أبقيه؟!
الجواب: لكي يحلّ الأنس في قلب مؤمن لا بد أن تسبقه أمور تمهد له وتهيئ له المكان، ومن أهمها :
1- سلامة القلب من الأمراض، وهي الخطوة الأولى في طريق الوصول إلى الأنس بالله، وعلى من يروم الأنس بالله أن يبدأ بها، لأن الذين يفتقدون الخطوة الأولى لا يصلون!
لا بد لأجل أن تأنس بالله أن تأتي ربك بقلب سليم!
ولا تظن أن سلامة القلب تأتي بمجرد كونك طالب علم، أو عالمًا، أو حافظًا للقرآن، فقد يكون في قلب الإنسان من أمراض حب الشهرة، والعجب، واتباع الهوى، واحتقار من هو دونه، أو الحقد، أو الحسد، أو البخل والغل، أو يكون فيه سوء خلق وقسوة..
هذه كلها صفات تكدر على الإنسان صفو قلبه، ومن ثم تمنع عنه أنسه بربه، فكيف يتصور أحد أن يصل إلى الأنس بالله وقلبه مليء بالمشغلات، بل بالأمراض؟!
لابد أن تبذل جهدك في هذه الأيام الفاضلات أن تفتش قلبك، وأن تدعو ربك كي يشفيك و يفرغ قلبك من كل مشغل، ومن كل مرض.
2- ثم بعد السلامة من الأمراض تحتاج قوة معرفة بصفات الله، لأجل أن يحصل تعلق القلب به، والإقبال عليه سبحانه.
3- ثم المسارعة إلى الطاعات والأعمال الصالحة.
بعد ذلك بإذن الله يُفتح للمؤمن بابان عظيمان:
- الأول : انشراح صدره للطاعات، فتصبح العبادات بعدها يسيرة عليه محببة، ويغدو مقبلا بقلبه على الخيرات، سابقا لها .
والثاني: اليقين بالله، والرضا به، وحب لقائه، والأنس به ، والفرح به سبحانه وتعالى.
إن شريعة فيها من الأسرار ما يجعلك تفهم كل شيء في الحياة، حتى هذا الشأن القلبي الخاص لهي شريعة غراء لا يعدل بها شيء!..زاد الطريق.
رد مع اقتباس