عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-24-2017, 12:06 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
اذكروا الله يذكركم

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " اللهمَّ! أَصلِحْ لي ديني الذي هو عصمةُ أمري . وأصلِحْ لي دنيايَ التي فيها معاشي . وأصلِحْ لي آخرتي التي فيها مَعادي . واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خيرٍ . واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ " .

الراوي : أبو هريرة| المحدث : مسلم| المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2720 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .

الشرح
هذا حديثٌ جامِعٌ لأَنواعِ الخَيْرِ كُلِّها يَشتَمِلُ على دُعاءٍ شامِلٍ، لِمُتطلَّبَاتِ الدُّنيا والآخِرَةِ، وهو مِن جَوامعِ الكَلِمِ الَّتي أُوتيَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وفيه بَدَأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالأَهَمِّ، وهُو الدعاءُ بإصلاحِ الدِّينُ، ووَصَفَ الدِّين بأنَّه عِصمةُ الأَمْرِ؛ فبِه يَعتَصِمُ الإنسانُ مِن كُلِّ شرٍّ، وصَلاحُ الدِّينِ يَكونُ بِالإخلاصِ لِلهِ والمُتابعَةِ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
ثُمَّ سألَ بَعدَ ذلك إصلاحَ الدُّنيا لَه، ثُمَّ ذَكَرَ العُذْرَ في سُؤالِه إِصْلاحَها؛ بأنْ قالَ: الَّتي فيها مَعاشِي: يَعنِي: الَّتي أَعيشُ فِيها لأَعْبُدَك، ومِنَ المعاشِ: الكَسْبُ والسَّعيُ في الأَرْضِ لاستِجْلَابِ الرِّزقِ، ويَكونُ ذلك عِبادةً للهِ عزَّ وجلَّ إذا احتَسَب العبدُ الأجْرَ، واستعانَ به على الطَّاعةِ. ثُمَّ قال: وأَصلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فيها مَعادِي، فرَتَّبَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الآخِرَةَ بَعدَ الدُّنيا، ثُمَّ قال:واجْعَلِ الحياةَ زِيادةً لي في كُلِّ خيرٍ؛ اجعْلها سَببَ زِيادةٍ، أزْداد فيها مِن الأَعمالِ الصَّالحةِ، واجْعَلِ الموتَ راحةً لي مِن كُلِّ شرٍّ، بأن تَختِمَ لي بالخاتمةِ الحَسنةِ وتَجعَلَ الموتَ خَيرًا مِن الحَياةِ التي لا تَخْلو عَنْ شَرٍّ وبَلاءٍ؛ فأتَخلَّصَ به مِن كلِّ شرِّ الدُّنيا ومَشقَّتِها، ولا يُصيبني شَرُّ عذابِ القبرِ وفِتنته، ولا شَرُّ النارِ، فأستريح في الجَنَّةِ .
. الدرر .

رد مع اقتباس