الموضوع: الزهد
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-26-2021, 01:49 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post

ـ الحذر من تحقير شأن الذنوب وعاقبتها مهما قَلَّتْ .
فقد ورد في كتاب فوائد الفوائد لابن القيم .../ ترتيب علي حسن علي عبد الحميد / ص : 389 :
يا مغرورًا بالأمانيِّ ! لُعِنَ إِبليسُ وأُهْبِطَ من منزلِ العزِّ بتركِ سجدةٍ واحدةٍ أُمِرَ بها ، وأُخرِجَ آدمُ من الجنّةِ بلقمةٍ تناولَها ، وحُجِب القاتلُ عنها (1) بعد أنْ رآها عِيانًا بملءِ كفٍّ من دم ٍ، وأُمرَ بقتلِ الزَّاني أَشنعَ القِتْلاتِ بإِيلاجِ قَدْرِ الأُنملةِ فيما لا يَحِلُّ ، وأُمرَ بإِيساعِ الظهرِ سياطًا (2) بكلمةِ قَذْفٍ أو بقطرةٍ من مُسْكرٍ ، وأَبانَ (3) عضوًا من أعضائكَ بثلاثةِ دراهمَ ! فلا تأمنْهُ أنْ يحبسَكَ في النَّارِ بمعصيةٍ واحدةٍ . "وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا" .سورة الشمس / آية : 15 .
" دخلت امرأة النار في هرة " (4) ، " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالًا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " (5) . ا . هـ .

( 1 ) عنها : أي الجنة . ( 2 ) سياطًا : أي بالجلد .
( 3 ) أبان : قطع . ( 4 ) رواه البخاري ( 3318 ) ، ومسلم ( 2242 ) عن ابن عمر .
( 5 ) رواه البخاري ( 6478 ) ، ومسلم ( 2988 ) عن أبي هريرة .

حِكمة :
ــــ
كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بالباب ، فرده بوَّابُ " سوف " و " لعل " و" عسى " .
ـ الزهد في هذه الدنيا الفانية . والاعتراف بظلمنا لأنفسنا :
"قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" .سورة الأعراف: 23.هَلُمُّوا إلى ربكم ! ! !

وهذا بحث في الزهد ، لعله يعيننا على أنفسنا واجتياز الامتحان والفوز بالآخرة ، ويكون سببًا للنجاة . ولنحذر قـول الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
"نجا أوَّلُ هذِهِ الأمَّةِ باليقينِ والزهدِ ، ويَهْلِكُ آخرُها بالبخلِ والأمَلِ"الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 6746 - خلاصة حكم المحدث : حسن.
اللهم أعنا على أنفسنا ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا .



الزهد

تعريف الزهد :
الزهد : هو انصراف الرغبة عن الشيء إلى ما هو خيرٌ منه ، وأما العلم المُورِثُ لهذه الحال فهو العلم بكون المتروك حقيرًا بالإضافة - أي بالمقارنة- إلى المأخوذ ، فمن عرف أن ما عند الله باق ، وأن الآخرة خير وأبقى من الدنيا كما أن الجوهر خيرٌ وأبقى من الثلج ، فالدنيا كقطعة الثلج الموضوعة في الشمس لا تزال في الذوبان حتى تنتهي ، والآخرة كالجوهر غالية الثمن لا تذوب ولا تنتهي ، وبقدر اليقين بالتفاوت بين الدنيا والآخرة تقوى الرغبة في البيع .

البحر الرائق في الزهد والرقائق / ص : 187 .
قال تعالى :
"اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" سورة الحديد / آية : 20 .
هذه خمسة أشياء كلها ليست بشيء : لعب ، ولهو ، وزينة ، وتفاخر بينكم ، وتكاثر في الأموال والأولاد ، مثالها :
" كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ " أعجب الكفار ، لأن الكفار هم الذين يتعلقون بالدنيا ، وتسبي - أي تأسر- عقولهم ، فهذا نبات نبت من الغيث - أي المطر - فصار الكفار يتعجبون من حُسنه ونضارته .
"ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا" أي يزول وينتهي
"وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ"
فأيهما تريد ؟ هناك عذابٌ شديد لمن آثر الحياة الدنيا على الآخرة ، وهناك مغفرة من الله ورضوان لِمَنْ آثر الآخرة على الدنيا .
والعاقل إذا قرأ القرآن وتبصر عرف قيمة الدنيا ، وأنها ليست بشيء ، وأنها مزرعة للآخرة ، فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك ؟ إن كنت زرعت خيرًا فأبشر بالحصاد الذي يرضيك ، وإن كان الأمر بالعكس فقد خسرت الدنيا والآخرة . نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية .

فالدنيا مهما طاب عيشها فمآلها للفناء ، وإذا لم يصحبها عمل صالح فإنها خَسَارة . ومن عمل فيها عمـلًا صالحًا صارت مزرعة له في الآخرة ، ونال السعادتين ؛ سعادة الدنيا وسعادة الآخرة .
شرح رياض الصالحين / للعثيمين / ج : 6 / ص : 9 ، 10 ، 18 ، 19 .

فالدنيا ليست بشيء بالنسبة للآخرة -وهي - ممر ومزرعة للآخرة .
فإن قال قائل : يقال ورع ، ويقال زهد ، فأيهما أعلى ؟ وما الفرق بينهما ؟ .
فالجواب : أن الزهد أعلى من الورع ، والفرق بينهما أن الورع ترك ما يضر ، والزهد ترك ما لا ينفع .
فالأشياء ثلاثة أقسام : منها ما يضر في الآخرة ، ومنها ما ينفع ، ومنها ما لا يضر ولا ينفع .
فالورع : أن يدع الإنسان ما يضره -أي يدع كل المعاصي والذنوب - في الآخرة .
والزهد : أن يدع ما لا ينفعه في الآخرة ، فالذي لا ينفعه لا يأخذ به ، والذي ينفعه يأخذ به ، والذي يضره لا يأخذ به من باب أولى ، فكان الزهد أعلى حالًا من الورع ، فكل زاهد ورع ، وليس كل ورع زاهدًا .
شرح رياض الصالحين / للعثيمين / ج : 6 / ص : 12 ، 13 .
حقيقة الزهد :
الزهد في الدنيا ليس معناه تركها بالكلية ، بل معناه عدم حبها أو تعلق القلب بها ، ومعناه كذلك انصراف الرغبة عنها ، وهذا لا يتنافى مع الغنى ، ولا يتلازم مع الفقر .

سُئِل أحد الأئمة عن الرجل يكون معه ألف دينار هل يكون زاهدًا ؟

قال : نعم على شريطة ألا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا نقصت .
فليس الزاهد مَنْ لا مال عنده ، وإنما الزاهد مَنْ لم يشغل المال قلبه وإن أوتيَ مثل ما أوتيَ قارون ، فكم من فقير مُعْدَم يملأ قلبه حبُّ الدنيا ، وكم من غني واسع الثراء لم تشغل الدنيا قلبه .
فهذا عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ كان أحد أثرياء الصحابة ، ومع ذلك لم يكن يُعرف من بين عبيده من شدة تواضعه وزهده في الدنيا .
وليس من الزهد لبس الخشن من الثياب أو أكل الغليظ من الطعام ، وترك ما أباحه الله لنا من الطيبات . فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أزهد الناس وأقربهم إلى الله ، وكان يمزح ويداعب الأطفال ، ويتزوج النساء ، ويأكل العسل ، ويأكل اللحم إذا وجد ، ويُفْرَش له الظل ، ..... ومـا نُقِل عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه امتنع عن مباح زهدًا في الدنيا ..... . هلموا إلى ربكم ... / ص : 65 / بتصرف .
فحقيقة الزهد في الدنيا أنه من أعمال القلوب ، فهو تفريغ القلب من الاشتغال بالدنيا للتفرغ لطلب الآخرة .
من هنا يتضح لنا أن الدنيا لا ينبغي أن يكون لها موضع في قلب المؤمن ، بل في يده يستخدمها في طاعة الله . هلموا إلى ربكم ..... / ص : 66 / بتصرف


علامات الزهد :

العلامة الأولى :

أن لا يفرح بموجود ولا يحزن على مفقود ، كما قال تعالى

"لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" . سورة الحديد / آية : 23 .

العلامة الثانية :

أن يستوِي عنده ذامُّهُ ومادِحُهُ .

العلامة الثالثة :

أن يكون اطمئنانـه بالله تعالى ، والغالب على قلبه حلاوة الطاعة ، إذ لا يخلو القلب عن حلاوة المحبة ، إما محبة الدنيا ، وإما محبة الله ، وهما في القلب كالماء والهواء فـي القدح ، فالماء إذا دخل خرج الهواء ولا يجتمعان ، وكل من اطمأن بالله ، انشغل به ولم ينشغل بغيره .


درجات الزهد :
الدرجة الأولى :

أن يزهد في الدنيا وهو لها مُشْتَهٍ ، وقلبه إليها مائل ، ونفسه إليها ملتفتة ، ولكن يجاهدها ويكفها ، وهذا يسمى متزهدًا .

الدرجة الثانية :

أن يترك الدنيا طوعًا لاستحقاره إياها ، بالإضافة -أي بالمقارنة- إلى ما طمع فيه ، ولكنه يرى زهده ويلتفت إليه كالذي يترك درهمًا لأجل درهمين .

الدرجة الثالثة :

أن يزهد في الدنيا طوعًا ، ويزهد في زهده فلا يرى أنه ترك شيئًا ، فيكون كمن ترك خَذَفَة -أي حصاةٌ - وأخذ جوهرة ، ويمثل صاحب هذه الدرجة بمن منعه من الدخول على الملك كلب على بابه ، فألقى إليه لقمة من خبز فشغله بها ودخل على الملك ونال القرب منه ، فالشيطان كلب على باب الزهد ، يمنع الناس من الدخول ، مع أن الباب مفتوح ، والدنيا كلقمة فمن تركها فاز .
البحر الرائق / أحمد فريد / ص : 191 / بشيء من التصرف .

قيل : الدنيا والآخرة في القلب كَكِفَّتَي الميزان ما تَرْجَح إحداهما إلا وتَخِفّ الأخرى . البحر الرائق .

الزهد والمال :

مما لاشك فيه ، أن أهم رمز من رموز الدنيا هو " المال " ، فهو في نظر الناس الوسيلة الأكيدة لتحصيل ما يريدون تحصيله من حاجات أو ملذات ، أو شهوات ، ولقد جُبلت النفوس على حبه والشح به .

قال تعالى "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"سورة الفجر / آية : 20 .

وعلى عكس الكثير من شهوات الدنيا ، فإن شهوة المال لا تنطفئ أبدًا ، فكلما كثر المال وتنامى ازداد النهم تجاهه ، كالنار كلما زيد في وقودها اشتد اشتعالها .

يقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثًا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على مَنْ تاب " .متفق عليه .


ومن هنا تظهر قيمة الإنفاق في سبيل الله كعلاج أكيد لحب الدنيا والتعلق بها . فحين تنفق المال فإنك بذلك تطفئ شهوته داخلك ، وكلما أكثرت من الإنفاق وداومت عليه كلما تحررت من أسر الدنيا . ولكي ننتفع بهذا " الدواء الرباني " ، علينا المداومة على الإنفاق في سبيل الله بصورة يومية ، ولو بأقل القليل ، وإن بلغ شق تمرة وكلما انشغل المسلم بشيء من الدنيا فليبادر بالإنفاق، وكلما كثرت الهموم ، وازداد الخوف من الفقر والمستقبل المجهول فعلينا بالإنفاق . هلموا إلى ربكم ..... / ص : 69 / بتصرف .


ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" ما من يوم يُصبحُ العبادُ فيه إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعطِ منفقًا خلفًا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكًا تلفًا " .
رواه البخاري ومسلم . صحيح الترغيب والترهيب ... / ج : 1 / كتاب : الصدقات /حديث رقم : 914 / ص : 545 .


ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " قال الله تعالى : ياعبدي أَنفِقْ أُنْفِقْ عليك ... " .

رواه البخاري ومسلم . صحيح الترغيب والترهيب ... / ج : 1 / كتاب : الصدقات /حديث رقم : 915 / ص : 546 .

ـ عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال " ما من يومٍ طلعت شمسُه إلا وكان بجَنْبَتَيْهَا مَلَكان يناديان نداءً يسمعه ما خلق الله كلُّهم غيرُ الثقلين " يا أيها الناس هَلُمُّوا إلى ربكم ؛ فإن ما قَلَّ وكفى ، خيرٌ مما كَثُرَ وألْهى " .

رواه البيهقي من طريق الحاكم . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب ... /ج : 1 / كتاب الصدقات / حديث رقم : 917 / ص : 547

ـ عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " ما أُحب أنَّ لي أُحدًا ذهبًا ، أَبْقَى صبحَ ثالثةٍ وعندي منه شيءٌ ، إلا شيءٌ أُعِدُّه لِدَيْن " . رواه البزار . وقال الشيخ الألباني رحمه الله صحيح لغيره . صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 /كتاب : الصدقات / حديث رقم : 931 / ص : 554 .



ـ عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" أيكم مالُ وارِثه أحبُّ إليه من ماله ؟ " .قالوا : يا رسول الله ! ما منَّا أحدٌ إلا مالُه أحبُّ إليه من مال وارثه . قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " فإنَّ مالَه ما قدَّم (1) ، ومالَ وارثه ما أخَّر (2) " . رواه البخاري والنسائي . صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / كتاب : الصدقات /حديث رقم : 920 / ص : 548 .
( 1 ) ما قدَّم: أي ما أنفقه في سبيل الله حال حياته .
( 2 ) ما أخَّر : أي تركه لورثته بعد مماته .



ـ عن طلحة بن يحيى عن جَدته سُعْدى قالت : دخلتُ يومًا على طلحة ـ تعني ابن عبيد الله ـ فرأيتُ منه ثِقلًا(1) ، فقلتُ له : مالك ؟ ! لعلك رَابَكَ (2) منا شيء فَنُعْتِبَكَ (3) ؟ قال : لا ، وَلَنِعْمَ حَليلةُ المرءِ المسلمِ أنتِ ، ولكنْ اجتمع عندي مالٌ ، ولا أدري كيف أصنع به ؟
قالت : وما يَغُمُّكَ منه ؟ ادع قومَكَ ، فاقسمه بينهم .
فقال : يا غلام ! عليَّ بقومي .
فسألتُ الخازنَ : كم قَسمَ ؟ . قال : أربعمائة ألف .

رواه الطبراني . وقال الشيخ الألباني حسن موقوف / صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 /كتاب : الصدقات / حديث رقم : 925 / ص : 550

( 1 ) ثقلًا : ثَقُلَ عن حاجتي : تباطأ . والمقصود الجفاء والتجنب .

( 2 ) رابك : الريب : إساءة الظن والشك والتهمة .

( 3 ) فنعتبك : أي نعطيك العتبى ، وهو الرجوع عن الإساءة إلى ما يرضي القلب .



ـ عـن مالك الدار - اسم شخص - : أن عمر بن الخطاب ـرضي الله عنه ـ أخذ أربَعمائة دينار ، فجعلها في صُرّةٍ ، فقال للغلام : اذهب بها إلى أبي عبيدةَ بن الجرَّاحِ ، ثم تَلَهَّ في البيت ساعةً ؛ تنظر ما يصنع ؟ .
فذهب بها الغلام إليه ، فقال : يقول لك أمير المؤمنين : اجعل هذه في بعض حاجتِك .
فقال : وَصَلَهُ الله ورحمهُ ، ثم قال : تعالي يا جارية ! اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى فلان ، حتى أنفذها .
ورجع الغلامُ إلى عمرَ ، فأخْبَرَهُ ، فوجده قد أعدَّ مثلها لمعاذ بن جبل ، فقال : اذهب بها إلى معاذ بن جبل ، وتَلَهَّ في البيت ساعةً حتى تنظرَ ما يصنع ؟ .
فذهب بها إليه ، فقال : يقولُ لك أميرُ المؤمنين : اجعل هذه في بعض حاجتك .
فقال رَحِمَهُ اللهُ ووصَلَهُ ، تعالي يا جارية ! اذهبي إلى بيت فلان بكذا ، اذهبي إلى بيت فلان بكذا ، اذهبي إلى بيت فلان بكذا ، فاطَّلَعَتْ امرأةُ معاذ وقالت : نحن والله مساكينُ ؛ فأعْطِنَا ، فلم يبقَ في الخرقةِ إلا ديناران ، فدحى - أي رمى- بهما إليها ، ورجع الغلامُ إلى عمرَ فأخبره ، فَسُرَّ بذلك ، فقال : إنهم إخوة ، بعضهم من بعض .

رواه الطبراني في الكبير . قال الشيخ الألباني رحمه الله حسن موقوف . صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / كتاب : الصدقات / حديث رقم : 926 / ص : 551 .

رد مع اقتباس