الموضوع: الاتباع
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-31-2021, 03:38 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,221
Post

"" فقـــه الخـــلاف ""

==============
عـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : " قـال النبـيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يـوم الأحـزاب :
" لا يصلِّيـنَّ أحـدٌ العصـر إلا فـي بنـي قريظـة "
فأدرك بعضهـم العصـر فـي الطريـق فقـال بعضهـم : لا نصلـي حتـى نأتيهـم .
وقـال بعضهـم : بـل نصلـي ، لـم يُـرَدْ مِنَّـا ذلـك .
فَذُكـر ذلـك للنبـيَّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فلـم يعنِّـفْ واحـدًا منهـم " .
فتح الباري / ج : 7 / حديث رقم : 4119 / ص : 471 / المغازي .
وحاصـل مـا وقـع فـي القصـة أن بعـض الصحابـة حملـوا النهـي علـى حقيقتـه ، ولـم يبالـوا بخـروج الوقـت ترجيحـًا للنهـي الثانـي ـ وهـو : " لا يصليـن أحـدٌ العصـر إلا فـي بنـي قريظـة ـ علـى النهـي الأول ـ وهـو : " تـرك تأخيـر الصـلاة عـن وقتهـا . واسـتدلوا بجـواز التأخيـر لمـن اشـتغل بأمـر الحـرب بنظيـر مـا وقـع فـي تلـك الأيـام بالخنـدق :
* عـن جابـر بـن عبـد الله : " أن عمـر بـن الخطـاب ـ رضي الله عنه ـ جـاء يـومَ الخنـدق بعـد مـا غربـتِ الشـمسُ جَعـلَ يَسـبُّ كفـار قريـش وقـال : يـا رسـولَ الله ، مـا كـدتُ أن أُصلِّـيَ حتـى كـادتِ الشـمسُ أن تغـربَ ، قـال النبـيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : والله مـا صليتهـا : فنزلنـا مـع النبـيَّ بُطْحـانَ ، فتوضأنـا لهـا ، فصلَّـى العصـرَ بعـد مـا غربـت الشـمسُ ، ثـم صلـى بعدَهـا المغـربَ " .
الفتح / ج : 7 / حديث قم : 4112 / ص : 468 / كتاب المغازي .
فجـوزوا أن يكـون ذلـك عامـًا في كـل شـغل يتعلـق بأمـر الحـرب ولا سـيما والزمـان زمـان التشـريع .
والبعـض الآخـر حملـوا النهـي علـى غيـر الحقيقـة وأنـه كنايـة عـن الحـث والاسـتعجال والإسـراع إلـى بنـي قريظـة .
وقـد اسـتدل بـه الجمهـور علـى عـدم تأثيـم مـن اجتهـد لأنـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لـم يعنـف أحـدًا مـن الطائفتيـن ، فلـو كـان هنـاك إثـم لعنـف مـن أثـم .
الفتح / ج : 7 / ص : 473 / بتصرف .
وقـال ابـن القيـم فـي الهـدى مـا حاصلـه :
كـل مـن الفريقيـن مأجـور بقصـده ، إلا أن مـن صلـى حـاز الفضيلتيـن : امتثـال الأمـر فـي الإسـراع ، وامتثـال الأمـر فـي المحافظـة علـى الوقـت ولا سـيما مـا فـي هـذه الصـلاة بعينهـا ـ العصـر ـ مـن الحـث علـى المحافظـة عليهـا وأن مـن فاتتـه حبـط عملـه ؛ وإنمـا لـم يعنـف الذيـن أخروهـا لقيـام عذرهـم فـي التمسـك بظاهـر الأمـر ، ولأنهـم اجتهـدوا فأخروهـا لامتثالهـم الأمـر . لكبهـم لـم يَصِلُـوا

إلـى أن يكـون اجتهادُهـم أصـوب مـن اجتهـاد الطائفـة الأخـرى .
وأمـا مـن احتـج لمـن أَخَّـرَ ، بـأن الصـلاة حينئـذ كانـت تؤخـر كمـا فـي الخنـدق وكـان ذلـك قبـل صـلاة الخـوف ، فليـس بواضـح ، لاحتمـال لأن يكـون التأخيـر فـي " الخنتدق " كـان عـن نسـيان ، وذلـك فـي قولـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " لعمـر " لّضمـا قـال لـه " مـا كـدت اصلـي العصـر حتـى كـادت الشـمس أن تغـرب ، فقـال : " والله مـا صليتهـا " " لأنـه لـو كـان ذاكـرًا لهـا لبـادر إليهـا كمـا صنـع عمـر . ا . هـ .
الفتح / ج : 7 / ص : 474 .
رد مع اقتباس