الموضوع: فقه سجود السهو
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-08-2019, 05:17 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post فقه سجود السهو

فقه سجود السهو
مقدمة
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"آل عمران:102.
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".النساء:1.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"الأحزاب:71،70.

أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِمُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. ثم أَمَّا بَعْدُ:
إن المؤمن في هذه الحياة القصيرة الفانية عليه أن يشغل أوقاته بذكر الله عز وجل ، وبعمل الطاعات وتجنب المعاصي والمنكرات والملهيات وتضييع الأوقات فيما لا يقربه إلى الله عز وجل .
والعلم الشرعي بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ والعمل بهذا العلم هما العُدَّة لكل مؤمنٍ في هذه الحياة الدنيا ، وسبيلا نجاته في الآخرة ، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا .
روى الشيخان من حديث معاوية ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال " من يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدين " . رواه البخاري : 77 ، ومسلم : 1037 ، 98 . فالخير كل الخير في معرفَةِ أمور الدين وفقهها ، لا سيما أعظم الأركان بعد الشهادتين وهي " الصلاة " .
وهذا بحث لطيف في شرح باب من أبواب فقه الصلاة ، هو باب " سجود السهو " .
فهذا الباب من أبواب فقه الصلاة مما يحتاج إليه عموم المسلمين ، لأنه ما مِنْ مسلمٍ مصلٍّ إلا ويسهو .
لذا شرعنا في تجميع هذا البحث على المنهج المختار من ذِكْر الآيات إن كانت في الباب ، وذكر الأحاديث النبوية وبيان صحيحها من ضعيفها ، وذكر أقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومَن بعدَهم من علماء أهل السنة والجماعة ، ثم ترجيح ما رجحه الدليل ، مع مراعاة أدب فقه الخلاف .
ويلزم للباحث في الأحكام الشرعية أن يجمع بين الفقه والحديث فإن كلاًّ منهما يحتاج إلى صاحبه .
" فالحديث " الصحيح بمنزلة الأساس الذي هو الأصل ، و " الفقه " بمنزلة البناء الذي هو له كالفرع . وكل بناء لم يوضع على قاعدة وأساس فهو منهار ، وكل أساس خلا عن بناء وعمارة فهو قفر وخراب .
هذا ، وإنني أعترف بأن الخطأ والزلل هما صفتا مَنْ خَلَقَهُ اللهُ من عَجَل ، ولكني نَصَرْتُ ما أظنه الحق بمقدار ما علمتُ منه ، فمن وجد خيرًا فمن الله عز وجل ، ومن وجد غير ذلك فمن نفسي والشيطان .
نسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل ، إنه سميعٌ مُجيبٌ .
ونسأله سبحانه أن ينفع به جامعه ، وناسخه ، وشارحه ، ودَارِسه ، ومُدَرِّسه ، وكل مَنْ شارك فيه بأي صورة "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " سورة الشعراء / آية : 88 ، 89 . وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


*******************
سجود السهو
· تعريفه :
" السهو " لغة :
نسيان الشيء والغفلة عنه ، وذهاب القلب عنه إلى غيره .
" سجود السهو " اصطلاحًا :
هو ما يكون في آخر الصلاة أو بعدها ، لجبر خلل بالنقص أو الزيادة .

o فائدة :
ـــــ
* ليس على الساهي حرج ، ولا إثم .
قال تعالى "... رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا .....". سورة البقرة / آية : 286 .

وعن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" إنَّ الله تجاوزَ عن أُمتي الخطأَ والنسيانَ ، وما اسْتُكْرِهوا عَلَيْهِ " . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 1 / باب 16 : طلاق المكره والناسي / حديث رقم : 1662 / ص : 347 . الإرواء : 82 .
* ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسهو في الصلاة .وصح عنه أنه قال " إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ،فإذا نسيت فذكِّروني " . صحيح الجامع / الوجيز / ص : 125 . وقد وقع " السهو " من النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لِحِكَم كثيرة منها :
ـ بيان أنه بشر ، يقع منه ما يقع من غيره ، إلا أنه لا يُقَرُّ عليه ، عصمة لمقام النبوة .
ـ ومنها : التشريع للأمة في مثل هذه الحوادث .
ـ ومنها : التسلية والتعزي لمن يقع منه ، فإنه حين يعلم أنه وقع من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فليس عليه حزن أن يخشى الخلل في دينه ، أو النقص في إيمانه ، .....

ـ ومنها: بيان جواز السهو من الأنبياء عليهم السلام في أفعالهم البلاغية ، إلا أنهم لا يُقرُّونَ عليه . أما الأقوال البلاغية فالسهو فيها ممتنع على الأنبياء ، ونقل في ذلك الإجماع . تيسير العلام / ج : 1 / ص : 231 ، 235 . ·
*
مشروعية سجود السهو :

اتفق العلماء على مشروعية سجود السهو لمن وقع له في الصلاة ما جرى من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو نحوه على وجه السهو .
وقد صح في مشروعية سجود السهو عدة أحاديث عليها مدار أحكامه ، سنذكرها في مواضعها المناسبة لأحكامها . ولكن نذكر منها على سبيل المثال والاستئناس ما يثبت مشروعية سجود السهو .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" إذا نُودِيَ بالصلاةِ أدبرَ الشيطانُ له ضُراطٌ حتى لا يَسمَعَ الأذانَ ، فإذا قُضِيَ الأذانُ أقبلَ ، فإذا ثُوِّبَ بها أدبَرَ ، فإذا قُضِيَ التثويبُ أقبلَ حتى يَخطِرَ بينَ المرءِ ونفسِه يقولُ : أُذْكُرْ كذا وكذا ـ ما لم يكنْ يَذكُرُ ـ حتى يَظَلَّ الرجلُ إنْ يَدري كم صَلَّى . فإذا لم يَدْرِ أحدُكم كم صلَّى ـ ثلاثًا أو أربعًا ـ فليَسجُدْ سجدتين وهو جالسٌ " . فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 3 / كتاب السهو / باب : 6 / حديث رقم : 1231 / ص : 124 .


· مشروعية سجود السهو في صلاة الفرض والنفل :
يُشرع ـ سجود السهو ـ في صلاة الفرض وفي صلاة النفل . لكن بشرط أن تكون الصلاة ذات ركوع وسجود ، احترازًا من صلاة الجنازة ، فإن صلاة الجنازة لا يشرع فيها سجود السهو ، لأنها ليست ذات ركوع وسجود ، فكيف تجبر بالسجود ؟ ! الشرح الممتع / ج : 3 / ص : 462 .وورد في المغني / ج : 2 / ص : 224 .
لا فرق بين النافلة والفرض في سجود السهو . أنه يشرع فيهما في قول عوام أهل العلم . ولنا عموم قول النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين " . رواه مسلم / ج : 2 / حديث رقم : 398 / ص : 126 . ا . هـ .
فإن قال قائل : هل توجبون سجود السهو في صلاة النفل فيما لو ترك واجبًا من واجبات الصلاة ؟ الجواب : نعم نوجبه .
فإن قال : كيف توجبون شيئًا في صلاة نفل ، وصلاة النفل أصلًا غير واجبة ؟

نقول : إنه لما تلبس بها وجب عليه أن يأتي بها على وفق الشريعة ، وإلا كان مستهزئًا ، وإذا كان لا يريد الصلاة فمن الأصل لا يصلي ، أما أن يتلاعب فيأتي بالنافلة ناقصة ثم يقول " لا أجبرها " ، فهذا لا يوافق عليه . الشرح الممتع / ج : 3 / ص : 463 .
ودليل ذلك : قول البخاري في ترجمة الباب " وسجد ابن عباس بعد وتره " . معلقًا .
ووصله ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن أبي العالية قال " رأيت ابن عباس يسجد بعد وتره سجدتين " .
وتعلق هذا الأثر بالترجمة من جهة أن ابن عباس كان يرى أن الوتر غير واجب ويسجد مع ذلك فيه .الفتح / ج : 3 / ص : 126 .

· عدم مشروعية " سجود السهو " عن " حديث النفس "
لا يشرع لحديث النفس سجود سهو ، لأن الشرع لم يرد به ، ولأنه لا يمكن التحرز منه . المغني / ج : 2 / ص : 223 .

· عدم مشروعية " سجود السهو " عن " الترك العمد "
لا يُشرع ـ سجود السهو ـ في العمد ، وذلك لأن العمد إن كان ترْكُ واجب أو ركن ، فالصلاة باطلةٌ لا ينفع فيها سجود السهو ، وإن كان ترك سنة فالصلاة صحيحة . الشرح الممتع / ج : 3 / ص : 462 .

· فضل سجود السهو :
عن أبي سعيد الخُدريِّ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إذا شكَّ أحدُكم في صلاته فليلقِ الشكَّ وليبنِ على اليقين ، إذا استيقنَ التمامَ سجدَ سجدتين ، فإن كانت صلاتُهُ تامَّةً كانت الركعةُ نافلةً والسجدتانِ ، وإن كانت ناقصةً كانت الركعةُ تمامًا لصلاتِه وكانت السجدتان مُرْغِمَتَي الشيطان " . صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / باب : 198 / حديث رقم : 900 / ص : 191 .
" المرغمتان " قال ابن الأثير : يقال " أرغم الله أنفه " أي ألصقه بالرغام وهو التراب . هذا هو الأصل ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كره .
والمعنى : المذلتان للشيطان . عون المعبود / ج : 3 / ص : 233 .

· هل لسجود السهو تكبير أو تسليم أو قيام ؟
نعم ، له تكبير وتسليم ، ولكن ليس له قيام .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، قال : صلى بنا رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إحدى
صلاتي العشيِّ ، ... ... ... ، فرجع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى مقامه فصلى الركعتين الباقيتين ، ثم سَلَّم ، ثم كَبَّرَ وسجد مثل سجوده أو أطْوَلَ ثم رفع وكبر ، وسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع وكبر .
قال : فقيل لمحمد - هو محمد بن سيرين الأنصاري - سلم في السهو ؟
فقال : لم أحفظه عن أبي هريرة ، ولكن نُبِّئتُ أن عمران بن حُصين قال : ثم " سلم " . صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / باب : 196 / حديث رقم : 886 / ص : 188 .
وورد في رواية مسلم : ..... فَأَتَمّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما بقيَ من الصلاة ، ثم سجد سجدتينِ ، وهو جالس ، بعد التسليم ."صحيح مسلم / ج : 5 / حديث رقم : 1290 / ص : 71 .
· هل يشترط لسجود السهو بعد السلام تكبيرة إحرام أو يكتفى بتكبير السجود ؟
الجمهور على الاكتفاء ـ بتكبير السجود ـ ، ـ إذا كان ما يلزم ؛ سجود سهو فقط ـ .
أما إذا كان ما يلزم ؛ إتمام ما بقي من عدد الركعات ، فلابد من تكبيرة الإحرام ثم إتمام ما بقي ثم التسليم ثم سجود السهو مع الاكتفاء بتكبير السجود .
عون المعبود / ج : 3 / ص : 221 .

· حكم سجود السهو :لأهل العلم في حكم سجود السهو في الصلاة عند وجود سببه ، قولان :
الأول : أنه واجب .

سجود السهو واجب ، لأمره صلى الله عليه وعلى آله وسلم به " إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين " . مسلم . الإرواء / ج : 2 / حديث رقم : 398 / ص : 126 .
ولمواظبته عليه كلما نسي ، ولم يُخِلّ به مرة واحدة . الوجيز / ص : 128 .
فسجود السهو واجب ، إذا كان السهو في ركن من أركان الصلاة ، أو في واجب من واجبات الصلاة .
أما إذا كان السهو في سنن الصلاة ، ففيه خلاف :

الثاني : أنه مستحب . والراجح : الوجوب . صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 464 .
أ ـ ..... أما السنن فلا سجود فيها للسهو ..... ، لأنها لو تركت عمدًا ؛ لما ضرَّ الصلاة ذلك شيئًا ، ولا كان نقصٌ ولا إثم في تركها .المنخلة النونية / مراد شكري / ص : 39 .

ب ـ من ترك سنة ناسيًا يسجد للسهو ، لعموم قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
" لكل سهو سجدتان " .صحيح سنن أبي داود / حسن / الوجيز / ص : 129 .
وهو " سنة " ، ولا يكون واجبًا لئلا يزيد الفرع على أصله .الوجيز / ص : 129 . وقال في الحاشية ـ مصدر هذا الرأي ـ السيل الجرار 275 / 1.
· تكرار السهو في نفس الصلاة :
إذا تكرر السهو للمصلي في الصلاة ، فإنه لا يتكرر لذلك سجود السهو ، فلا يلزمه إلا سجدتان ، عند جمهور العلماء ، لأنه لم يُنْقَلْ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ولا عن أحد من أصحابه أنهم كرروا السجود لتكرار السهو ، مع أن تكرار السهو ممكن من كل مصلٍّ .
ولأنه لو لم تتداخل لسجد النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عقب السهو .
فلما أخَّر إلى آخر صلاته دلَّ على أنه إنما أخَّر ليجمع كل سهو في الصلاة .صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 467 .
ـ ولتمام الفائدة ، ولمعرفة مواضع " السهو " وما يترتب على ذلك ، نذكر أركان الصلاة وواجباتها وسننها مع اعتبار اختلاف العلماء في ذلك ، ولا مشاحة في الاصطلاح .

· أركان الصلاة ، وواجباتها ، وسننها :
" الركن " تبطل الصلاة بتركه عمدًا ، ويؤتَى به ـ وجوبًا ـ عند الترك سهوًا ويسجد للسهو منه .المنخلة النونية / ص : 36 .

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه "أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى الظُّهرَ فسلَّمَ في الرَّكعتينِ فقيلَ لَهُ نَقَصْتِ الصَّلاةُ؟ فصلَّى رَكعتينِ ثمَّ سجدَ سجدتين."صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / حديث رقم : 890 / ص : 189 .
" الواجب " يأثم تاركه عمدًا لا سهوًا .
وإن ذكره بعد مفارقة محله قبل أن يصل إلى الركن الذي يليه رجع فأتى به ، ثم يكمل صلاته ويسلم ، ثم يسجد للسهو ويسلم . وإن ذكره بعد وصوله إلى الركن الذي يليه ، سقط ، فلا يرجع إليه ، فيستمر في صلاته ويسجد للسهو قبل أن يسلم .ملزمة سجود السهو للعثيمين / ص : 6 ، 7 .

دليل ذلك : عن المغيرة بن شعبة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"إذا قام أحدُكم من الركعتينِ فلم يَستتمَّ قائمًا فلْيجلسْ فإنِ استتمَّ قائمًا فلا يجلسْ وليسجدْ سجدتينِ" . صحيح . الإرواء 2 / 109 . أبو داود .

ومما ينبغي التنبيه إليه أنه ليس في الحديث التفريق بين أن يكون إلى القيام أقرب فيقوم ، أو إلى الجلوس فيجلس ، وإنما كما هو ظاهر " فإن ذكر قبل أن يستوي قائمًا فليجلس " . وإن كان قريبًا من القيام .الوجيز / ص : 126 .

" السنة " ترك شيء من سنن الصلاة لا يؤثر في صحة الصلاة ، سواء كان هذا الترك عمدًا أم سهوًا .

دليل ذلك : ترك الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ للتسليمة الثانية - فهي سنة - ولم يسجد للسهو ... .
عن عائشة "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يُسلِّمُ في الصَّلاةِ تَسليمةً واحدةً تِلقاءَ وجهِهِ ، ثمَّ يميلُ إلى الشِّقِّ الأيمنِ شيئًا " .صحيح . صحيح الترمذي / الوجيز / ص : 97 .



رد مع اقتباس