عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-30-2019, 01:44 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Arrow

غايات الصوم

شهر رمضان له غايات ينبغي أن يضعها المسلم نصب عينيه ، كي يقصدها بقلبه وعمله ، منها :

ـ بلوغ التقوى :

قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"سورة البقرة / آية : 183 .

فالصيام وسيلة لبلوغ التقوى ، بل عبادة الله كلها وتوحيده وسائل للوصول إلى التقوى .

قال " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "سورة البقرة / آية : 21 .

التقوى من لوازم " لا إله إلا الله " .

قال الحافظ ابن رجب :
وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين مـا يخافه ويحذره وقاية تقيه منه ، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك . وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه .

كيف نتقي الله عز وجل : الطريق للتقوى بـ :

-محبة الله عز وجل تغلب على قلب العبد ، يدع لها كل محبوب ويضحي في سبيلها بكل مرغوب .

- أن تستشعر في قلبك مراقبة الله عز وجل وتستحي منه حق الحياء .
- أن تعلم ما في سبيل المعاصي والآثام من الشرور والآلام
- أن تتعلم كيف تغالب هواك وتطيع مولاك .
- أن تدرس مكائد الشيطان ومصائده وأن تحذر من وساوسه ودسائسه .كتاب التقوى ... / ص : 9 .

فالغاية من الصيام هي التقوى وليس الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة فقط ، بل الله غني عن صيام هذه الطائفة ، كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به،فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ." . صحيح البخاري / 30 ـ كتاب : الصوم / 8ـ باب : من لم يدع قول الزور ... / حديث رقم : 1903 / ص : 215 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ليسَ الصيامُ منَ الأكْلِ والشرْبِ ، إِنَّما الصيامُ منَ اللغوِ والرفَثِ ، فإِنَّ سابَّكَ أحدٌ ، أوْجَهِلَ عليْكَ ، فقلْ إِنَّي صائِمٌ إِنَّي صائِمٌ " .رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 20 ـ باب : ترهيب الصائم من الغيبة والفحش و ... / حديث رقم : 1068 / ص : 524 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ربَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ"رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي وابن خزيمة والحاكم وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب :9 ـ كتاب : الصوم / 20 ـ باب : ترهيب الصائم من الغيبة والفحش و ... / حديث رقم : 1069 / ص : 525 .
فينبغي أن نتذكر أن الهدف والغاية من صيامنا هو : التقوى ، وزكاة النفس والطهر ، والابتعاد عن المعاصي والذنوب .
والصيام نفسه من أعظم ما يحجب عن ارتكاب المحرمات ، ويصد عن مواقعتها .

* فعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له" ألا أَدُلُّكَ على أبوابِ الخيرِ ؟ قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : الصومُ جُنَّةٌ ، و الصدقةُ تُطفِيءُ الخطيئةَ كما تُطفِيءُ الماءُ النارَ"رواه الترمذي ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9ـ كتاب : الصوم / 1 ـ باب : الترغيب في الصوم مطلقًا ، ... / حديث رقم : 968 / ص : 483 .
جُنة وهو كل ما ستر ، ومنه سمى الجن لاستتارهم عن العيون، وإنما كان الصوم جُنة لأنه إمساك عن الشهوات ، والنار محفوفة بالشهواتكما في الحديث الصحيح " حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ،وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ. صحيح مسلم.

" ..... قال ابن الأثير في النهاية :
معنى كونه جُنة : أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات .

ـ الثواب الجزيل :
فقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا." . صحيح البخاري " متون " / 30 ـ كتاب : الصوم / 2 ـ باب : فضل الصوم / حديث رقم : 1894 / ص : 214.

قوله سبحانه "الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به " يدل على عظمة العطاء ، فإنه الكريم إذا قال: أنا أعطيه بنفسي ، دل على عظم العطية .

ـ الصوم ترويض للنفس :
وتعويد لها على الانقياد لله سبحانه وتعالى ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الصيام عن الأكل والشرب والنكاح في وقت معين ، ويتعود من ذلك منع نفسه من الشهوات المحرمة في سائر الأوقات ، لأن نفسه أصبحت مطيعة له .
ولأن الشيطان أقدر على النفس الشهوانية الحيوانية فإذا انقطعت عن شهواتها ضاقت مجاري الشيطان ومداخله على النفس .
وقد جاء في الحديث الصحيح " إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَبْلَغَ الدَّمِ " الحديث.صحيح البخاري " متون " / 93 ـ كتاب : الأحكام / 21 ـ باب : الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته ... / حديث رقم : 7171 / ص : 834 .


ـ الصيام يشفع لصاحبه :
لحديث عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ والشَّهوةَ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعْنِي فيهِ، فيُشَفَّعَانِ"رواه أحمد والطبرانى وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب :الصوم /1 ـ باب : الترغيب في الصوم مطلقًا ، ..... / حديث رقم : 969 / ص : 483 .

ـ تكفير الذنوب :
صيام رمضان يكفر الذنوب :فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ،وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ." صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 2 ـ باب : الترغيب في صيام رمضان احتسابًا ..... / حديث رقم : 980 / ص : 488 .


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا،غُفِرَله ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ." صحيح البخاري " متون " / 30 ـ كتاب : الصوم / 6 ـ باب : من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ..... / حديث رقم : 1901 / ص : 215 .

إيمَانًا : بفرضيته ووجوبه ، تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه .
احْتِسَابًا : أي طلب ثوابه من الله .
فيكون صيامه إخلاصًا لله لا تقليدًا لمجتمعه وأهله وعاداتهم . ا . هـ.
رد مع اقتباس