|
#1
|
||||
|
||||
مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني اليوم الآخر
مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني
الإيمان باليوم الآخر ما المراد باليوم الآخر ؟ إن المراد " باليوم الآخر" أمران : الأول : فناء هذه العوالم كلها ، وانتهاء هذه الحياة بكاملها الثاني : إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها . فدل لفظ اليوم الآخر على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والآخِر من الحياة الثانية .عقيدة المؤمن / ص : 249 . =============== ـ التصديق بإخبار الله تعالى بفناء هذه الحياة الدنيا ، وبما يسبقه من أمارات وما يتم فيه من أهوال ، واختلاف الأحوال . ـ تصديق الله تعالى في إخباره عن الحياة الآخرة ، وما فيها من نعيم وعذاب ، وما يجري فيها من أمور عظام : كبعث الخلائق ، وحشرهم وحسابهم ، ومجازاتهم على أعمالهم الإرادية الاختيارية التي قاموا بها في هذه الحياة الدنيا . عقيدة المؤمن / ص : 249 . والإيمان باليوم الآخر ليس واجبًا فحسب ، بل هو أحد أركان ستة عليها تُبنى عقيدة المسلم . ولأهمية هذا المعتقد في حياة المسلم ، ولآثاره الكبرى في استقامة الفرد وصلاحه ، عني القرآن به عناية لا تقل عن العناية بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ، فقد ذُكِرَ في عشرات السور ..... وذلك : إما بوصفه والحديث عنه ، كقوله تعالى "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَىظ° أَرْجَائِهَا غڑ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ "سورة الحاقة / آية : 13 : 37 . * وإما بتقريره وتأكيد مجيئه : °كقوله تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ"سورة الحج / آية : 6 ، 7 . وقوله تعالى" زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " . سورة التغابن / آية : 7 . * وإما بتعليق الاستقامة على الإيمان به : كقوله تعالى". ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ." .سورة الطلاق / آية : 2 . وقوله " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ... " .سورة الأحزاب / آية : 21 . * وإما بإثبات الهداية والفلاح للموقنين به : كقوله تعالى ".. وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " .سورة البقرة / آية : 4 ، 5 . ومما يؤكد أهمية هذا المعتقد ، ويجعله كالصمام لحياة الاستقامة والطهر والخير ، هو ذكره مقرونًا بالإيمان بالله ـ في غير موضع في كتاب الله وفي السنة المطهرة الصحيحة ـ : o نماذج من الآيات : وذلك كقوله تعالى ". فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " .سورة النساء / آية : 59 . وقوله تعالى " ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ".سورة الطلاق / آية : 2 . هذه الآيات على سبيل المثال لا الحصر . o نماذج من السنة المطهرة : * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " .متفق عليه . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها " . متفق عليه .عقيدة المؤمن / ص : 258 / بتصرف يسير جدًا. *أهمية الإيمـان باليوم الآخر : الإيمان باليوم الآخر هو الدافع لكل خير ، وهو المانع لصاحبه من الوقوع في الشر ، فالمؤمن بلقاء الله تعالى ، يستعد لهذا اللقاء بالعمل الصالح وترك العمل السيئ وتراه يؤدي حقوق الخلق كما يؤدي حقوق الخالق ، والعكس . فإن الذي لا يؤمن " باليوم الآخر " ، أو يؤمن به على هواه ويتصوره بخياله على غير حقيقته ، فإنك تراه لا ينشط إلى معروف ، ولا يتورع عن معصية ، ولا يكف عن ظلم . سلسلة أركان الإيمان / ج : 2 / ص : 6 . * * * * * سبق بيان أن لفظ " اليوم الآخر " يدل على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والأخير من الحياة الثانية . وآخر يوم من أيام هذه الحياة هو اليوم الذي تفنى فيه الحياة الدنيا .ويسبق ذلك " أمارات " . فهناك علامات صغرى تسبق ذلك اليوم : إنَّ لكل كائن حي كالإنسان والحيوان ، أو نامٍ كالأشجار والنباتات ، علامات تظهر له عند دنو أجله ، وقرب ساعة هلاكه . فالإنسان يشيب ويهرِم ، ويمرض ويضعف ، ويكون ذلك علامة دنو أجله ، وقرب ساعة موته ، والحيوان في غالب أحواله كالإنسان يعتريه الهرم والضعف ، وينتابه المرض فتخور قواه ، وتنحل بنيته ويهلك . والنبات كالزرع مثلاً يصفر وييبس ، ثم يذوي ويسقط . هذه أجزاء من الكون يسبق هلاكها وفناءها علامات تؤذن بقرب ذلك ، والكون هو كلٌّ له علامات تدل على قرب فنائه ، ووقت دماره وخرابه ، وقد جاء الوحي الإلهي بذكر تلك العلامات وبيانها ، ونبهت الرسل عليها . قال تعالى " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ "سورة محمد / آية : 18 . هذا وقد صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ذكر للساعة " علامات صغرى " معظمها يدور حول فساد الناس في آخر الزمان ، وظهور الفتن بينهم ، وبُعدهم عن هدى الله وطريق الرسل ، و " علامات كبرى " . وقد اختلف العلماء في ترتيبهم لبعض العلامات الصغرى ، وأيضًا الكبرى . وذلك حسب توجيههم للنصوص واستنباطهم الدلالات منها ، وبِنَاءً على ذلك ، سنسرد العلامات بأدلتها كما تيسر ، وعلى الدارس أن يأخذ في اعتباره الاختلافات التي ألمحنا إليها سابقًا . * * * * * |
#2
|
||||
|
||||
أولاً علامــات الســاعة الصغـــرى |
#3
|
||||
|
||||
أولاً : علامات الساعة الصغرى = بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحذيره من قرب الساعة * عن سهلٍ ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" بُعِثْتُ أنا والساعة هكذا ويشيرُ بإصبعيهِ فيمُدُّ بِهِما " . صحيح البخاري.قال ابن حجر في شرح هذا الحديث / ص : 356 : وفي رواية سفيان " وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى " فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 39 / حديث رقم : 6503 / ص : 355 . فهذا يدل على أن بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وختم النبوة والرسالة به من علامات قرب الساعة ، ففي الحديث دلالة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بينه وبين الساعة نبي آخر ، فهي تليه ، وتأتي بعده ، وهذا إخبار بقرب وقوعها . * عن أبي سعيدٍ الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" كيف أنعم (1) وصاحب القرن (2) قد التقم القرن وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ ؟ " . قيل : قلنا يا رسول الله ، ما نقول يومئذٍ ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا " . 1 )أنعم : أعيش في نعيم . صححه الوادعي - الدرر -رواه الحاكم . وصحح إسناده الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 371 . ( 2 )صاحب القرن : هو إسرافيل . * * * * * =انشقاق القمر: قال عز وجل " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ " .سورة القمر / آية : 1.وقد انشق القمر فعلاً على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث طلبت منه قريش آية تدل على نبوته ، فانشق القمر فلقتين ، على مرأى من أهل مكة وهم ينظرون إليه . * عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : " انشق القمرُ على عهدِ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فِرْقَتَين : فِرْقَةٌ فوقَ الجبلِ ، وفِرْقَةٌ دُونَه . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اشهَدوا " . فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / 1 ـباب" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4864 / ص : 483 . * عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : " سأل أهلُ مكةَ أنْ يُريَهُمْ آيةً فأراهم انشِقاق القمر " . فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / ( 1 ) ـ باب :" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4867 / ص : 484 . * * * * * خروج نار من أرض الحجاز وورد في الفتح / ص : 86 : معنى : تضيء أعناق الإبل ببصرى : قال ابن التين : يعني من آخرها يبلغ ضوؤها إلى الإبل التي تكون ببُصْرى ، وهي من أرض الشام . " وأضاء " : يجيء لازمًا ومتعديًا ، يقال أضاءت النار ، وأضاءت النار غيرها . وبُصْرَى : بلد بالشام وهي حوران . اختلف العلماء في هذه النار هل هي النار التي تحشر الناس أم هي نار أخرى : ذكر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 85 : * والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره ، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى . * قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في " التذكرة " : قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة ، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة ، الثالث من جُمَادى الآخرة ، سنة أربع وخمسين وستمائة ، واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت . * وقال النووي : تواتر العلم بخروج هذه النارعند جميع أهل الشام . * وقال أبو شامة في " ذيل الروضتين " : وردت في أوائل شعبان سنة أربع وخمسين وستمائة ، كتب من المدينة الشريفة فيها شرح أمر عظيم حدث بها ، فيه تصديق لما في الصحيحين ، فذكر هذا الحديث . قال : فأخبرني بعض من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب " بتيماء " على ضوئها الكتب ، فمن الكتب ..... فذكر نحو ما تقدم . ومن ذلك أن في بعض الكتب : ظهر في أول جمعة من جمادى الآخرة في شرقي المدينة ، نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم ، انفجرت من الأرض وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أُحد . ا . هـ . |
#4
|
||||
|
||||
تقاتل فئتين عظيمتين " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة " .متفق عليه . فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7121 / ص : 88 . قال ابن حجر : المقصود فئة " عليّ " ومن معه ، وفئة " معاوية " ومن معه " . * * * * * غربة الإسلام وأهلِهِ آخر الزمان " بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء " صحيح مسلم . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / 15 ـ باب :بدأ الإسلام غريبًا / حديث رقم : 3221 / ص : 363 معنى الحديث ـ والله تعالى أعلم ـ أن الإسلام اعتنقه أول الأمر قليل من الناس فأوذوا وابتلوا في سبيل ذلك ، ثم اتسعت رقعته وكثر معتنقوه وأتباعه ، فظهر وانتشر ، ثم سيلحق أهلُهُ الخللَ فيتناقصون ويجهلون أحكامه فيصير المستمسك به غريبًا بين الناس فيطارد ويوصف بالتطرف كما هو الحال في زمانِنَا ، وسيظهر الشركُ مرة ثانية ، فيطغى ويعم . حسبنا الله ونِعم الوكيل . رسالة الأشراط الصغرى للساعة /الشيخ مصطفى العدوي / ص : 12 / الحاشية . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إن الإيمان ليأرِزُ (1) إلى المدينة كما تأرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرها " . رواه البخاري ومسلم وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : المناسك / 104 ـ باب : فضل المدينة / حديث رقم : 2525 / ص : 196 . ( 1 )يأرز : أي يلوذ أو يثبت أو ينضم .* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ وهو يأرزُ بين المسجدين (1) كما تأرزُ الحيةُ إلى جُحرها " . صحيح مسلم / ج : 1 / كتاب : الإيمان / 65 ـ باب : بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا ، وإنه يأرز بين المسجدين / حديث رقم : 146 / ص : 232 . ( 1 )بين المسجدين : أي مسجدَيْ مكة والمدينة .* * * * * سكنى المدينة وعمارتها ==================== أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن المدينة سيمتد العمران فيها ، وتتوسع مساحتها . * فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " تَبْلُغُ المساكِنُ إهَابَ أو يَِهَابَ (1) " . صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 15 / حديث رقم : 2903 / ص : 41 . =============== ذهاب الصالحين ================ " يذهب الصالحون الأول فالأول ، ويبقى حفالة كحفالةِ الشعير أو التمر لا يُباليهمُ اللهُ بالة (1) " . فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 9 / حديث رقم : 6434 / ص : 256 . ( 1 )لا يباليهم الله بالة : قال الخطابي : أي لا يرفع ـ الله ـ لهم قدرًا ولا يقيم لهم وزنًا .الفتح / ج : 11 / ص : 257 . * قال ابن بطال - تعقيبًا على الحديث - : في الحديث موت الصالحين من أشراط الساعة . وفيه الندب إلى الاقتداء بأهل الخير ، والتحذير من مخالفتهم خشية أن يصير مَنْ خالفهم مِمَّنْ لا يعبأ الله به . وفيه : أنه يجوز انقراض أهل الخير في آخر الزمان حتى لا يبقى إلا أهل الشر . الفتح / ج : 11 / ص : 257 . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " لتُنْتَقَوُنَّ كما يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنْ أَغْفَالِهِ . فَلْيَذْهَبَنَّ خِيارُكم ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكم " . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / باب : 24 / حديث رقم : 3263 / ص : 375 . " لا يَذهبُ الليلُ والنهارُ حتى تُعبدَ اللاتُ والعُزَّى " . فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إنْ كنتُ لأظنُّ حينَ أََنْزَلَ اللهُ : " هو الذي أَرْسَلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظْهِرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولوْ كَرِهَ المشركونَ " أن ذلك تامًّا ؟ ! ! . قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إنهُ سيكونُ منْ ذلكَ ما شاءَ اللهُ ، ثم يبعثُ اللهُ ريحًا طيبةً فَتَوَفَّى كلَّ مَنْ في قلبهِ مثقالُ حبةِ خردلٍ من إيمانٍ ، فيبقى من لا خيرَ فيهِ ، فيَرْجِعونَ إلى دينِ آبائهمْ " . صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2907 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 379 . * عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال : " لا تقوم الساعةُ إلا على شرار الناس " . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / 24 ـ باب : شدة الزمان / حديث رقم : 3264 / ص : 375 . شُـبْهَة والـرد عليها : لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه : فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 6 / حديث رقم : 7068 / ص : 22 . قال الشيخ الألباني رحمه الله: " فهذا الحديث ينبغي أن يُفْهَم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها ؛ مثل أحاديث " المهدي " ، ونزول " عيسى عليه السلام " ؛ فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو مِنَ العام المخصوص ؛ فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه ، فيقع في اليأس الذي لا يصحُّ أن يتصف به المؤمن ؛ ". إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " .سورة يوسف / آية : 87 . أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين حقًا " . ا . هـ .نظم الفرائد ... / ج : 2 / باب : عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا / ص : 522 . فمن الأحاديث الدالة على ظهور الحق إلى قيام الساعة : * عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " . رواه الإمام أحمد في المسند ، وأبو داود ، والحاكم . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ... / الهجائي برقم : 3819 . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 116 . * عن ثوبان قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " . صحيح مسلم / حديث رقم : 1920 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360 . قال النووي : المراد بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " حتى يأتي أمر الله " : الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360 . * عن أبي عنبة الخولاني قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " لا يزال اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا ، يستعملهم فيه بطاعتهِ إلى يوم القيامة " .حسن . رواه أحمد . وابن ماجه . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 2442 . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 7692 / ص : 1272 . * * * * * |
#5
|
||||
|
||||
نقض عُرَى الإسلامِ عُرْوَة عُرْوَة صحيح . رواه أحمد . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 381 . * عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أولُ ما يُرفعُ من الناس الأمانة ، وآخرُ ما يبقى من دينهمُ الصلاة ، ورُبَّ مُصَلٍّ لا خلاق له عند اللهِ تعالى " . رواه الحاكم . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2575 / ص : 503 . " أولُ شيءٍ يُرْفَعُ من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعًا " . رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2569 / ص : 502 . =============== تداعي الأمم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ======================= قال : قلنا يا رسول الله أمِنْ قلةٍ بنا يومئذٍ ؟ قال صلى الله عليه وسلم " أنتم يومئذٍ كثير ولكن تكونون غثاءً كثغاءِ السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ، ويجعل في قلوبكم الوهن " . قال : قلنا : وما الوهنُ ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " حُبُّ الحياةِ وكراهيةُ الموتِ " . أخرجه أحمد ، وأبو نعيم في الحلية . حسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 17 . ( 1 ) تداعى عليكم الأمم : أي اجتمعوا ودعا بعضهم بعضًا . ============= قلة العلم ورفعه وثبوت الجهل ======================= * عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعتُ رَسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله لا يَقْبضُ العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يَقْبِضُ العلم بقبض العلماءِ ، حتى إذا لم يُبْـقِ عالمًا اتخذ الناسُ رؤوسًا جهَّالاً فَسُئِلُوا فأفْتَوا بغَيرِ علمٍ فضلوا وأضلُّوا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 34 / حديث رقم : 100 / ص : 234 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2673 . * عن أبي أمامة الباهلي قال : لما كان في حجة الوداع قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يومئذٍ مُردف " الفضل ابن عباس " على جملٍ آدم ، فقال صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع " . وقد كان أَنزل الله عز وجل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسأَلُوا عَن أَشيَاء إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ "101 .سورة المائدة / آية : 101 .قال : فكنا نذكرها كثيرًا من مسألته ، واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ . قال : فأتينا أعرابيًّا فرشوناه برداءٍ . قال : فاعتمَّ به حتى رأيتُ حاشيةَ البرد خارجةً من حاجبه الأيمن . قال : ثم قلنا له : سَلِ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ . قال : فقال له -أي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يـا نبيَّ الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلَّمناها نساءَنا وذرارينا وخدمنا . قال : فرفع النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأسه وقد علت وجهَهُ حُمرةٌ من الغضب . قال : فقال صلى الله عليه وسلم : " أي ثكلتك أمك هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بحرفٍ مما جاءتهم به أنبياؤهم ، ألا وإن ذهاب العلم أن يذهب حملتُهُ . ثلاث مرار " . رواه أحمد . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 20 . * حدثنا أبو خيثمة : عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد ، عن ابن لَبِيد قال : ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئًا ، قال " وذاكَ عندَ أوانِ ذهاب العلمِ " . قالوا : يا رسول الله وكيف يذهب العلمُ ، ونحن نقرأ القرآن ، ونُقْرِئُهُ أبناءَنا ، ويُقرِئهُ أبناؤنا أبناءَهم ؟ . قال صلى الله عليه وسلم : " ثَكِلَتْكَ (1) أُمُّكَ ابن أم لَبيد ، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ، لا ينتفعون منها بشيءٍ ؟ " . حديث صحيح . أخرجه أحمد ، وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن /26ـ باب : ذهاب القرآن والعلم / حديث رقم : 3272 / ص : 377 . ( 1 ) ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ : أي فقدتك . وهو دعاء بالموت ، ظاهرًا . والمقصود : التعجب من الغفلة عن مثل هذا الأمر . لا يعملون بشيءٍ مما فيهما : أي ومن لا يعمل بعلمه هو والجاهل سواء . * عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحدٌ بعدي ، سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ الواحد " . رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 . ================ كثرة النساء وظهور الزنا ================ " من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ (1) الواحد " . رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 . ( 1 )القيم : أي من يقوم بأمورهن . وهذه الأشياء الموجودة في الحديث قد يقع بعضها في زمن من الأزمان ، أو مكان من الأمكنة ، ولكن من علامات الساعة اجتماعها واستحكامها .حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 . فتح الباري / حديث رقم : 1414 . صحيح مسلم / حديث رقم : 1012 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 394 . قال الحافظ في الفتح 1 / 179 : " يحتمل أن يراد بهذا العدد ـ لخمسين ـ حقيقته ، ويحتمل أن يراد المجاز عن الكثرة " .ا . هـ . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 . ============== تفشي الزنا والمجاهرة به ================ رواه ابن حبان .وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ..... / ص : 396 . وقد وقع ذلك في بعض دول الكفر . أعاذنا الله من ذلك . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقومَ الرجلُ إلى المرأةِ فيفترشها في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط " . رواه أبو يعلى . وحسن إسناده الشيخ / مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 397 . * * * * * |
#6
|
||||
|
||||
تغير أحوال الناس * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " قبل الساعة سنواتٌ خَدَّاعَة ، يُكَذَّبُ فيها الصادق ، ويصدَّقُ فيها الكاذب ، ويخوَّنُ فيها الأمين ، ويؤتمنُ فيها الخائن ، وينطِقُ فيها الرويبضةُ1 " . رواه أحمد . وقال الشيخ مصطفى العدوي : صحيح لشواهده في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 398 . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :1الرويبضة : السفيه يتكلم في أمر العامة . " لا تذهبُ الدنيا حتى تكونَ لِلُكَعِ بن لُكَعِ " . رواه أحمد . صحيح لغيره في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 399 . ============ رفع الأمانة وقلتها ولقد أتى عليَّ زمانٌ 5 ولا أُبالي أيكم بايَعْتُ 6 لئن كان مُسلمًا رده عليَّ الإسلامُ وإن كان نصرانيًا رده عليَّ ساعيه ، وأما اليوم فما كنتُ أُبايعُ إلا فلانًا وفلانًا . قال الحافظ ابن حجر : وحاصل الخبر أنه ـ عليه السلام ـ أنذر برفع الأمانة ، وأن الموصوف بالأمانة يسلبها حتى يصير خائنًا بعد أن كان أمينًا .الفتح / ج : 13 / ص : 43 .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 13 / حديث رقم : 7086 / ص : 42 . 1-الجذر : الأصل من كل شيء . 2-الوكت : أثر الشيء اليسير منه . 3-المَجْلُ : أثر العمل في الكف إذا غلظ . 4-يقال انتبر الجرح وانتفط : إذا ورم وامتلأ ماء . 5-ولقد أتى علىَّ زمان : يشير إلى أن حال الأمانة أخذ في النقص من ذلك الزمان ، وكانت وفاة حذيفة في أول ست وثلاثين بعد قتل " عثمان " ـ رضي الله عنه ـ بقليل فأدرك بعض الزمن الذي وقع فيه التغير فأشار إليه . 6-بايعت : من البيع والشراء . الفتح / ج : 13 / ص : 43 . أي أنه كان في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعهد الصحابة يطمئن في بيعه وشرائه إلى من يبايعهم ، ويشتري منهم لتوفر الأمانة وتوطنها في قلوب الناس ، وحتى وإن حدثت خيانة أو خطأ أو نحو ذلك من بعض البائعين والمشترين ، فالوالي أو القاضي أو الساعي أو الأمير يردُّ إليَّ مظلمتي وحقي . أما الآن فقلَّت الأمانة ، وقل من يبحثون عن رد الحقوق إلى أهلها والأخذ على يد الظالم ، فدفعني ذلك إلى أن لا أبيع ولا أشتري إلا مع من أثق به . حاشية رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 29 . ============= إسناد الأمر إلى غير أهله فمضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحدث . فقال بعض القوم : سمع ما قال ، فَكَرِه ما قال ، وقال بعضهم بل لم يسمع . حتى إذا قضى حديثه قال صلى الله عليه وسلم " أين أراه السائل عن الساعة ؟ " . قال : ها أنا يا رسول الله . قال صلى الله عليه وسلم : " فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها ؟ قال : إذا وسِّد 1 الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " . فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 2 / حديث رقم : 59 / ص : 184 . 1وسد : أي أُسْنِدَ . =============== اتباع هذه الأمة سَُنَنَ اليهود والنصارى " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها 1 شِبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ " . فقيل : يا رسول الله كفارس والروم ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم : " ومَنِ الناسُ إلا أولئك ؟ " فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / باب : 14 / حديث رقم : 7319 / ص : 312 . 1-أخذ فلان بأخذ فلان : أي سار بسيرته . الفتح / ج : 13 / ص : 313 . " لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ 1 من كان قبلَكم شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبّ تبعتموهم " .* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : قلنا : يا رسول الله اليهودَ والنصارَى ؟ . قال صلى الله عليه وسلم : " فمن ؟ ! ! " . فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / باب : 14 / حديث رقم : 7320 / ص : 313 . 1-سَنَن : قال النووي ـ رحمه الله ـ شرح مسلم 5 / 525 : السنن : بفتح السين والنون وهو الطريق . والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب : التمثيل بشدة الموافقة لهم . والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 403 . ========= السلام للمعرفة * عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل ، لا يسلم عليه إلا للمعرفة " . رواه الإمام أحمد رحمه الله . وقال الشيخ مصطفى العدوي : صحيح لغيره في كتابه :الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 404 . =============== التطاول في البنيان * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يومًا بارزًا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال : يا رسول الله ما الإيمان ؟ . " الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان1" . قال صلى الله عليه وسلم : " أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر " . قال : ما الإسلام ؟ . قال صلى الله عليه وسلم : قال : يا رسول الله ما الإحسان ؟ . قال : يا رسولَ اللهِ متى الساعة ؟ . قال صلى الله عليه وسلم : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " . قال صلى الله عليه وسلم : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها ، إذا ولدت المرأة ربتها 2 فذاك من أشراطها ، وإذا كان الحفاة العراة 3 رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ..... " . فتلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنَّ اللهَ عندَهُ علمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيْثَ ويعلَمُ ما في الأرحامِ ..... 4 " . ثم انصرف الرجل فقال صلى الله عليه وسلم ردوا علىَّ فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئًا .فقال صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم " .رواه البخاري ومسلم . أن يكثر العقوق في الأولاد ، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أَمَته ، من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام ، فأُطلِق عليه ربها مجازًا لذلك .فتح الباري / ج : 8 / كتاب : التفسير / باب : 2 / حديث رقم : 4777 / ص : 373 . 1 - في حديث عمر : وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً 2- إذا ولدت المرأة ربتها : قال ابن حجر في معنى هذا : والمحصلة أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربَّى مربيًا ، والسافل عاليًا ، وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى : أن يصير الحفاة ملوك الأرض . الفتح / ج : 1 / ص : 101 . 3-وفي رواية البخاري " وإذا تطاول رعاة الإبل البُهمُ في البنيان " . و " ميم " البهم : يجوز ضمها على أنها صفة الرعاة ، ويجوز كسرها على أنها صفة الإبل ، يعني الإبل السود . وقيل : إنها شر الألوان عندهم ، وخيرها الحمر التي ضرب بها المثل فقيل : " وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " سورة لقمان / آية : 34 .
" خير من حمر النعم " . قال القرطبي : المقصود الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولى أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر ، فتكثر أموالهم وتنصرف هممُهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به . 4- سورة لقمان آية : 34 : وتمامها :
__________________
|
|
|