03-10-2020, 01:10 PM
|
|
غفر الله لها
|
|
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,262
|
|
بماذا نهتم شيخنا بعد تعلم العقيدة والدعوة إليها في دعوة الناس وما هو المنهج المقترح في ذلك .؟
السائل يسأل الشيخ الألباني رحمه الله: الله يجزيكم الخير شيخنا ، لقد أعدتم تأصيل العقيدة في هذا البلد و لكن الدعوة أو منهاج الدعوة بين الناس قد يحتاج في بعض الأحيان إلى شيء غير العقيدة ، فمثلا على سبيل المثال عندما نكلّم شخصا على الصلاة قد لا يستمع لنا و لا يلقي لنا بالا مع العلم بأن الصحابة رضوان الله عليهم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم مثلا مصعب بن عمير ، ذهب إلى المدينة فأسلم كل أهل المدينة على يديه و أبو ذر الغفاري مكث مع الرسول صلى الله عليه و سلم شهرا واحدا ثم ذهب إلى غفار فأسلم كثير من قومه على يديه و هو لم يتعلم شيئا من أمور الدين . نحن المتعلمون أو من نعد أنفسنا متعلمين نتكلم مع الناس و لا يلقون لنا بالا و لا يضعون أذنا صاغية لنا ، ماذا نفعل أو على أي منهاج نسير بعد العقيدة حتى نستطيع أن نخرج الناس مما هم فيه ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
جواب الشيخ الألباني :
الإسلام ليس عقيدة فقط ، الإسلام عقيدة و أحكام ، عبادات و أحكام و سلوك و أخلاق، فقلنا نحن آنفا و نقول دائمًا أن العلم يبدأ و يسبق العمل بل و يسبق العقيدة لذلك قال الله عز و جل في الآية التي سبق أن ذكرناها "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" نحن الآن ابتلينا بكثير من الفلسفة فنقول نريد منهاجًا ، المنهاج موجود في القرآن و في السنّة "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" و أنت الآن تقول ندعو الناس إلى الصلاة فلا يستجيبون هذا سؤال ليس نابعًا من العلم الذي يجب أن نتعلمه لماذا ؟ لأننا لسنا مكلفين أن نهدي قلوب الناس إلى الحق الذي ندعو الناس إليه و إنما نحن مكلفون بالدعوة فقط، فقولك ندعوهم إلى الصلاة و لا يستجيبون طيّب و ما العمل ؟ هل نضطرهم ؟ قال تعالى "فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا"
فضلا عن العامة ، جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ومعهُ الرُّهَيْطُ، والنبيَّ ومعهُ الرَّجُلُ والرَّجُلانِ، والنبيَّ ليسَ معهُ أحَدٌ، إذْ رُفِعَ لي سَوادٌ عَظِيمٌ، فَظَنَنْتُ أنَّهُمْ أُمَّتِي، فقِيلَ لِي: هذا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وقَوْمُهُ، ولَكِنِ انْظُرْ إلى الأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فإذا سَوادٌ عَظِيمٌ، فقِيلَ لِي: انْظُرْ إلى الأُفُقِ الآخَرِ، فإذا سَوادٌ عَظِيمٌ، فقِيلَ لِي: هذِه أُمَّتُكَ ومعهُمْ سَبْعُونَ ألْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ" ما معنى هذا الحديث ؟ معناه أن الأنبياء التي دعوتهم كلهم حق مع ذلك نسبة الأتباع تختلف كثرة و قلة مع هؤلاء الأنبياء الذين دعوتهم دعوة حق لا خلاف بينهم فإذن ما هو وجه الغرابة أنك تقول ندعو التاركين للصلاة إلى الصلاة فلا يستجيبون معنى ذلك أن الأرض غير مستعدّة لتقبل هذا الخير ، هذا المطر من الخير . لكن لا يفوتني أنه جاء في أثناء كلامك أن الصحابي ليس معه شيء من العلم ، فأظن هذه زلة لسان لأنه ما يخرج ليدعو إلا و قد ملأ الله قلبه علما و إيمانا لكن لعلك أردت أن تقول ما عنده كثير من العلم مثل حكايتنا نحن يعني فعلى كل حال المنهج مذكور في الكتاب و السّنّة فما علينا نحن إلا أن نسلك سبيل المؤمنين علما و عملا و إخلاصا (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين )) كنت أردت أن أقول أن سبب عدم تأثير دعوة بعض الدعاة في المدعويين يعود إلى أمرين اثنين أو على الأقل إلى أحدهما : أما الأمران فهما قلة العلم و قلة الإخلاص في العمل أيضا . أردت أن أقول هذا ثم تذكرت حديث ( الرهط و الرهطين و الرجل و الرجلين و النبي و ليس معه أحد ... ) ما استطعنا أن نقول في النبي أنه كان يدعو بغير علم و أنه كان يدعو بغير إخلاص إذن سنقول الآن غير ما أردت أن أقوله قبل أن ألقي على مسامعكم هذا الحديث ، أي داعية يدعو قوما إلى الحق سواء كانوا مشركين كفارا يدعوهم إلى الإسلام و هم لا يستجيبون له أو كانوا مسلمين و لكن مع الإسلام هم منحرفون عن كثير أو قليل من الإسلام هذا الداعي أو ذاك حينما يدعو هؤلاء أو أولئك إما أن يكون في دعوته محقا و مخلصا و مع ذلك لم يجد أثر دعوته فالعلة حينئذ في المدعوين و إما أن تكون العلة منه و كما يقال " دود الخز منه وفيه " و لا يمنعني شيء من أن أقول إن كثيرا من الدعاة قد يتوفر فيهم الأمران العلم و الإخلاص و مع ذلك لا يجدون الأثر و قد لا يتوفر فيهم العلم و الإخلاص أو على الأقل أحدهما فلا يجدون الأثر ، إذن إذا شعر أحدنا بأن دعوته لا تصل إلى قلوب المدعوين فليتهم نفسه هذا خير له من أن يتّهم غيره . و الآن معكم خمس دقائق لنمشي إن شاء الله .هنا-
|