#11
|
||||
|
||||
المجـلـس الحادي عشر الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة تابع لا عيش إلا عيش الآخرة إسلام عمربن الخطاب رضي الله عنه 3652 - قال البخاري في صحيحه :حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَمِعْتُهُ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عِنْدَ دَارِهِ وَقَالُوا صَبَا عُمَرُ وَأَنَا غُلَامٌ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِي، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ فَقَالَ قَدْ صَبَا عُمَرُ فَمَا ذَاكَ فَأَنَا لَهُ جَارٌ قَالَ فَرَأَيْتُ النَّاسَ تَصَدَّعُوا عَنْهُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ " صحيح البخاري - كِتَاب مَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ - زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت قال لا سبيل إليك بعد أن قالها أمنت . هنا . الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 3865 - خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر السنية . *وعن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ قال : بينما هو في الدَّارِ خائفًا، إذ جاءه العاصِ بنُ وائلٍ السَّهْمِيُّ أبو عَمْرٍو، عليه حُلَّةُ حِبَرَةٍ وقَميصٌ مَكْفُوفٌ بحَرِيرٍ، وهو من بني سَهْمٍ، وهم حُلَفاؤُنا في الجاهليةِ، فقال له: ما بالُكَ؟ قال: زعَم قومُكَ أنهم سيقتُلوني إن أسلَمْتُ، قال: لا سبيلَ إليكَ، بعدَ أن قالها أمِنْتُ، فخرَج العاصِ فلَقيَ الناسَ قد سال بهمُ الوادي، فقال: أينَ تُريدون؟ فقالوا: نُريدُ هذا ابْنَ الخَطَّابِ الذي صَبَا، قال:لا سبيلَ إليه فكَرَّ الناسُ. الراوي : زيد بن عبدالله - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 3864 - خلاصة حكم المحدث صحيح.الدرر السنية . * وهُم حُلفاء في الجاهِليَّةِ: مِن الحِلفِ وهو المُعاقَدةُ والمُعاهَدة على التَّعاضُدِ والتَّساعُد. والعاصِ بنُ وائلٍ السَّهْمِيُّ كان مُطاعًا في قومِه، فخَرَجَ العاصُ فلَقِيَ النَّاسَ قد سَالَ، أي: امتلَأَ بهِم الوادي، أي: وادي مَكَّةَ، فقالَ العاصُ: أين تُريدون؟ فقالوا: نُريد هذا ابنَ الخَطَّابِ عُمَرَ الَّذي صَبَأَ، أي: خَرَجَ عن دِينِ آبائِه، قالَ العاصُ: لا سَبيلَ لكُم إلَيه فكَرَّ النَّاسُ، أي: رَجَعوا. وفي هذا الحديثِ:أنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالى يَمنَعُ عَبدَه المُسلمَ بما شاءَ، ويَجعَل صونَه بيدِ عدوِّه، ويَرُدُّ عنه الأذى بمكانِ خَصمِه. *ومما يدل على زهده رضي الله عنه قبل الخلافة ما رواه البخاري في صحيحه أن عبدَاللهِ بنَ السَّعْديِّ أنه قَدِمَ على عمرَ في خلافتِه ، فقال له عمرُ: ألم أُحدَّثْ أنك تَلي من أعمالِ الناسِ أعمالا,ً فإذا أُعطيتَ العُمالَةَ كرِهتَها ؟ فقلتُ: بلى ، فقال عمرُ: ما تريدُ إلى ذلك ؟ فقلتُ: إن لي أفْراسًا وأعْبُدًا, وأنا بخيرٍ ، وأريدُ أن تكونَ عُمالتي صدقةً على المسلمين . قال عمرُ: لا تفعلْ ، فإني كنتُ أردتُ الذي أردتَ ، فكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعطيني العطاءَ ، فأقولُ: أعطِه أفقرَ إليه مني ، حتى أعطاني مرةً مالاً ، فقلتُ: أعطِه أفقرَ إليه مني، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:خُذْه ، فتموَّلَه ، وتصدَّقَ به ، فما جاءكَ من هذا المالِ وأنت غيرُ مُشْرِفٍ ولا سائلٍ فَخُذْه ، وإلا فلا تُتْبِعْه نفسكِ .الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 7163 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.الدرر السنية . الشرح : قَدِمَ عبدُ اللهِ بنُ السَّعديِّ على عَمرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه، وقد كان ابنُ السَّعدِيِّ تولَّى لِلنَّاسِ أعمالًا، يعني: كالقضاءِ والوِلايةِ وغيرِها، وكان لا يَأخذُ على ذلك أجرًا، فقال له عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه: ما قَصدُك مِن عدَمِ أخْذِك الأجرَ على ما تقومُ به مِن أعمالٍ لِلنَّاسِ تَستحقُّ عليها الأجرَ؟ فقال ابنُ السَّعديِّ: «إنَّ لي أفراسًا وأعبُدًا, وأنا بخيرٍ، وأريدُ أن تكونَ عِمالتي صَدقةً على المسلِمين»، يعني: أنَّه له مِنَ المالِ ما يَكفيه مِنَ الأفراسِ، وهو جمْعُ فرَسٍ، والأعبُدُ، وهو جمع عَبْدٍ، فلمَّا كان له مِنَ المالِ ما يَكفيه أرادَ أنْ تكونُ عِمالتُه وما يقومُ به صدقةً على المسلمينَ، فقال له عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه: لا تَفعلْ؛ فإنِّي كنتُ أردْتُ الَّذي أردتَ، فكان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعطيني العَطاءَ، فأقولُ: أعْطِه أفقرَ إليه مِنِّي، حتَّى أعطاني مرَّةً مالا، فقلتُ: أعطِهْ أفقرَ إليه مِنِّي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «خُذْهُ، فتمولَّهْ، وتصدَّقْ به»، يعني: تملَّكْ هذا المالَ الَّذي هو حقُّك ثُمَّ تصدَّقْ به على مَن شِئتَ إنْ أردتَ ذلك؛ لأنَّه إذا ملَكَ المالَ وتصدَّقَ به طيِّبةً به نفسُه كان أفضلَ مِنَ التَّصدُّقِ به قَبْلَ قبضِه؛ لأنَّ الَّذي يحصُلُ بيدِه هو أحرصُ عليه مِمَّا لم يَدخُلْ في يدِه، «فما جاءَك مِن هذا المالِ وأنتَ غيرُ مشُرفٍ ولا سائلٍ فخُذْه، وإلَّا فلا تتُبِعْه نفسَك»، يعني: إذا جاءَك المالُ وأنتَ غيرُ طامعٍ ولا سائلٍ له، فخُذْه ولا تردَّهُ، وإنْ لم يجئِ إليكَ فلا تطلبْه بَلِ اتركْه. وفي الحديث:فَضلُ عُمرَ رضِي اللهُ عنه وزُهدُه وإيثارُه وكذا ابن السَّعديِّ؛ فقدْ طابَقَ فِعلُه فِعْلَ عُمرَ. وفيه:ذمُّ التَّطلُّعِ إلى ما في أَيدي الأَغنياءِ والتشوُّفِ إلى فُضولِه وأخْذِه منهم، وأنَّها حالةٌ مذمومةٌ تدلُّ على شِدَّة الرَّغبةِ في الدُّنيا والرُّكونِ إلى التوسُّعِ فيها.الدرر السنية . |
|
|