#1
|
||||
|
||||
رحلة الحج والعمرة
شــروط وجــوب الحــج إذن فشـروط وجـوب الحــج خمســة وهـي : الإســلام ـ البلــوغ ـ العقــل ـ الحريــة ـ الاسـتطاعة . * عـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان المشركون يقولـون : " لبيـك لا شـريك لـك إلا شـريكًا هـو لـك تملكـه ومـا ملـك " ، يقولـون هـذا وهـم يطوفـون بالبيـت . صحيح مسلم . شرح النووي / ج : 8 / المجلد الثالث / ص : 90 ـ ط الريـان . فالحـج لا يجـب إلا علـى المسـلم ؛ لأن غيــر المسـلم يجـب عليـه أن يسـلم أولاً ثـم يحـج ، وقـد كـان المشـركون يحجـون ويطوفـون حـول البيـت عرايـا كمـا ولدتهـم أمهاتهـم ، فـإذا قيـل لهـم : كيـف ذلـك ؟ ..... يقولـون : لا نطـوف حـول بيـت الله بملابـس عصينـا الله فيهـا . * عـن أبـي هريــرة ـ رضي الله عنه ـ قــال : بعثنـي أبـو بكـر الصديـق فـي الحجــة التـي أمَّـرَهُ عليهـا رسـول اللـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قبـل حجـة الـوداع فـي رهـط يؤذنـون فـي النـاس يـوم النحــر " لا يحـج بعـد اليــوم مشـرك ..... ولا يطـوف بالبيـت عريـان " . أخرجه الشيخان ، فقه السنة / ج : 1 / ص : 588 ط / دار التـراث . والحـج كغيـره من سـائر التكاليـف لا يجـب إلا علـى البالـغ ، أمـا إذا حـج الصبـىّ فيصـح حجـه ، ولا يجزئـه عـن حجـة الإسـلام ، فعـن السـائب بـن يزيـد قـال : حـج أبـي مـع رسـول اللـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي حجـة الـوداع وأنـا ابـن سـبع سـنين . رواه الإمام أحمد ـ والبخاري ـ والترمذي . * وعـن جابـر بـن عبـد الله ـ رضي الله عنه ـ قـال : رفعـت امـرأة صبيـًا لهـا إلـى النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي حجــة فقالـت : يـا رسـول الله ألهـذا حـج ؟ ..... قـال : " نعــم ، ولـك أجـر " .رواه ابن ماجه ـ وكذا رواه مسلم عن ابن عباس . إذن فمـن حـج وهـو صبـي ثـم بلـغ فـلا يجزئـه حجـه ، وعليـه أن يحـج لإتمـام إسـلامه . والحــج لا يجـب إلا علـى العاقـل ، فالعقــل هـو منـاط التكليـف كلـه ، ويسـقط التكليـف بذهـاب العقــل ويرفــع القلـم عنـه ، فعـن علـي ـ رضي الله عنه ، وعمـر بـن الخطـاب ـ رضي الله عنه ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أنـه قــال : " رُفِــعَ القلـمُ عـن ثـلاث : عـن المجنـون المغلـوب علـى عقلــه حتـى يبـرأ ، وعـن النائـم حتـى يسـتيقظ ، وعـن الصبـيّ حتـى يحتلـم " . رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والحاكم ، صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير الهجائي / ج : 1 / ص : 659 / حديث رقم : 3513 . والحـج لا يجـب إلا علـى الحـر ، أمـا العبـد والأمـة فـلا حـج عليهمـا ، إذن فأركـان الإسـلام فـي حقهمـا أربعـة فقـط . وإذا حـج العبـد أو الأمـة ثـم أصبـح حـراً فـلا يجزئـه ؛ ويجـب عليـه أن يحـج لإسـلامه عـن نفسـه ، فحكمـه حكـم الصبـيّ . وكذلـك لا يجـب الحـج إلا علـى المسـتطيع ..... والاسـتطاعة هـي منـاط التكليـف عامـة فـي شـريعة الإسـلام ، وأمـا بالنسـبة لفريضـة الحـج بالـذات فالاسـتطاعة تنقسـم إلـى أربعـة أنـواع : 1 ـ الاسـتطاعة الماديـة : فلابـد مـن توافــر المـال الـذي يحتاجـه الحـاج في سـفره وتكاليـف حجـه حتـى عودتـه وتوافـر المـال الـذي يتركـه لذويـه حتـى يعـود ، وذلـك بعـد سـداد كـل الديـون أواسـتئذان الدائـن . وأمـا عـن الديـن الـذي لـم يحـن أجلـه كأقسـاط البيـع أو تسـديد أقسـاط " جمعيـة " يشـترك فيهـا مجموعـة ؛ فلا بـأس مـن الذهـاب للحـج دون اسـتئذان . ويشـترط فـي هـذا المـال أن يكـون حـلالاً ..... فلا يجـوز الحـج مـن المـال الحـرام ، فمـن جمـع مـالاََ مـن ربـا أو رشـوة أو بيـع محـرم ، أو بيـع لمحـرم أو الكسـب مـن أي شـيء ممـا حرمـه الله ـ عــز وجــل ـ ، فـلا يقبـل منـه حـج أو عمـرة ، فينبغـي أن يكـون مـال الحـج والعمـرة مـالاً حـلالاً . وصـدق القائـل إذ يقـول : إذا حججـت بمـالٍ أصلـه سُحــت فمـا حججـت ولكـن حجــت العيــر لا يقبــل الله إلا كــل طيبــة مـا كـل مـن حـج بيـت الله مبـرور 2 ـ الاسـتطاعة البدنيـة : الحـج يحتـاج إلـى بـذل جهـد ومشـقة مـن تحمـل تبعـات السـفر ومناسـك الحـج والبعـض يؤجـل حجـه إلـى أن يكبـر سـنه ، وكأنـه لا يليـق بـه أن يكـون حاجًا إلا أن يكـون شـيخًا كبيـرًا وهـذا مخالـف للصـواب حيـث ينبغـي المبـادرة بالحـج مـا اسـتطاع المـرء إلـى ذلـك سـبيلاً . ومـن كـان لا يسـتطيع أداء المناسـك بنفسـه لمـرض أو عجــز أو هـرم وكبــر فيجــوز أن يحـج عنـه غيـره . * فعـن الفضـل بـن العبـاس ـ رضي الله عنهما ـ : أن امـرأة مـن خثعـم ، قالـت : يا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، إن فريضـة الله علـى عبـاده فـي الحـج أدركـت أبـي شـيخًا كبيـراً لا يسـتطيع أن يثبــت علـى الراحلـة ، أفأحـج عنـه ؟ قـال : " نعـم " ..... وذلـك فـي حجـة الـوداع . رواه الجماعة . أي رواه أصحاب الكتب الستة ومنهم البخاري ومسلم . رواه أبو داود عن ابن عباس وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير / ج : 1 / ص : 599 / حديثرقم : 3128 . إذن فيشـترط لمـن أراد الحــج عـن غيـره أن يكـون قـد حــج عـن نفسـه أولاً ، ولا يحـج عـن الغيـر إلا إذا كـان الغيـر ميتًا أو مـن عجـز عـن أداء المناسـك بنفسـه . 3 ـ الاسـتطاعة الأمنيـة : فقديمـاً كـان المـرء يخشـى على نفسـه قطـع الطريـق مـن اللصـوص والمفسـدين أو يخشـى سـبعاً أو وحشـاً في الطريـق ، فيسـقط عنـه الحـج بنفسـه حتـى يأمـن الطريـق ، أما الآن فتتمثـلالاسـتطاعة الأمنيـة فـي تصاريـح السـفر للمغـادرة ودخــول البـلاد ، فقـد يكـون المـرء ممنوعـاً مـن السـفر مـن بلـده ، أو ممنوعـاً مـن الدخـول لأرض الحرميـن . 4 ـ الاسـتطاعة الشـرعية : يسـقط الحـج عـن الرجـل أو المـرأة إذا وجـد مانـع شـرعي يمنـع مـن السـفر إلـى الحـج أو العمـرة ، وأمثلـة ذلـك مـا يلـي : المـرأة لا تجـد مَحْرَمـاََ لهـا ... فالصـواب أن المـرأة لا تسـافر أي سـفر بغيـر محـرم . * فعـن أبـي سـعيد الخـدري ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أنـه قـال : " أن لا تسـافر امـرأة مسـيرة يوميـن ليـس معهـا زوجهـا أو ذو محـرم " . رواه البخاري ومسلم . * وعـن ابن عبـاس ـ رضى الله عنهما ـ أنه سـمع النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول : " لا يخلـون رجـل بامـرأة ولا تسـافرن امـرأة إلا ومعهـا محـرم " ، فقـام رجـل فقــال : يا رسـول الله ، اكتُتِبـتُ فـي غـزوة كـذا وكـذا ، وخرجـت امرأتـي حاجـة ؟ ..... قــال ـ صلـى اللـه عليـه وعلـى آلـه وسـلم ـ : " اذهـب فحـج مـع امرأتـك " . رواه البخاري ومسلم . اكتتبـت : أي أثبـت اسـمي فيهـا " فـي غـزوة كـذا وكـذا " . فمـن هـذه الأحاديـث يتبيـن حرمـة سـفر المـرأة بغيـر محـرم ، فـي أي سـفر ، وأن ذكـر مسـيرة اليوميـن واليـوم والليلـة ، فليـس مقصـوداً لورود الروايـات الأخـرى بـدون ذكـر مـدة ، ولاختـلاف المـدة فـي الروايـات التـي ذكـرت فيهـا المـدة دلَّ علـى أن جنـس السـفر هـو المقصـود وليـس المـدة ولا المسـافة . والسـفر هـو كـل مـا اعتبـر سـفراً شـرعاً ولغـة وعرفـًا . ومعنـى العـرف : أنه قـد تلحـق مبانـي بلـدة ببعـض أماكـن كانـت تُعـد مَحِـلاَّ للسـفر قبـل ذلـك . إذن فيشـترط للمـرأة إذا أرادت السـفر للحـج أو لغيـره أن يكـون لهـا محـرم ..... ومـن لا محـرم لهـا فلا حـج عليهـا بنفسـها ..... وأمـا القــول بجــواز سـفر المـرأة فـي صحبـة آمنـة مـنالنسـاء ولـو كانـت طاعنـة فـي السـن ، فهـذا قـول مرجـوح . فقه السنة للشيخ سيد سابق / ج : 1 / ص : 535 . " فـإن طالـت بـك حيـاة لتريـن الظعينـة ترتحـل مـن الحيـرة حتـى تطـوف بالكعبـة لا تخـاف إلا الله " . رواه البخاري . الظعينـة : المسـافرة ، وتطلـق علـى الهـودج تسـافر فيـه المـرأة . قـال الشـيخ أحمـد عبـد الرحمـن البنـا ـ رحمه الله تعالى ـ فـي " الفتـح الربانـي " : ومـن الاسـتطاعة أيضـًا وجـود محـرم للمـرأة يسـافر معهـا ، والمحـرم من لا يحـل له نكاحهـا مـن الأقـارب كالأب ، والابـن ، والأخ ، والعـم ، ومـن يجـري مجراهـم . ثـم قـال بعـد ذلـك : واعلـم أنـه وردت أحاديـث كثيــرة فـي النهـي عـن سـفر المـرأة إلا بمحـرم ، فيهـا اختـلاف فـي تقديـر المسـافة التـي يحـرم قطعهـا فـي السـفر بغيـر محـرم ، ففـي بعضهـا مسـافة ثلاثـة أيـام ، وفي بعضهـا ثلاثـة أيـام فصاعـدًا ... وفـي روايـة : مسـافة يوميـن ، وفي روايـة : ليلـة ، قـال : بـل جـاء فـي روايـة لأبـي داود : لا تسـافر بريـداً ، والبريـد : نصـف يـوم ... ثـم قـال ـ رحمه الله تعالى ـ : قـال العلمـاء : اختـلاف هـذه الألفـاظ لاختـلاف السـائلين واختـلاف المواطـن ، وليـس فـي النهـي عـن الثلاثــة تصريـح بإباحـة اليـوم والليلـة أو البريـد ، ثم قـال : قـال البيهقـي : كأنـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ سـئل عـن المــرأة ، تسـافر ثلاثـاً بغيــر محـرم ؟ ..... فقـال : " لا " ..... وسـئل عن سـفرها يوميـن بغيـر محـرم ؟ فقـال : " لا " ... وسـئل عن سـفرها يومـاً ؟ فقـال : " لا " ... وكذلـك البريـد ... فـأدى كل منهـم مـا سـمعه ومـا جـاء منهـا مختلفـاً عـن روايـة واحـد فسـمعه فـي مواطـن ، فـروي تـارة هــذا ، وتـارة هـذا ، وكلـه صحيـح ... قـال : وليـس فـي هـذا تحديـد لأقـل مـا يقــع عليـه اسـم السـفر ولـم يــرد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ تحديـد أقـل مـا يسـمى سـفراً ، فالحاصـل : أن كـل مـا يسـمى سـفراً تنهـى عنه المـرأةبغيــر زوج أو محـرم سـواء كـان ثلاثـة أيــام أو يوميـن ، أو يومـاً ، أو بريـداً أو غيــر ذلـك . ا . هـ . " الفتـح الربانـي " فـي " ترتيـب مسـند الإمـام أحمـد " / ج : 11 / ص : 39 / ط / دار شـهاب . وأمـا مـن احتـج بحديـث البخــاري فـي صحيحـه فـي بـاب حـج النسـاء : " أذن عمـر ـ رضي الله عنه ـ لأزواج النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي آخــر حجـة حجهـا فبعـث معهـن عثمـان بـن عفـان وعبـد الرحمـن بـن عـوف " ( 1 ) ؛ علـى جـواز سـفر المـرأة للحـج بـدون زوج أو محـرم ، إذا وجـدت الرفقـة الآمنـة ، فإنمـا يُـَردُّ علـى هـذا الاعتـراض بمـا يلـي : إن هـذه الواقعـة بعينهـا لا تُعـد دليـلاً أمـام الأحاديـث الصحيحـة والصريحـة في نهـي المـرأة مطلقـاً عـن كـل سـفر بغيـر زوج أو محـرم ، وليسـت إلا اجتهـاد صحابـي ـ رضي الله عنه ـ خالـف فيـه اجتهـاده الأول ، فقـد ظـل عمـر ـ رضي الله عنه ـ يمنعهـن طيلـة مـدة خلافتـه حتـى السـنة الأخيـرة ....... إذن فقـد اجتهـد عمــر ـ رضي الله عنه ـ فمنــع ( 1 ) أخرجه البخـاري فـي صحيحـه عـن عبـد الرحمـن بـن عـوف ، فتـح البـاري / ج :4 / ص : 86 . وأمـا عـن عـدم نكيـر الصحابـة حينئـذ علـى أمهـات المؤمنيـن فـي السـفر إضافـة إلـى اجتمـاع عمـر وعثمـان وعبـد الرحمـن بـن عـوف ، معهـن بالموافقـة كمـا قالـه الحافـظ ابـن حجـر فـي الفتـح ؛ فـإن عـدم ذكـر نكيـر أحـد الصحابـة لا يـدل علـى عـدم وقوعــه ، خاصـة أن المسـألة خلافيـة منـذ زمـن الصحابـة ـ رضـوان الله عليهـم . فتـح الباري / ج : 4 / ص : 91 . سورة الأحزاب / آية : 53 . ملحوظة : ثـم إن السـفر الآن ومـا جـدَّ عليـه مـن أمـور القرصنـة والإجـرام كخطـف الطائـرات والبواخـر ، وأصبـح فـي أشـد الحاجـة وأمسهـا إلـى وجـود المحـرم مـع المـرأة أثنـاء السـفر ، بـل وتغيـر العوامـل الجويـة فـي البــر والبحـر ومـا قـد يعتـري المسـافر مـن مـرض أو وهـن أو خلافـه ، تحتـاج فيـه المـرأة المسـافرة إلـى سـند مـن المحـارم . وقـد يتسـاهل البعـض ويقولـون : مـاذا لـو سـافرت المـرأة فودعهـا المودعـون حتـى المينـاء الجـوي ـ المطـار ـ ثـم تركـب الطائـرة ، فيقابلهـا زوجهـا أو محـرم لها فـي مطـار البلـد الآخـر ..... نقـول : ومـاذا لـو تعبـت المـرأة فـي الطائـرة ، ومـاذا لـو خطفـت الطائـرة ، بـل وتحـدث لمثـل هـذه المخالفـات مـن الكـوارث والمصائـب مـا لـم يكـن فـي الحسـبان . فهـذه قصـة واقعيـة أليمـة جنـى أشـخاصها كارثــة لا تحتمـل ، فهـذا شـاب سـافر إلى بلــد عربـي ؛ ليسـاعد نفسـه فـي تزويـج نفسـه وبنـاء مسـتقبله ، ثـم عقـد زواجـه علـى إحـدى الفتيـات مـن بلـده فـي إحـدى أجازاتـه ، واتفـق مـع أهـل زوجتـه أنـه سيرسـل لهم فـور انتهائـه مـن تأثيـث شـقته فـي البلـد العربـي الـذي يعمـل بـه ليرسـلوا لـه بزوجتـه وسـينتظرها فـي المطـار . وسـافر الشـاب وأثـث شـقته ، وأرسـل لأصهـاره ليرسـلوا لـه زوجتـه العـروس ، فأرسـلوا إليــه خطابًا بموعـد سـفر ابنتهـم لكـي ينتظرهـا فـي نفـس اليـوم ، فاسـتلم الخطـاب أحـد زملائـه فـي عملـه ، فقـرأه ، وتكتـم الخبـر وفي يـوم وصـول الفتـاة العـروس قابلهـا زميـل زوجهـا ، وقـال : إن زوجهـا مشـغول مـع بعـض الأصدقـاء فـي إعـداد حفـل الـزواج وأرسـلني لآخـذك إليـه ومعـي علامـة علـى صـدق أقوالـي وهـي الخطـاب نفسـه الـذي أرسـلتموه مـن بلدكـم ، وصدقـت الفتـاة وركبـت معـه سـيارته ، فســار بهـا إلـى طريـق مقطـوع فـي جبـال هـذه البلـدة ، واغتصبهـا ، ثـم رمـى بهـا مـن سـيارته وهـي فـي أقصـى سـرعتها ليقتلهـا وتركهـا وعـاد ولم يعلـم الـزوج المسـكين بشـيء مـن ذلـك حتـى أرسـل أهـل زوجتـه يطمئنـون علـى ابنتهـم ... فكانـت المفاجـأة ... وذهـب يسـأل عـن اسـمها مـن بيـن الركـاب علـى متـن الطائـرة ..... فوجـد اسـمها مدرجًا بينهـم ... وجُـن جنونـه ... وأخـذ يبحـث فـي كـل أرجـاء البلـد والذئـب يتظاهـر بالبحـث معـه ، حتـى وجدوهـا مهلهلـة محطمــة فـي إحـدى المستشـفيات ولازالـت علـى قيـد الحيـاة وقـد ظـن الذئـب أنهـا ماتـت ، فانسـحب حينئـذ مـن بيـن الباحثيـن لتيقنـه مـن كشـف أمـره ... ثـم توالـت الأحـداث وقبـض عليـه ، وحوكـم وأقيـم عليـه الحـد . وكـل ذلـك مـن جـراء المخالفـات الشـرعية التـي يسـتهين بهـا النـاس ..... ويفلسـفون النصـوص لخدمـة أغراضهـم ونيـل مآربهـم . والله مـن وراء القصـد وهـو عليـم بـذات الصـدور . والمحــرم بالنسـبة للمـرأة : هـو رجـل يحـرم عليـه الـزواج منهـا تحريما مؤبدًا ، ومحـارم المـرأة ينشـأون من النسـب ، والرضـاع ، والمصاهـرة كالتالـي : محـارم المـرأة مـن النسـب سـبعة وهـم : 1 ـ الأب وإن عـلا . 2 ـ الابـن وإن نـزل . 3 ـ الأخ الشـقيق أو لأب ، أو لأم . 4 ـ ابـن الأخ الشـقيق أو لأب أو لأم وإن نـزل . 5 ـ ابـن الأخـت الشـقيقة أو لأب أو لأم وإن نـزل . 6 ـ العــم : وهـو العــم الشـقيق أو لأب أو لأم ، وعــم الأب الشـقيق أو لأب أو لأم ، وعـم الأم الشـقيق أو لأب أو لأم . محـارم المـرأة مـن الرضـاع : محـارم المــرأة مـن الرضـاع سـبعة كمحارمهـا مـن النسـب لقــول النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آلهوسلم ـ : " يحـرم مـن الرضـاع مـا يحـرم مـن النسـب " . رواه الجماعة إلا الترمذي عن عائشة ، والإمام أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس . 1 ـ أبـو الـزوج وإن عـلا . 2 ـ ابـن الـزوج وإن نـزل . 3 ـ زوج الأم وإن علـت . 4 ـ زوج البنـت وإن نزلـت . ـ مـن الموانـع الشـرعيـة : أن تلـد المـرأة ولا تسـتطيع إكمـال المناسـك أو يمــرض الرجــل أو المـرأة و لا يسـتطيعان إكمـال المناسـك ، فـإن كانـوا قـد أحرمـوا فعليهـم إهـراق دم كفديـة ..... إلا إذا اشـترطوا بـأن يقـول الحـاج : " اللهـم محلـي حيـث حبسـتني " فحينئـذ يحلـون ولا شـيء عليهـم . وهـذا الاشـتراط ينبغـي أن يكـون مـن كـل مـن يخشـى عـدم إكمـال المناسـك بعـد الإحـرام . رواه مسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : ونصـه : أن النبـي ـ صلى الله عليهوعلىآله وسلم ـ قـال لضباعـة : " حجـي ، واشـترطي أن محلـي حيث تحبسـني " ..... فقـه السـنة ( ج : 1 / ص : 588 ) ط / دار التـراث . ـ ومـن الموانـع الشــرعية : أن يقــوم المـرء علـى خدمـة مـن لا يسـتغني عنـه وليـس ثَـمَّ بديـل . ***************** |
#2
|
||||
|
||||
هيئــات الحــج ( أنواعـه ) ================== ومـن اعتمـر فـي غيـر أشـهر الحـج ، ثـم أهــل بالحـج دون عمـل عمـرة فـي أشـهر الحـج يُعـد مُفْـرِداً . 2 ـ التمتـع : وهـو أن يهـلَّ ( يعنـي يحـرم ) بالعمـرة فـي أشـهر الحـج ثـم يحـل مـن إحرامـه ..... ثـم يهـل بالحـج في يـوم الترويـة " الثامـن مـن ذي الحجـة " أو فـي يــوم عرفـة " التاسـع مـن ذي الحجـة " ..... وسُمـي بتمتـع لأن الحـاج يتمتـع بمـا كـان محظـوراََ عليـه بالإحـرام بعـد انتهـاء عمرتـه حتـى بدايـة مناسـك الحـج . والمتمتـع عليـه هـدي يذبحـه ..... فإن لـم يجـد فيصـوم ثلاثـة أيـام فـي الحـج وسـبعة إذا عـاد إلـى بلـده . 3 ـ القـارن : وهـو أن يهـلَّ بالحـج والعمــرة معـاً مـن عنــد الميقـات ..... فيقـول : لبيــك اللهـم حجـاً وعمـرةً ... أو لبيـك اللهـم بحـج وعمـرة . وفـي القـران تنـدرج أفعـال العمـرة فـي أفعـال الحـج فيتحـد الميقـات والفعـل فيجـزي عنهمـا ويشـترط للقـارن أن يسـوق الهـدي قبـل الميقـات . **************** -12- مناســك الحـــج والعمـــرة ==================== معنـى الحـج شـرعاََ : قصــدٌ مخُصــوص . فالشـرع لا يحيـلُ معانـي الألفـاظ اللغويـة وإنمـا يخصصهـا . الصــلاة فـي اللغــة : هــي الدعــاء . الصــلاة فــي الشــرع : دعـاءُُ مخصـوص بشـرائط مخصوصـة وبأركـان مخصوصـة . الصيــام فــي اللغــة : الإمســاك . الصيــام فــي الشــرع : إمســاك مخصـوص بشـروط مخصوصـة وأركـان مخصوصـة . الزكــاة فــي اللغـة : الطهــارة . الزكــاة فــي الشــرع : طهـارة مخصوصـة بأنصبـة مخصوصـة وبمقاديـر مخصوصـة . فالحـج فـي الشـرع قصـدُُ مخصـوص ....... فنحـن نخـرج مـن بلادنـا قاصديـن المسـجد الحـرام فـي وقـت مخصـوص . بمجـرد نهايـة شـهر رمضـان تبـدأ أشـهر الحـج . { الْحَـجُّ أَشْـهُرٌ مَّعْلُومَـاتٌ فَمَـن فَـرَضَ فِيهِـنَّ الْحَـجَّ ... } . سورة البقرة / آية : 197 . صفــة الحــج والعمــرة ================= أركـان الحـج : ========= الإحـرام ـ الوقـوف بعرفـة ـ طـواف الإفاضـة ـ السـعي . * مـن تـرك ركنـاً لـم يتـم نسكـه إلا بـه . -13- ========== الإحـرام مـن الميقـات ـ الوقـوف بعرفـة إلـى الليـل ـ المبيـت بمزدلفـة ـالمبيـت بمنـى ـ الرمـي ـ الحلـق أو التقصيـر ـ طـواف الـوداع لغيـر الحائـض أو النفسـاء . السـنة : ===== مثـل : الاغتسـال ـ صـلاة ركعتيـن للوضـوء ..... اسـتلام الحجـر الأسـود الرّمـل. الاسـتعداد للإحـرام : ============= يمكـن قـص الأظافـر وحلـق العانـة ونتـف الإبـط وذلـك ليـس بنسـك ولكـن لعدم اسـتطاعة فعـل ذلـك بمجـرد الإحـرام وقبـل التحلـل . |
#3
|
||||
|
||||
صفــة العمــرة =========== والاغتسـال عنـد الإحـرام سـنة فـي حـق الرجـال والنسـاء حتـى الحائـض والنفسـاء . ثـم يصلـي غيـر الحائـض والنفسـاء الفريضـة إن كـان وقـت فريضـة ، وإلا صلـى ركعتيـن ينـوي بهمـا سـنة الوضـوء ( حتـى لـو كـان غيـر معتـاد علـى صـلاة سـنة الوضـوء ) . ثـم يلبـس ثيـاب الإحـرام فيلبـس رداءً علـى النصـف الأعلـى مـن البـدن وإزاراً علـى النصـف الأسـفل مـن البـدن ... ونَعْـل أو أي شـيء تحـت الكعبيـن مثـل الحـذاء طالمـا بـدون رقبـة حتـى لو كـان بها خيـط وحتـى لو كانـت مفصَّلـة علـى القـدم أسـفل الكعبيـن ..... الكعبـان همـا العظمـان الناتئـان علـى جانبـي القـدم . ولا يلبـس شـيء علـى رأسـه ..... ولا حـرج إذا حمـل متاعَـه علـى رأسـه . وضــع الشـنطة علـى كتفــه لا شـيء فيـه ..... والحــزام لحفـظ النقــود لا شـيء فيـه ..... فهـذه -14- والأصـل فـي لبـس ثيـاب الإحـرام أنـه قبـل النيـة مباشـرة ، ولكـن لصعوبـة ذلـك أحيانـاً يمكـن ارتدائـه فـي أي مكـان يتيسـر فيـه ذلـك ( ولـو فـي البيـت ) . ونيـة الإحــرام لا يجـوز علـى الراجــح عندنـا ( الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ صفــة حجـة النبــي / ص : 49 ) إلا عنـد الميقـات ، أو قريبـاً منـه لمـن كـان فـي الطائـرة ( مثـلاً ) وخشـي أن تجـاوز بـه الميقـات ولمـا يحـرم 00 ولا يشـرع التلفـظ بالنيـة وإنمـا هـي بالقلـب فقـط . ثـم التلبيــة بعـد النيـة مباشـرة ، نبـدأ فـي التلبيـة بالنسـك الـذي ننـوي فعلـه ، ففـي العمرة : ( لبيـك اللهـم عمـرة محلـي حيـث حبسـتني لبيـك اللهـم لبيـك ..... لبيـك لا شـريك لـك لبيـك ، إن الحمـد والنعمـة لـك والملـك ، لا شـريك لـك ) . يرفـع الرجـل صوتـه بالتلبيـة ، والمـرأة تقـول بقـدر مـا يُسْـمِع مـن بجانبهـا . والتلبيـة : هـي إجابـة دعـوة الله تعالـى لخلقـه حيـن دعاهـم إلـى حـج بيتـه ، علـى لسـان خليلـه . والملبـي : هـو المستسـلم المنقـاد لغيـره ، كمـا ينقـاد الـذي لبَّـب وأخِـذ بلبتـه . والمعنـى : أنـا مجيبـك لدعوتـك ( يا رب ) ، مستسـلم لحكمـك ، مطيـع لأمـرك ، مـرة بعـد مـرة ، لا أزال علـى ذلـك ـ ذكـره شـيخ الإسـلام ـ رحمـه اللـه ـ فـي كتـاب ( حجـة النبـي للشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ ص : 55 ) . فـائــدة : ====== كثيـر مـن النـاس يظنـون أن المخيـط الممنـوع هـو كـل ثـوب خيـط سـواء علـى صـورة عضـو الإنسـان أم لا ، بـل كونـه مخيطـاً مطلقـاً ... وهـذا ليـس بصحيـح بـل المـراد بالمخيـط الـذي نهـي عـن لبسـه هـو مـا كـان علـى صـورة عضـو الإنسـان كالقميـص والفانلـة والجبـة والصدريـة والسـراويل وكـل مـا علـى صفـة الإنسـان محيـط بأعضائـه ، لا يجـوز للمحـرم لبسُـهُ ولـو بنسـج ( أي لـو صنعـت فانلـة بـدون أي خياطـة ، ولكنهـا محيطـة بالجسـم وعلـى صفتـه ، فإنـه لا يجـوز لبسهـا لأنهـا تعتبـر مـن المخيـط المنهـي عنـه ) . وكذلـك فـي حـق المـرأة نهيــت عـن لبـس المخيــط علـى الوجـه والكفيـن ، فـلا تتنقــب ولا تلبـس -15- وكذلـك كفيهـا تخفيهـا تحـت ملابسـها ( تحـت الخمــار ) عنـد وجـود الرجـال ..... ولا يجـوز أن تلبـس علـى يديهـا شـراب لأنـه محيـط باليـد فيعتبـر مخيطـاً . وأمـا الـرداء الموصـل لقصـره أو لضيقــه أو خُيـط لوجـود الشـق فيـه ، فهـذا جائـز ( فـي حـق الرجـال ولا يعتبـر مـن المخيـط المنهـي عنـه ) . ـ والإحــرام يكـون فـي مكـان معيـن وبكـلام معيـن وبـه تَحْــرُم عليـه أشـياء كانـت لـه حـلالاً . ( مثـل : مباشـرة امرأتـه ـ لبـس المخيـط للرجـل ـ الانتقـاب ولبـس القفازيـن للمـرأة ـ التطيـب ـ تَعَمَّـد قطـع الشـجر والنبـات وقتـل الحشـرات ) . ـ وينبغـي للمحــرم أن يكثــر مـن التلبيـة خصوصـاََ عنـد تغيـر الأحـوال والأزمـان ، مثـل : أن يعلـو مرتفعـاً أو ينـزل منخفضـاً أو يُقبـل الليـل أو النهـار . قـال الشـيخ محمـد بـن صالـح العثيميـن ـ رحمه الله ـ : ====================================== والتلبيـة مشـروعة فـي العمـرة مـن الإحـرام إلـى أن يبـدأ الطـواف . فـإذا دخـل المسـجد الحـرام قـدَّمَ رجلـه اليمنـى وقـال أدعيـة دخـول المسـجد مثـل : بســم الله والصـلاة والسـلام علـى رسـول الله ، اللهـم اغفــر لـي ذنوبـي وافتـح لـي أبـواب رحمتـك ..... أعـوذ باللــه العظيـم وبوجهـه الكريـم وبسـلطانه القديـم مـن الشـيطان الرجيــم . ( حسـن ـ رواه أبـو داوود ) ( 1 ) اسـتلم الحجـر أو الركـن أي : مسـحه بيـده 0 وهـو سـنة فـي كـل طـواف . فائـــدة : ====== التسـمية عنـد الطـواف وقبــل التكبيــر وردت موقوفــة علـى ابـن عمــر ـ رضي الله عنهما ـ أو بعـض -16- * ثـم يشـرع فـي الطـواف ، فـإذا بلـغ الركـن اليمانـي اسـتلمه مـن غيـر تقبيــل فـإن لـم يتيسـر فـلا يزاحـم عليـه ولا يشـار إليـه عـن بُعــد . ( كتــاب حجــة النبــي ) . فائـــدة : ====== والدعـاء المعـروف بيـن النـاس الـذي يقـال بيـن الركـن اليمانـي والحجـر الأسـود ( ربنـا آتنـا فـي الدنيـا حسـنة وفـي الآخـرة حسـنة وقنـا عـذاب النـار ) ..... ( صححـه الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ صحيـح أبـي داود . الوجيــز / ص : 244 ) دون : ( اللهـم إنـي أسـألك العفـو والعافيـة فـي الدنيـا والآخـرة ) . يظـن البعـض أن اسـتلام الحجـر والركـن اليمانـي للتبـرك بهمـا ، وليـس تعبـد لله سـبحانه وتعالـى ... والصحيـح أنه عبـادة وتعظيـم لله تعالـى ، قـال عمـر بـن الخطـاب ( إنـي لأعلـم أنـك حجـر لا تضـر ولا تنفـع ولـولا أنـي رأيـت النبــي ـ صلـى الله عليـه وعلـى آلـه وسـلم ـ يقبلـك مـا قبلتـك ) . * وكلمـا مـر بالحجـر الأسـود كبـر ويقـول في بقيـة طوافـه ما أحـب مـن ذكـر ودعـاء وقـراءة قـرآن ..... فإنمـا جُعِـلَ الطـواف بالبيــت والسـعي بيـن الصفــا والمـروة ورمـي الجمـار لإقامـة ذكـر الله . * وفـي هـذا الطـواف ( طـواف القـدوم ) ينبغـي للرجـل أن يفعـل شـيئيـن : 1 ـ الاضطبـاع : وهـو أن يجعــل وسـط ردائـه داخــل إبطــه الأيمـن وطرفيـه علـى كتفــه الأيسـر ( ويمكـن أن يربـط الطرفيـن ببعضهمـا أو يثبتهمـا بدبـوس ) . ويسـتمر الاضطبـاع من ابتـداء طـواف القـدوم إلـى انتهائـه ، فـإذا فـرغ مـن الطـواف أعـاد ردائـه إلى حالتـه قبـل الطـواف ، لأن الاضطبـاع محلـه طـواف القـدوم فقـط ، فـلا يضطبـع فـي أي طـواف آخـر . والاضطبـــاع لـه علــة : كـان لإظهـار قــوة المسـلمين للمشـركين فـي عمـرة القضيـة ....... فالمشـركون كانـوا جالسـون حـول الكعبــة فـأراد الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أن يبيـن للمشـركين أننـا أقويـاء ، أي أظهـروا سـواعدهم ليظهـروا للمشـركين قـوة المسـلمين رغـم قدومهـم مـن سـفر . 2 ـ وكذلـك شُـرِعَ الرَّمَـل : وهـو فـي الأشـواط الثلاثـة الأولـى فقـط كاملـة وهـو سـنة . ولعـل هـذا يذكّـر المسـلمين أن يعـودوا لقوتهـم . والرَّمَـل مشـي سريـع مـع مقاربـة الخطـوات . وأمـا الأشـواط الأربعـة الباقيـة فليـس فيها رَمَـل ، وإنمـا يمشـي كعادتـه . -17- المقـام بينـه وبيـن الكعبـة . * ثـم يصلـي ركعتيـن يقـرأ في الأولـى الكافـرون وفـي الثانيـة الإخـلاص ... وذلك بعـد الفاتحـة . * ثـم يذهـب إلـى زمـزم فيشـرب منهـا ويصـب علـى رأسـه ... " زمـزم طعـام طُعْـم وشـفاء سُـقْم " . وصحـح ابـن حجـر حديـث : " زمـزم لمـا شُـرب لـه " . دعـاء ابـن عبـاس ـ رضـي الله عنهمـا ـ عنــد الشـرب مـن زمـزم ( اللهـم ارزقنـي علمـاً نافعـاً ورزقـاً واسـعاً وشـفاءً مـن كـل داء ) موقـوف علـى ابـن عبـاس . * ثـم يرجـع إلـى الحجـر الأسـود ويقـول الله أكبـر ويقبلـه أو يلمسـه بعصـا أو يشـير إليـه مـن علـى بُعْـد . فوائــد : ===== الحِجْـر المعـروف بحِجْـر إسـماعيل ليـس لـه أيـة علاقـة بإسـماعيل ، ولكنـه مـن قواعـد البيـت العتيـق ، ولابـد لصحــة الطـواف حـول البيـت أن يكـون الطــواف خـارج الحِجْـر وليـس داخلـه . ـ لابـد للطـواف الصحيــح أن يكـون البيـت يسـار الطائــف وليـس عـن يمينــه أو أمامـه أو خلفـه . ـ اسـتلام الأركـان الأربعـة بدعـة ، وإنمـا يُسـتلم الحَجَـر والركـن اليمانـي فقـط . ـ الحـرص علـى أن تكـون بدايـة الطـواف من عنـد الخـط الأسـود بالأرض ، مـع مواجهـة الحَجَـر بالجسـم كليــة أثنـاء التَّلفـظ بـ ( الله أكبـر ) فقـط مـع رفـع اليـد اليمنـى ، وذلـك فـي كـل الأشـواط ... ثـم الاسـتدارة قليـلاً لتكـون الكعبـة علـى يسـاره ثـم يطـوف . ـ تخصيـص كـل شـوط مـن أشـواط الطـواف بدعـاء معيـن خطـأ . * ثـم يخـرج إلـى المسـعى : فـإذا دنـا مـن الصفـا قـرأ ( إن الصفـا والمـروة مـن شـعائر الله ) نبـدأ بمـا بـدأ الله بـه ..... وذلـك يكـون فـي حـال الاتجـاه إلـى الصفـا فـي البدايـة فقـط . ثـم يرقـى علـى الصفـا حتـى يـرى الكعبــة أو يكـون فـي اتجاههـا ثـم يرفـع اليديـن للدعـاء : الحمــد لله ..... لا إله إلا الله وحــده لا شـريك لـه ..... لـه الملـك ولـه الحمـد وهـو علـى كـل شـيء قديـر ..... لا إله إلا الله وحـده أنجـز وعـده ونصـر عبـده وهـزم الأحـزاب وَحْـدَه . يكـرر ثـلاث مـرات ( دعــاء مسـنون ) ... ويدعـو بينهـم بمـا شــاء ( دعـاء مطلـق ) ... ويجـزئ الوقـوف علـى جـدور الجبـل عـن صعـوده ... -18- ============= الأحـزاب هـم الذيـن تآمـروا علـى هزيمـة المسـلمين وتحزبــوا لذلـك ، والله هــزم الأحـزاب الأوليـن ، وهـوقـادر علـى أن يهـزم الأحــزاب الآخريـن ، الذيـن يتحزبـون ضـد المسـلمين ، ومـا أكثرهـم فـي زماننـا هـذا . * بعـد أن يقـول هـذا الذكـر للمـرة الثالثـة ينـزل مـن الصفـا إلى المـروة ماشـياََ فإذا بلـغ العلـم الأخضـر أو الميـل الأخضــر ركـض ركضـاً شـديداً ( أي يهـرول ) ويسـعى سـعى المجْهَــد الـذي يبحـث عن حاجتـه متمثـلاً هاجـر وهـي تسـعى بحثـاََ عـن حاجتهـا ..... ولا يـؤذي الآخريـن ..... فـإذا بلـغ العلـم الأخضـر الثانـي ( الميـل الأخضــر الثانـي ) مشـى كعادتــه إلـى أن يصـل إلـى المـروة . ( ونعتبـر ونعلـم أن كـل مـن أطـاع الله لـن يضيعـه الله تعالـى ، حتـى وإن اشـتدت بـه الأمـور ... فـإن مـع العسـر يسـرا ) . فيرقـى المـروة ويسـتقبل القبلـة ويرفــع يديـه ويقـول مـا قالـه مـن دعـاء ( دعـاء فقـط دون قـرآن ) علـى الصفـا ثـم ينـزل مـن المـروة إلـى الصفــا فيمشـي فـي موضــع مشـيه ويسـعى في موضـع سـعيه فـإذا وصـل الصفـا فعـل كما فعـل أول مـرة وهكـذا المـروة حتـى يكمـل سـبعة أشـواط ذهابـه من الصفـا إلـى المـروة شـوط ، ورجوعـه مـن المـروة إلـى الصفـا شـوط آخـر ، ويقــول فـي سـعيـه مـا أحـب مـن ذكــر ودعـاء وقـراءة قـرآن ..... فـإذا أتـم سـعيه سـبعة أشـواط حلـق رأسـه إن كـان رجـلاََ وإن كانـت امـرأة فإنهـا تقصـر مـن كـل قـرن أنملـة ويجـب أن يكـون الحلـق شـاملاََ لجميـع الرأس وكذلـك التقصيـر يعـم به جميـع جهـات الـرأس ... والحلـق أفضـل مـن التقصيـر إلا أن يكـون وقــت الحـج قريبـاََ بحيـث لا يتسـع لنبـات شـعر الـرأس فـإن الأفضـل التقصيـر ليبقـى الـرأس للحلـق فـي الحـج . وبهـذه الأعمـال تمـت العمــرة ، ثـم بعــد ذلـك يحـل منهـا إحـلالاََ كامـلاََ ويفعـل كـل مـا يفعلـه المُحِلُّـون مـن اللبـاس والطيـب وإتيـان النسـاء وغيـر ذلـك . |
#4
|
||||
|
||||
الحــــــج ========= فائـــدة : ======= عنـد الإحـرام نتوقـع أنـه قـد يحـدث شـيء أثنـاء الإحـرام ( حابـس ) يمنـع الحـاج مـن مواصلـة المناسـك ( مثـل غيبوبـة سـكر ـ إغمـاء ـ هبـوط الـدورة الدمويـة ـ ضيـاع مالـه ..... فيسـتحيل مـع هــذا العـارض أن يكمــل المناسـك ) ..... فـإذا تحلـل يلزمـه دم ( أي يذبـح هديـاً ) . وليتقـي هـذا الأمـر : أثنـاء الإحـرام يشـترط فيقـول : ( لبيــك اللهـم حجـاً " أو عمـرة " محلـى حيـث حبسـتني ) . ( أي مكـان إحلالـي حيـث قـدَّرْتَ لـي مـا يحبسـني عـن إكمـال النسـك ) ... أو يقـول مـا يفيـد هـذا المعنـى . فـإذا حبسـه حابـس تحلـل حيـث حُبـس ولا يلزمـه شـيء ( أي لا يلزمـه كفـارة ـ دم ) . وإن لـم يكـن خائفـاََ مـن عائـق لـم يَشْـتَرِط . ويكمــل التلبيـة : لبيـك اللهـم لبيـك ..... لبيـك لا شـريك لـك لبيـك ..... إن الحمـد والنعمـة لـك والمُلـك ... لا شـريك لـك ... وتسـتمر التلبيـة إلـى رمـي جمـرة العقبـة . الصحابـة كانـوا يلبـون حتـى تبـح أصواتهـم . ثـم يخـرج إلـى مِنـى فيصلـي بهـا الظهــر والعصــر والمغـرب والعشـاء والفجــر قصـراً مـن غيـر جمـع ... فإذا طلعـت الشـمس يـوم عرفـة سـار مـن مِنـى إلـى عرفـة فنـزل بمسـجد نمـرة إلـى الـزوال ( الـزوال : أي زوال الشـمس عـن كبــد السـماء أي وقـت الظهـر ) ..... إن تيسـر لـه وإلا فـلا حـرج لأن النـزول بنمـرة سـنة . فائــدة : ===== إذا وصـل الحـاج إلـى عرفــة قبــل فجــر يـوم النحـر ( 10 ذو الحجـة ) صحـت حجتـه ـ وذلـك عنـد الاضطـرار ـ أمـا إذا وصـل بعـد الفجـر فـلا حـج لـه . -20- فإن حصـل له ملـل وأراد أن يسـتجم بالتحـدث مـع أصحابـه بالأحاديـث النافعـة أو قـراءة مـا تيسـر مـن الكتـب المفيـدة خصوصـاً فيمـا يتعلـق بكـرم الله وجزيـل هباتِـه ليُقـوِىَ جانـب الرجـاء فـي ذلـك اليـوم كـان ذلـك حسـناً ، ثـم يعــود إلـى التضـرع إلـى الله ودعائـه ويحـرص علـى اغتنـام آخـر النهـار بالدعـاء فـإن خيـر الدعـاء دعـاء يـوم عرفـة . فالتلبيـة هـي القاعـدة العريضـة ومعهـا مـا تشـاء مـن الخيـر ( الدعـاء ـ قـراءة القـرآن ) فلـو أراد النـوم فـلا حـرج . أقبـل علـى الله بكـل جوارحـك . فإذا غربـت الشـمس سـار إلـى المزدلفـة . ويجـب الحـرص علـى النـزول داخــل حـدود مزدلفـة ..... فـإذا وصلهـا صلـى المغـرب والعشـاء جمعـاََ وقصـراً ( جمـع تأخيـر ) . وإن كـان يخشـى أن لا يصـل إلـى مزدلفـة إلا بعـد نصـف الليـل فإنـه يصلـي ولـو قبـل الوصـول إلـى مزدلفـة ..... ولا يجـوز أن يؤخــر الصـلاة إلـى مـا بعـد نصـف الليـل . نصـف الليــل : نحســب عـدد السـاعات مـن المغــرب إلـى الفجــر ÷ 2 + توقيـت أذان المغـرب ..... ويبيـت بمزدلفـة ..... ولا يصـح الاكتفـاء بالمـرور بمزدلفـة ، وإنما لابـد من النـزول بهـا ، فـإن السـنة ( سـنة واجبــة ) تقتضـي المبيـت بمزدلفـة . ورخـص النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ للضعفـة من النسـاء أن يذهبـوا مـن مزدلفـة إلـى مِنـى بالليـل لحديـث أسـماء أنهـا كانـت ترْقُـب غـروب القمــر ثـم تدفــع إلـى مِنـى ... وهـذا هو الوقـت المسـموح بالانصـراف بعـده ـ لا قبلـه ـ وغـروب القمـر بليـل العاشـر من ذي الحجـة يكـون عـادة بعـد منتصـف الليـل 0 ( ولا تُرمـى الجمـار إلا في الوقـت المحـدد لذلـك علـى الراجـح ) . ومن الخطـأ تخصيـص المزدلفـة بجمـع الحصـى منهـا وإنمـا يمكـن جمعـه مـن أي مكـان آخـر . فيبيـت بمزدلفـة ، فإذا تبيـن الفجـر صلـى الفجـر مبكـراً بـأذان وإقامـة ثم قصـد المشـعر الحـرام ( وهـو الآن مكـان المسـجد ) فوحَّــدَ الله وكبــره ودعـا بمَـا أحــب حتـى يُسْـفِر جـداً ، وإن لـم يتيســر لـه لذهـاب إلـى المشـعر الحــرام دعـا فـي مكانـه ويكـون حـال الذكــر والدعـاء مسـتقبلاً القبلــة رافعًـا -21- مكـان كـان خـاص بالكفـار فـي يـوم مـا ) قــال ابـن القيـم : و مُحَسَّـر بـرزخ بيـن مِنـى ومزدلفـة . ( وفـي صحيـح مسـلم والنسـائي عـن الفضـل بـن عبـاس أن مُحَسَّـر مـن مِنـى ) . وسُـمِ بذلـك لأن فيـل أصحـاب الفيـل حُسِـرَ فيـه ، أعيـىَ وكـلّ . قـال النـووي : فهـي سـنة مـن سـنن السـير فـي ذلـك الموضـع . قـال ابـن القيـم : وهـذه كانـت عادتـه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فـي المواضـع التـي نـزل فيهـا بـأس الله باعدائــه ، و كذلـك فعــل فـي سـلوكه الحِجْــر ، وديـار ثمــود ، تَقَنَّـعَ بثوبـه وأســرع السـير ( حجـة النبـي / ص : 78 ) . فائـــدة : ====== الرســول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أتـى المزدلفــة فصلـى بهـا المغـرب والعشـاء ، بـأذان واحـد وإقامتيـن ( جمـع تأخيـر ) ولم يسـبح بينهمـا شـيئاً . ( جمـع وقصـر ) ( يسـبح أي يتنفـل ) ثـم اضطجـع ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ حتـى طلـع الفجـر ..... فصلـى الفجـر بـأذان وإقامـة . قـال ابـن القيـم : ولم يُحْيِـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ تلـك الليلـة ، ولـم يصـح عنـه فـي إحيـاء ليلتـي العيديـن شـيء . ثـم ركـب القصـواء حتـى أتـى المشـعر الحـرام فرقـى عليـه ـ فاسـتقبل القبلـة ودعـاه سـبحانه . والمـراد بالمشـعر الحـرام : هـو جبـل معـروف فـي المزدلفـة يسـمى قـزَح . وقـال جماهيـر المفسـرين و أهـل السـير والحديـث : المشـعر الحـرام جميـع المزدلفـة ـ النـووي حجـة النبـي / ص : 76 . فـإذا وصـل إلـى مِنـى ـ وذلـك صبيحـة اليـوم العاشـر مـن ذي الحجـة وهـو يـوم النحـر عليـه : 1 ـ رمـى جمـرة العقبـة الكبـرى . 2 ـ نحـر أو ذبـح الهَـدْي . 3 ـ حلـق الـرؤوس أو تقصيرهـا . 4 ـ الطـواف بالكعبـة ( طـواف الإفاضـة ) والسـعي . والسـنة يكــون ترتيبهـا هكـذا ..... ولكـن إن خالـف ترتيبهـا جــاز ولا فديـة ..... ويكـون قـد جمـع حصيـات مـن أي مكـان ..... ويكـون مثـل حصـى الخـذف ، أي حجمهـا ما بيـن الحُمصـة والفـول ، وعددهـا : -22- 7 + 7 + 7 = 21 حصـاة لليـوم الثانـي . 7 + 7 + 7 = 21 حصـاة لليـوم الثالـث . 7 + 7 + 7 = 21 حصـاة لليـوم الرابـع . ــــ الإجمـالــي : 70 حصـاة فيجمـع عـدداً أكبــر مـن ذلـك لتعويـض الـذي يُفْقَـد ، فـإذا وقعـت حصـاة لا يَنْحَنِـي لالتقاطهـا ، ولكـن يتركهـا خـوف الهـلاك من الزحـام ، فـإذا وصـل مِنـى ، رمـي جمـرة العقبـة وهـي الأخيـرة ممـا يلـي مكـة ... بسـبع حصيـات متعاقبـات واحـدة بعـد الأخـرى يكبـر مـع كـل حصـاة . فإذا فـرغ ذبـح هديَـه ، ثـم حلـق رأسَـهُ إن كـان ذكـراً وأمَّـا المـرأة فحقهـا التقصيـر ... ثـم ينـزل إلـى مكـة فيطـوف ويسـعى للحـج . * بعـض النـاس يقولـون عـن الجمـرات أنهـا الشـيطان ، لا ... ولكنهـا صخـرة لا تضـر ولا تنفـع ولكنـه نسـك قـد يكـون لـه معنـى ولكننـا نفعــل كمـا فعــل رسـولنا ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لأنـه قــال : ( خـذوا عنـي مناسـككم ) 0 وهنا تنبيهـات من كتـاب حجـة النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ للشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ ص : 80 . 1 ـ لا يجـوز الرمـي يـوم النحـر قبـل طلـوع الشـمس ، ولو من الضعفـة والنسـاء الذيـن يرخـص لهـم أن يرتحلـوا من المزدلفـة بعـد نصـف الليـل . ( وفـي ذلـك خـلاف 0 ينظـر بكتـب الفقـه ) . 2 ـ هنـاك رخصـة بالرمـي فـي هـذا اليـوم بعـد الـزوال ( أي الظهـر ) ولو إلـى الليـل ، فيسـتطيع أن يتمتـع بهـذه الرخصـة من يجـد المشـقة فـي الرمـي ضحـى ، لحديـث ابـن عبـاس قـال : كـان النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يُسْـأل يـوم النحـر بمِنـى ، فيقـول : " لا حـرج " ،فسـأله رجـل فقـال : حلقـت قبـل أن أذبـح ؟ ..... قـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " اذبـح لا حـرج ..... قـال رميـت بعـد مـا أمسـيت ..... فقـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " لا حـرج " . رواه البخاري . واعلـم أنـه لا مانـع مـن رمـي الجمـرات بحصيـات قـد رُمِـيَ بهـا . وعليـه يمكنـه أن يطـوف بملابسـه العاديـة ويخلـع ملابـس الإحـرام لأنه تحلـل مـن الإحـرام تحلـلاً أصغـراً ..... لكـن إذا طـاف بالكعبـة ( الإفاضـة ) قبــل أن يرمـي جمــرة العقبــة ـ لا يكـون مُحِـلاً إلا -23- ثـم يصلـي بحيـث يجعـل مقـام إبراهيـم بينـه وبيـن الكعبـة بالكيفيـة السـابق ذكرهـا . ثـم الشـرب مـن بئـر زمـزم ----> ثـم الاتجـاه إلـى الحجـر الأسـود والتكبيـر مع التزامـه ..... ثـم الذهـاب إلـى الصفـا والمـروة ويفعـل مـا فعـل فـي السـعي الأول ( فـي العمـرة ) . وبعـد ذلـك الطـواف ... أصبحـت امرأتـه حـلالاً لـه ( لأن بالطـواف أتـم الخمسـة أعمـال المطلـوبة فـي يـوم النحـر ) انتهـى الآن مـا يجـب علـى الحـاج فـي اليـوم العاشـر . يرجــع بعـد ذلـك إلـى مِنـى حيــث يقيــم أيـام التشـريق ( 11 ـ 12 ـ 13 ) وهـي أيـام أكـل وشـرب وذكـر الله عـز وجـل . وليـس عليـه فـي أيـام التشـريق شـيء إلا أن يرمـي الجمـرات الثلاثـة ، كـل يـوم يبـدأ بالصغـرى ثـم الوسـطى ثـم جمـرة العقبـة الكبـرى التـي رماهـا يـوم النحــر ، فيرمـي الجمـرات الثـلاث إذا زالـت الشـمس ( أي بعــد أذان الظهــر ) فـي يومـي ( 11 ـ 12 ) والأفضــل أن يذهــب للرمـي ماشـياً وإن ركـب فـلا بـأس ، فيرمـي الجمــرة الأولـى ( الصغـرى ) وهـي أبعــد الجمـرات عـن مكـة وهـي التـي تلـي مسـجد الخيـف بسـبع حصيـات متعاقبـات واحـدة بعـد الأخـرى ويكبـر مـع كـل حصـاة ثـم ( بعـد السـبع حصيـات ) يتقــدم قليـلاً ويدعـو دعـاء طويـلاََ بمـا أحـب ، فـإن شـق عليـه طـول الوقـوف والدعـاء دعـا بمـا يسـهل عليـه ولـو قليـلاً ليحصـل السـنة . ثم يرمـي الجمـرة الوسـطى بسـبع حصيـات متعاقبـات يكبـر مـع كـل حصـاة ثم يأخـذ ذات الشـمال فيقـف مسـتقبلاً القبلـة رافعـاً يديـه ويدعـو دعـاء طويـلاً إن تيسـر له وإلا وقـف بقـدر ما تيسَّـر ثـم يرمـي جمـرة العقبـة بسـبع حصيـات متعاقبـات يكبـر مـع كل حصـاة ثـم ينصـرف ولا يدعـوبعدهـا ..... فـإذا أتـم رمـي الجمـار فـي اليـوم الثانـي عشـر فـإن شـاء تَعَجَّـل ونـزل مـن مِنـى ..... وإن شـاء تأخـر فبـات بهـا ليلـة الثالـث عشــر ورمـى الجمـار الثـلاث بعـد الـزوال كمـا سـبق والتأخـر أفضـل . ولا يجـب عليـه التأخـر لليـوم الثالـث عشـر إلا إذا غربـت الشـمس فـي اليـوم الثانـي عشـر وهـو بمِنـى ..... فإنـه يلزمـه التأخـر حتـى يرمـي الجمـار الثـلاث بعـد زوال اليـوم الثالـث عشـر . فالمبيـت بمِنـى ليلتـي ( 11 ـ 12 ) واجـب ، وبعـض النـاس يبيتـون خارجهـا لعدم وجـود أماكـن ، فلـو فـرض ولـم يوجـد أماكـن فـي خيـام الحجـاج بمِنـى للمبيـت معهـم ، فلا يذهـب الحـاج إلـى مكـة أو العزيزيـة للمبيـت ، ولكـن يظــل بمِنـى مُلاصقـاً لآخــر خيمـة مـن خيـام الحجـاج ( مثـل مـا يحـدث فـي صفـوف الصـلاة الجماعيـة فـي المسـاجد ) . -24- ولا حـرج لمـن يريـد النـزول فـي مكـة فـي هـذه الأيـام ولكـن المبيـت يكـون بمِنـى وإقامتـه ... ولـو نـزل مكـة يكـون نزولـه عارضـاً ( يصلـي مثـلاً فـي الحـرم ) . وبهـذا يكـون حَجُّـه انتهـى . فـإذا أراد الخــروج إلـى بلـده ـ ( سـواء كانـت بلدتـه هـذه داخـل المملكـة العربيـة السـعودية أو خارجهـا ..... المهـم يرتحـل مـن مكـة ) ـ ..... لـم يخـرج حتـى يطـوف للـوداع . لقـول النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ( لا ينفـرنَّ أحـد حتـى يكـون آخــر عهـده البيـت ) ، ولا سـعي . إلا أنـه خُفـف عـن الحائـض ، فالحائـض والنفسـاء ليـس عليهمـا وداع ، ولا ينبغـي أن تقفـا عنـد بـاب المسـجد الحـرام للـوداع . ويقـول شـخص لا نولـي الكعبـة ظهورنـا حتـى لا يكـون ذلـك آخـر عهدنـا بالكعبـة ... هـذا اعتقـاد باطـل . والحـق إننـا نخـرج مـن المسـجد الحـرام كما نخـرج مـن أي مسـجد ، ومـن الخطـأ عـدم الحـرص على جعـل الطـواف آخـر عهـد النـاس بالبيـت ، ولا يتنافـى مـع ذلـك تجهيـز أو تحضيـر أو شـراء الضروريـات المرتبطـة بعمليـة إتمـام أو تيسـير السـفر . أمـا التسـوق وشـراء الهدايـا ومـا ليـس لـه علاقـة بعمليـة السـفر ، فـلا يجـوز القيـام بـه ، أو بأي مجهـود آخـر ، أو نشـاطات أخـرى مشـابهة بعـد إتمـام طـواف الـوداع . |
#5
|
||||
|
||||
زيـــارة المسـجد النبـوي بالمدينـة المنـورة ============================== ولكـن إذا أردنـا الذهـاب إلى المدينـة لأنهـا فرصـة ..... أي قربنـا منها أثنـاء أداء العمـرة أو الحـج فلا حـرج ، ولكـن نتوجـه إلـى المدينـة بنيـة زيـارة المسـجد النبـوي ( لا القبــر ) والصـلاة فيـه لأن الصـلاة فيـه خيـر مـن ألـف صـلاة فيمـا سـواه إلا المسـجد الحـرام . ولقـول الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ( لا تشــد الرحــال إلا لثــلاث مسـاجد منهـا المسـجد النبـوي ... ) فإذا وصلـت المسـجد النبـوي فصـلَّ فيـه ركعتيـن تحيـة المسـجد أو صـلاة الفريضـة إن كانـت قـد أقيمـت ..... وإذا أردنـا الدعـاء فيـه يكــون ذلـك ونحـن متوجهيـن إلـى القبلـة ( لا إلـى القبـر النبـوي ) وآداب دخولـه مثـل أي مسـجد أي بالقـدم اليمنـى مع دعـاء دخـول المسـجد . * ثـم اذهـب إلـى قبــر النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فقـف أمامـه وسـلم عليـه . ولا توجـد أي مَزَارَات فـي المدينـة كَسُـنَّة ، غيـر مسـجد قبـاء ، فكـان الرسـول ـ صلى الله عليه وعلىآله وسلم ـ يتكلـف الذهـاب إليـه والصـلاة فيـه ..... فيمكنـك الذهـاب إليـه والصـلاة فيـه كسـنة ..... أما زيـارة أي أماكـن أخـرى بالمدينـة مثـل البقيـع ـ وأُحـد ... فتكـون علـى أنها سـياحة وتعـرّف علـى الأماكـن وليسـت سُـنّة ..... وإذا كانـت قبــور مثـل البقيــع وأُحـد فنقــول أدعيـة زيـارة القبـور والسـلام عليهـم ( الأدعيـة فـي كتـاب الجنائـز للشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ ) . |
#6
|
||||
|
||||
ملاحظـــات عامــة علـى الحــج ======================== § يصلـي المُحْـرِمُ إذا دخـل المسـجد الحـرام تحيــة المسـجد ركعتيـن ، وإمـا الطـواف ثـم الصـلاة خلـف المقـام . § مــن الأخطـــاء : ============ مـا اسـتفاض علـى ألسـنة العـوام أن وقفــة عرفـة يـوم الجمعـة تعـدل اثنتيـن وسـبعين حجـة ، وأصـل هـذه البدعـة حديـث موضـوع . * إتمـام الصـلاة للمنفـرد ، والصـواب القصـر . فالقصـر واجـب فـي السـفر، والجمـع رخصـة . والرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لـم يصـل نوافـل فـي السـفر عـدا : سـنة الفجـر والوتـر فقـط ، وكذلـك الضحـى ، والنفــل المطلـق وذلـك ليـس علـى الوجــوب ، ولكـن علـى سـبيل الاسـتحباب ..... ( فيمـا عـدا المزدلفـة لـم يفعـل بهـا شـيئاً مـن النوافـل مطلقـاً ) . § ومـن الأخطــاء : =========== ـ اسـتباحتهـم المـرور بيـن يـدي المصلـي فـي المسـجد الحـرام . ـ مـن الخطـأ رمـي الذبيحـة بعـد ذبحهـا ( فكلـوا منهـا وأطعمـوا البائـس الفقيــر ) ..... الإطعـام واجـب والأكـل منهـا ليـس بواجـب . ـ مـن الخطـأ الحـرص علـى الاسـتحمام ، أو غسـل الملابـس ، أو الكفـن بمـاء زمـزم . والصـواب الشـرب وصـب مـاء زمــزم على الـرأس ..... والشـرب يكـون علـى ثلاثـة أنفـاس ، ويبـدأه -27- فائــــدة : ======= مشـروع الراجحـي ..... لذبـح الهـدي ..... جائـز شـرعاً . |
#7
|
||||
|
||||
ملخــص العمـرة =========== ========== الإحــرام ـ الطــواف ـ الســعي ـ التحلــل . 1 ـ واجبــات العمـــرة : ============= الإحـرام مـن الميقـات ـ الحلـق أو التقصيـر ـ طـواف الـوداع لغيـر الحائـض أو النفسـاء . * سـنن العمـــرة : =========== الاغتسـال قبـل الإحـرام ـ الصـلاة ـ اسـتلام الحجـر الأسـود ـ الرمـل ـ الاضطبـاع ... صفــة العمــرة : ============ ـ الاغتســال ثــم الصــلاة . ـ ثـم لبـس الإحـرام . ـ ثـم النيـة : ( عنـد الميقـات أو قبلـه بقليـل ) محلهـا القلـب . ـ ثـم التلبيـة : التلبيـة بالنسـك المـراد فعلـه ( لبيـك اللهــم عمـرة " فإن حبسـني حابـس فمحلـي حيـث حبسـتني " لبيـك اللهـم لبيـك ، لبيـك لا شـريك لـك لبيـك ، إن الحمــد والنعمـة لـك والملـك ، لا شـريك لـك ) ويكثـر مـن التلبيـة ومـن ذكـر الله حتـى يصـل إلـى البيـت الحـرام . ـ ثــم الطــواف : =========== 7 أشـواط ويسـمى طـواف القـدوم . خطـوات الطـواف : ============ اسـتلام الحجـر بيـده اليمنـى وتقبيلهـا مـع قولـه الله أكبـر . " الاضطبـاع " للرجـال فـي السـبع أشـواط . " الرَّمـل " في الثلاثـة أشـواط الأولـى فقـط وذلـكخـاص بالرجـال فقـط . -29- ثـم يجعـل مقـام إبراهيـم بينـه وبيـن الكعبـة ويقـرأ ( واتخـذوا مـن مقـام إبراهيـم مصلـى ) ثـم يصلـي ركعتيـن ( الكافـرون ـ الإخـلاص ) . ثـم يذهـب إلـى زمـزم ..... فيشـرب منهـا ، ويصـب علـى رأسـه . ثـم يرجـع إلـى الحجـر الأسـود ..... ويقـول الله أكبـر ويقبلـه إذا تيسـر . ـ ثــم الســعي : ========= فـإذا دنـا مـن الصفـا قـرأ ( إن الصفــا والمـروة مـن شـعائر الله ) ويقــول : نبــدأ بما بـدأ الله بـه ..... وذلـك فـي أول السـعي فقـط أي مـرة واحـدة فقـط . ثـم يرقـى علـى الصفـا حتـى يـرى الكعبــة ، أو يكـون فـي اتجاههـا ، ويجـزئ الوقــوف علـى أصـول الجبـل . ثـم يرفـع يديـه للدعـاء ويقـول : الحمــد لله لا إلـه إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، لـه الملـك ولـه الحمـد وهـو علـى كـل شـيء قديـر ، لا إلـه إلا الله وحـده أنجـز ( صـدق ) وعـده ونصـر عبـده وهـزم الأحـزاب وحـده . يكـرر ثـلاث مـرات ، ويدعـو بينهـم بمـا شـاء . بعـد أن يقـول هـذا الذكـر للمـرة الثالثـة ينـزل للسـعي . * ينـزل مـن الصفـا إلـى المـروة ماشـياً فـإذا بلـغ العلـم أو الميـل الأخضـر يهـرول ( الراجـح لا فــرق بيـن النسـاء والرجــال الجميـع يهرولـون ) ـ فـإذا بلــغ العلـم الأخضــر الثانـي مشـى كعادتـه إلـى أن يصـل إلى المـروة ... فيرقـى المـروة ويسـتقبل القبلـة ويرفـع يديـه ويقـول الذكـر السـابق ( الحمـد لله لا إلــه إلا الله وحــده ..... ) ثـلاث مـرات ويدعـو بينهـم بمـا شـاء . ثـم ينـزل مـن المـروة إلـى الصفـا فيمشـي فـي موضـع مشـيه ويسـعى فـي موضـع سعيـه فإذا وصـل إلى الصفـا : يرقـى الصفـا ويسـتقبل القبلـة ويرفـع يديـه ويقـول نفـس الذكـر ..... وهكـذا حتـى يكمـل سـبعة أشـواط . والشـوط السـابع بهـذا يكـون عنـد المـروة ، ويقـول : فـي سـعيه مـا أحـب مـن ذكــر ودعـاء وقـرآن دون تخصيـص . ـ ثــم التحلــل : ========= وذلـك يكـون بالحلـق للرجـل ، أو التقصيـر ، والتقصيـر للمـرأة . ويجـب أن يكـون الحلـق أو التقصيـر شـاملاً لجميـع الـرأس ، ويبـدأ باليميـن . |
#8
|
||||
|
||||
ملخــص الحــج 1 ـ الإحـرام 2 ـ الوقـوف بعرفـة 3 ـ طـواف الإفاضـة 4 ـ السـعي واجبـات الحـج : 1 ـ الإحـرام مـن الميقـات . 2 ـ الوقـوف بعرفـة إلـى الليـل . 3 ـ المبيـت بمزدلفـة . 4 ـ المبيـت بمِنـى . 5 ـ رمـي الجمـرات . 6 ـ الحلـق أو التقصيـر . 7 ـ طـواف الـوداع لغيـر الحائـض أو النفسـاء . أعمـال الحـج : · الإحــرام : ====== إذا كـان يـوم الترويـة وهـو اليـوم الثامـن مـن ذي الحجـة أحـرم بالحـج ضحـى مـن مكانـه الـذي أراد الحـج منـه ويفعـل عنـد إحرامـه كمـا فعـل عنـد إحرامـه بالعمـرة مـن الغسـل والصـلاة ولبـس الإحـرام والنيـة والتلبيـة : لبيــك اللهـم حجـاََ محلـى حيـث حبسـتني ، لبيــك اللهـم لبيـك ، لبيـك لا شـريك لـك لبيـك ، إن الحمـد والنعمـة لـك والملـك ، لا شـريك لـك لبيـك ... وتسـمر التلبيـة إلـى رمـي جمـرة العقبـة الكبـرى ( 10 مـن ذي الحجـة ) . · المبيـت بمِنـى يــوم الترويــة : ثـم يخـرج إلـى مِنـى فيصلـي بهـا الظهـر والعصـر والمغـرب والعشـاء والفجـر قصـراََ مـن غيـر جمـع ... و يبقـى بهـا حتـى تطلـع الشـمس . · الوقـوف بعرفـة : فـإذا طلعـت الشـمس يـوم عرفــة ( 9 مـن ذي الحجـة ) سـار مـن مِنـى إلـى عرفـة ... وعنـد الـزوال ( الظهـر ) يصلـي الظهـر والعصـر قصـراً وجمـع تقديـم ... ثـم يتفـرغ للذكـر والدعـاء وكـان أكثـر دعــاء النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي ذلـك اليـوم : ( لا إله إلا الله وحــده لا شـريك لـه ، له الملـك وله الحمـد وهـو علـى كـل شـيء قديـر ) ( الحـج عرفـة ) ... ويسـتمر بعرفـة إلـى الليـل أي إلـى أن تغـرب الشـمس . · المبيـت بمزدلفـة : فـإذا غربـت الشـمس يـوم عرفــة ( 9 مـن ذي الحجـة ) سـار إلـى مزدلفـة ..... فـإذا وصلهـا صلـى المغـرب والعشـاء جمعـاً وقصــراً ..... مـع مراعـاة نهايـة وقـت العشـاء وهـو منتصـف الليـل ..... ويبيـت بمزدلفـة ..... فـإذا تبيـن الفجـر صلـى الفجــر مبكـراً بأذان وإقامـة ..... ثـم يوحـد الله ويكبـره ويدعـو بما شـاء ( عنـد المشـعر الحـرام إن تيسـر ) حتـى يُسْـفِر الفجـرُ جـداً . · المبيــت بمِنـى : فـإذا أَسْـفَرَ الفجـرُ جـداً ، دفـع قبـل أن تطلـع الشـمس إلـى ( مِنـى ) ( 10 مـن ذي الحجــة ) فيرمـي جمـرة العقبــة بسـبع حصيـات متعاقبـات واحـدة بعـد الأخـرى يكبـر مـع كـل حصـاة ... وهنـاك رخصـة بالرمـي بعـد الـزوال ولـو إلـى الليـل . · ذبــح الهــدي : ثـم يذبـح الهـدي : كلـوا وأطعمـوا وادخـروا ..... والإطعـام مـن الهـدي واجــب أمـا الأكـل منـه فهـو مسـتحب . · الحلـق أو التقصيـر : ثـم الحلـق أو التقصيـر بالتفصيـل السـابق . · طــواف الإفاضــة : ============= ثـم طـواف الإفاضـة : فيطـوف مثـل طــواف القـدوم تمامـاً ( يراجـع ) عـدا الاضطبـاع والرَّمـل فهمـا خاصـان بطـواف القـدوم فقـط . · الصـلاة عنـد المقـام : ثـم يصلـي ركعتيـن بحيـث يجعـل مقـام إبراهيـم بينـه وبيـن الكعبـة بالكيفيـة السـابق ذكرهـا . · الشـرب مـن زمـزم : ثـم الشـرب مـن بئــر زمـزم ، ثـم الاتجـاه إلـى الحجـر الأسـود والتكبيــر مـع التزامـه وتقبيلـه . · السـعي : فإذا دنـا مـن الصفـا قـرأ ..... بالكيفيـة السـابق ذكرهـا فـي العمــرة ..... وبذلـك يكـون تحلـل إحـلالاً كامـلاً ..... وانتهـى مـا علـى الحـج فـي اليـوم العاشـر . الإقامـة بمنـى أيـام التشـريق : يرجـع بعـد ذلـك إلـى مِنـى : حيـث يقيــم أيـام التشـريق ( 11 ـ 12 ـ 13 ) وهـي أيــام أكـل وشـرب وذكـر للــه عـز وجـل ..... وليـس عليـه خـلال هـذه الأيـام إلا رمـى الجمـرات الثـلاث كـل يـوم يبـدأ بالصغـرى ( 7 حصيـات ) ثـم الوسـطى ( 7 حصيـات ) ثـم جمـرة العقبـة ، فيرمـي الجمـرات الثـلاث إذا زالـت الشـمس ( أي بعـد أذان الظهـر ) ، فـي يومـي ( 11 ـ 12 ) . فيرمـي الجمــرة الأولـى ( الصغـرى ) بسـبع حصيـات متعاقبـات واحـدة بعـد الأخـرى ويكبـر مـع كـل حصـاة ثـم بعـد السـبع حصيـات يتقـدم قليـلاََ ويدعـو دعـاء طويـلاً بما أحـب ( متوجهـاً إلـى القبلـة ) . ثـم يرمـي الجمـرة الوسـطى بنفـس الكيفيـة ثـم يأخـذ ذات الشـمال ويسـتقبل القبلـة ويدعـو رافعـاً يديـه تلقـاء وجهـه . ثـم يرمـي جمـرة العقبـة بسـبع حصيـات ..... ثـم ينصـرف ولا يدعـو بعدهـا . ولا يجـب عليـه التأخـر لليـوم الثالـث عشـر إلا إذا غربـت الشـمس فـي اليـوم الثانـي عشـر وهـو بمِنـى ..... فإنـه يلزمـه التأخـر حتـى يرمـي الجمـار الثـلاث بعـد زوال اليـوم الثالـث عشـر . وبهـذا يكـون حجـه انتهــى . فـإذا أراد الخـروج إلـى بلــده طـاف بالبيـت وهـو يسـمَّى طـواف الـوداع لقولـه ـ صلـى الله عليـه وعلـى آلـه وسـلم ـ : ( لا ينفـرنَّ أحـدُُ حتـى يكـون آخـر عهـده بالبيـت ) و لا يسـعى . أي طـواف ( 7 أشـواط ) بالكيفيـة السـابق ذكرهـا . ثـم الصـلاة عنـد مقـام إبراهيـم كمـا سـبق توضيحـه . المصـــادر : ======== ملزمـة الشـيخ محمـد بـن صالـح العثيميـن ـ رحمه الله ـ للحـج والعمـرة . كتــاب حجـة النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ للشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ . |
#9
|
||||
|
||||
أحكــام الحيـض فـي الحــج والعمــرة ========================== إذا أحرمـت المـرأة المتمتعـة بعمــرة لتحـل منهـا ، ثـم تحــج مـن عامهـا ، وقـد وصلـت مكـة مثـلاََ فـي اليـوم الخامـس مـن ذي الحجـة فحاضـت ، وعادتهـا سـتة أيـام ، فتطهــر فـي اليـوم الحـادي عشــر أي : بعـد فـوات الوقــوف بعرفــة ، إذاً لا يمكنهـا أن تطــوف وتسـعى وتنهـي عمرتهـا . ولا يمكـن أداء الحـج إلا بالتحلـل مـن العمـرة ، والتحلـل مـن العمـرة مسـتحيل حـال الحيـض ، لأن الحائـض لا تطـوف ، فلـم يبــق عليهـا إلا أن تدخـل الحـج علـى العمــرة ، أي تحــرم بالحـج ، فتكـون قارنـة . وهـذا ليـس فسـخاً للعمـرة ، لأنـه لـو كـان فسـخاً للعمـرة لكـان الحـج إفـراداً . ولكنهـا تدخـل أعمـال الحـج علـى أعمـال العمـرة . ومثـل ذلـك : مـن حصـل له عـارض كـأن تعطلـت السـيارة بعـد أن أحـرم بالعمـرة ، فـلا يمكنـه معـه أن يصـل إلـى مكـة إلا بعـد فـوات الوقـوف بعرفـة فهـذا أيضـاََ يدخـل أعمـال الحـج علـى العمـرة . أي يحـرم بالحـج ليكـون قارنـاً . * صــورة أخــرى : لـو امـرأة أحرمـت بالعمـرة متمتعـة إلـى الحـج ثم طافـت وبعـد الطـواف حاضـت ... هـذه تكمـل عمرتهـا فتسـعى وهـي حائـض ؛ لأن السـعي لا يشـترط له الطهـارة ..... فيجــوز سـعي الجنــب وسـعي المحـدث حدثـاً أصغـراً ، لكـن علـى طهـارة أفضـل . وأداء كـل العبـادات علـى طهـارة أفضـل . ثـم تتحلـل بعـد السـعي ..... وإذا جـاء وقـت الحـج وهـي مازالـت حائضـاً ، تُحِـرم . والدليـل : أن أسـماء بنـت عُميـس ـ رضي الله عنها ـ " نفسـت ( 1 ) ، فأرسـلت إلـى النبـي ـ صلى الله عليه وعلىآله وسلم ـ كيـف أصنـع ؟ ..... قــال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : اغتسـلي واسـتثفري بثـوب وأحرمـي " . أخرجه مسلم من حديث جابر في صفة حجة النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ( 1218 ) . * إذا حاضـت امـرأة قبــل السـفر للعمــرة مباشـرة ، تغتسـل وتحـرم وتفعـل كـل شـىء خـاص بالإحـرام والتلبيـة ..... وتسـتمر علـى إحرامهـا حتـى تطهـر مـن الحيـض ، ثـم تتـم عمرتهـا . أمـا إذا اسـتمر الحيـض إلى موعـد السـفر ، وكانـت تخشـى فـوات الطائـرة و ..... فإنهـا تتحفـض وتتـم عمرتهـا كاملـة . وذلـك مـن بـاب الضـرورات تبيـح المحظـورات . وقــد أفتـى بذلـك الشـيخ العثيميـن ـ رحمه الله ـ . |
#10
|
||||
|
||||
__________________
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|