العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى المعتقد الصحيح > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-25-2018, 03:37 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Post

الرقية وطرد الشيطان
ببعض سور القرآن


ابتداءً : فالقرآن كله شفاء .
قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" . سورة يونس / آية : 57 .
وقال تعالى " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ..." .
سورة الإسراء / آية : 82 .
إلا أن هناك بعض السور أبلغ من بعض في هذا الباب فمن ذلك ما يلي :
* سورة البقرة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تجعلوا بيوتكم مقابر . إن الشيطان ينفرُ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة " . رواه مسلم .
* وعن أبي أمامة الباهلي ـ رضى الله عنه ـ قال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" اقرأوا القرآن ..... " إلي أن قال صلى الله عليه وسلم " اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركةٌ ، وتركها حسرةٌ ، ولا يستطيعُهَا البطلة " . رواه مسلم .
البطلة : السحرة .
* آية الكرسي :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال "وَكَّلَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بحفظِ زَكاةِ رمضانَ ، فأتاني آتٍ فجعلَ يَحثو منَ الطَّعامِ ، فأخذتُهُ وقلتُ : لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ،..... إلى أن قال ـ رضي الله عنهلأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وهذا آخِرُ ثلاثِ مرَّاتٍ أنَّكَ تزعمُ أنَّكَ لا تعودُ ثمَّ تعودُ ، فقالَ : دعني أعلِّمْكَ كلماتٍ ينفعُكَ اللَّهُ بِها ، قلتُ : ما هنَّ ؟ قالَ : إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ حتَّى تختمَ الآيةَ ، فإنَّك لَن يزالَ عليكَ منَ اللَّهِ حافظٌ ، ولا يقربُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ ،......فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أما إنَّهُ صدَقكَ وهو كذوبٌ تعلَمُ من تخاطبُ ثلاثَ ليالٍ ، يا أبا هُرَيْرةَ ؟ قلتُ : لا ، قالَ : ذاكَ شَيطانٌ
. رواه البخاري . والترمذي .
* الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة حرز من الشيطان :
* عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة ، في ليلة كفتاه " .صحيح . البخاري ومسلم .

* وعن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال "إِنَّ اللهَ كتب كتابًا قبلَ أنْ يَخْلُقَ السمواتِ والأرضَ بِألفَيْ عَامٍ ، أنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ ، خَتَمَ بِهما سورةَ البَقَرَةِ ، لا يقْرَآنِ في دَارٍ ثلاثَ لَيالٍ فَيَقْرَبُها شَيْطَانٌ " .رواه الحاكم في المستدرك . وصححه الشيخ مصطفى في رسالة العواصم من الشيطان / ص : 96 .
* المعوذات :
أما المعوذات فشأنها عظيم ، فلا ينبغي العدول عنها ، بل يلزم الإكثار منها .
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـأن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات ، وينفثُ ، فلما اشتد وجَعُهُ كنتُ أقرأُ عليه ، وأمسح عنه ، بيده رجاء بركتها " رواه البخاري ومسلم .

* وعن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، "قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ"، "وَقُلْ أَعُوذُ برَبِّ النَّاسِ"صحيح مسلم.
* عن عبد الله بن خُبيب ـ رضي الله عنه ـ قال :خرجنا في ليلةِ مَطَرٍ وظُلْمَةٍ شديدةٍ نطلبُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصليَ لنا ، فأدركناه ، فقال : أصليتم ؟ فلم أقلْ شيئًا ، فقال : قلْ . فلم أقلْ شيئًا ، ثم قال : قلْ. فلم أقلْ شيئًا ، ثم قال : قلْ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، ما أقولُ ؟ قال : قل هو الله أحد والمُعَوِّذَتين حينَ تُمسي وحينَ تُصبحُ ثلاثَ مراتٍ تُكفيك مِن كلِّ شيءٍ."صحيح أبي داود .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-25-2018, 03:47 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Post

ثالثًا : الإيمان بالكتب
من أركان الإيمان الستة ، أن نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله .
·تعريف :
الكتب جمع كتاب . والكتاب هو ما حوى كلامًا مفيدًا ، ذا أغراض متعددة .
والكتب التي يجب الإيمان بها : هي الصحف التي حوت كلام الله عز وجل ، الذي أوحاه إلى رسله عليهم السلام فكونت كتبًا ، أو بقيت صحفًا لم تجمع ، ولم يتكون منها كتاب خاص .
فالصحف : كصحف " إبراهيم " ، " وموسى " عليهما السلام .
والكتب : كالتوراة ، والزبور ، والإنجيل ، والقرآن العظيم .

حقيقة الإيمـان بالكتب :

إن معنى الإيمان بالكتب الإلهية الذي هو جزء من معتقد المؤمن :
التصديق الجازم بما أوحى الله تعالى من كلامه " إلى من اصطفى من رسله عليهم السلام " ، فجُمع ودُوِّنَ ، فكان " صحفًا مطهرة " و " كتبًا قيمة " فما عُرف منها آمن به المؤمن تفصيلًا ، وما لم يُعرف آمن به إجمالًا .

ما هي الكتب وما أسمائها ؟
من هذه الكتب ما سماه الله في القرآن الكريم ، ومنها ما لم يسم ، ولا مصدر لمعرفة الكتب سوى القرآن الكريم ، والذي أخبرنا به عز وجل منها :
1ـ التوراة :
التي نزلت على " موسى " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ". سورةالمائدة / آية : 44 .
2 ـ الإنجيل :
الذي نزل على " عيسى " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ" .سورة المائدة / آية : 46 .

3ـ الزبور :
الذي أنزل على " داود " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى " وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا " .سورة الإسراء / آية : 55 .
4 ـ الصحف :
التي أنزلها الله على " إبراهيم " و " موسى " . حيث قال تعالى"أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى" .سورة النجم / آية : 36 ، 37 .
وقال تعالى "إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى" . سورة الأعلى / آية : 18 ، 19 .

وأما الكتب الأخرى التي نزلت على سائر الرسل ، فلم يخبرنا الله سبحانه عن أسمائها ، وإنما أخبرنا سبحانه أن لكل نبي أرسله الله ، رسالة بلغها قومه .
فقال تعالى "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ.."سورة البقرة / آية : 213 .
ـ فيجب علينا أن نؤمن بهذه الكتب التي لم تسم إجمالًا ، ولا يجوز لنا أن ننسب كتابًا إلى الله تعالى سوى ما نسبه إلى نفسه مما أخبرنا عنه في القرآن الكريم .
ـ كما يجب أن نؤمن بأن هذه الكتب نزلت بالحق والنور والهدى ، وتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، وأن ما نسب إليها مما يخالف ذلك ، إنما هو تحريف البشر وصنعهم .
قال تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ " .سورة المائدة / آية : 44 .
وقال تعالى عن الإنجيل "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ " .سورة المائدة / آية : 46 .
ـ ويجب علينا أن نؤمن بأن القرآن العظيم هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى ، وأن الله عز وجل قد خصه بمزايا تميز بها عن جميع ما تقدمه من الكتب المنزلة من أهمها :
1ـ أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية ، وجاء مؤيدًا ومصدقًا لما جاء في الكتب السابقة من توحيد الله وعبادته ووجوب طاعته . وجمع كل ما كان متفرقًا في تلك الكتب من الحسنات والفضائل . وجاء مهيمنًا ورقيبًا ، يقر ما فيها من حق ، ويبين ما دخل عليها من تحريف وتغيير .
قال تعالى "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ"سورة المائدة / آية : 48 .
وإنه جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم في الدارين ، نسخ بها جميع الشرائع العملية الخاصة بالأقوام السابقة ، وأثبت فيها الأحكام النهائية الخالدة لكل زمان ومكان .

2ـ إن القرآن هو الكتاب الرباني الوحيد الذي تعهد الله حفظه .قال تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " .سورة الحجر / آية : 9 .

3 ـ القرآن أنزله الله على رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس كافة ، وليس خاصًا بقوم معينين كما كانت تنزل الكتب السابقة .فكان حفظه من التحريف وصيانتة من عبث الناس ، ليبقى ما فيه حجة الله على الناس قائمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
وأما الكتب الأخرى فقد وجه الكلام في كل واحد منها إلى أمة خاصة دون سائر الأمم ،وهي وإن اتفقت في أصل الدين ، إلا أن ما نزل فيها من الشرائع والأحكام كان خاصًا بأزمنة معينة وأقوام معينين . قال تعالى "..لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا" .سورة المائدة / آية : 48 .
لذلك لم يتعهد الله سبحانه بحفظ أي منها على مدى الأزمان كما هو الحال بالنسبة للقرآن .بل أخبر عز وجل في آخر كتبه - القرآن - عن التحريف الذي وقع على تلك الكتب .

* فعن التحريف والتغيير الذي أدخله اليهود على التوراة ، قال تعالى "أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" .سورة البقرة / آية : 75 .
وقال أيضًا" "مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ"
سورة النساء / آية : 46 .
* وأما عن التحريف الذي أدخله النصارى على الإنجيل ، قال تعالى " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ *يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ". سورة المائدة / آية : 14 ، 15 .

* والحق الذي لا يماري فيه منصف أنه لا يوجد اليوم على ظهر الأرض كتاب تصلح نسبته إلى الخالق تبارك وتعالى سوى " القرآن الكريم " .

ـ فالكتب التي نزلت قبل القرآن ، قد ضاعت نسخها الأصلية ، ولم يبق في أيدي الناس إلا تراجمها .
أما القرآن فإنه لا يزال محفوظًا بسوره وآياته وكلماته وحركاته ، كما تلاه جبريل ـ عليه السلام ـ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكما تلاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على صحابته ـ رضوان الله عليهم ـ .

ـ والكتب قد اختلط فيها كلام الله بكلام الناس من تفسير وتاريخ وسير الأنبياء وتلاميذهم ، واستنباطات الفقهاء ، فلا يعرف فيها كلام الله من كلام البشر .
أما " القرآن " فهو جميعه كلام الله تعالى ، ولم يختلط به غيره من حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أقوال الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ، أو غيرهم .

ـ والكتب ليس منها كتاب تصح نسبته إلى الرسول الذي ينسب إليه ، فليس لأي منها سند تاريخي موثوق .
فالأسفار الموجودة ضمن ما يسمى بالعهد القديم ، ويطلق عليه التوراة ، إنما دُونت بعد موسى ـ عليه السلام ـ بقرون عديدة .
وأما القرآن العظيم فهو الكتاب الوحيد الذي ثبتت نسبته بصورة قطعية إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ومن الأدلة على وقوع التحريف في تلك الكتب تعدد نسخها واختلافها فيما نقلته من الأقوال والآراء .

وورد في العقائد الإسلامية / سيد سابق / ص : 16 :
ويكفي لصحة التدليل على التحريف في الأناجيل المتداولة بأيدي النصارى الآن أنها أربعة اختيرت من نحو سبعين إنجيلًا.
ومن القرائن القاطعة على وقوع التحريف في هذه الكتب ما تضمنته من العقائد الفاسدة والتصورات الباطلة عن الخالق سبحانه ، وعن رسله الكرام عليهم السلام .

* فنجد فيها تشبيه الخالق بالإنسان ، وأنه ينجب .
قال تعالى "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" .
سورة التوبة / آية : 30 .
* ونجد فيهم القدح بالأنبياء .فقد ادعوا في كتبهم أن " إبراهيم " ـ عليه السلام ـ كذاب ، وأن " لوطًا " زنا بابنته ، وأن " هارون " دعا الإسرائيليين إلى عبادة العجل ، وأن " داود " زنا ، وأن " سليمان " عبد الأصنام إرضاءً لزوجته .

فهل ثم دليل على التحريف أقوى من هذا ؟ ! .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-25-2018, 04:02 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Post

رابعًا : الإيمان بالرسل

الإيمان بالأنبياء والرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان

ومعناه : الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله وأنبيائه ، والإيمان بأن الله عز وجل أرسل رسلًا سواهم ، وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله تعالى الذي أرسلهم .قال جل وعلا "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ.." .سورة غافر / آية : 78 .
وقال تعالى"وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" .سورة فاطر / آية : 24 .
كتاب : الإيمان / ص : 46 .
الفرق بين النبي والرسول :
النبي : ذَكَر من بني آدم أوحى الله تعالى إليه بأمر .فإن أُمر بتبليغه إلى الناس فهو نبي ورسول.وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي غير رسول . وعليه فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولًا .

*ومثال النبي فقط : يوشع بن نون صاحب موسى وفتاه ـ عليهما السلام ـ ، فقد نبأه الله تعالى ، وخلف موسى وهارون في بني إسرائيل ، وهو الذي غزا بيت المقدس وفتحها الله عليه .
* ومثال النبي الرسول : محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .عقيدة المؤمن / ص : 209 .

*الأنبياء والرسل المذكورون في القرآن :

المذكورون في القرآن الكريم من الأنبياء والرسل خمسة وعشرون ، وهم : آدم ، ونوح ، وإدريس ، وصالح ، وإبراهيم ، وهود ، ولوط ، ويونس ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، واليسع ، وذا الكفل ، وداود ، وزكريا ، وسليمان ، وإلياس ، ويحيى ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

وقد ورد ذكر ثمانية عشر منهم في قوله تعالى "وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ *وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ " .سورة الأنعام / آية : 83 ـ 86 .

وورد ذكر الآخرين في مواضع من القرآن .
قال تعالى " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ..." .سورة هود / آية : 50 ، سورة الأعراف / آية : 65 .
وقال تعالى " وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ..." .سورة هود / آية : 61 ، سورة الأعراف / آية : 73 .
وقال تعالى"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ... " .سورة الأعراف / آية : 85 ، سورة هود / آية : 84 .
وقال تعالى " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ... " .سورة آل عمران / آية : 33 .
وقال تعالى " وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ " .سورة الأنبياء / آية : 85 . وقال تعالى "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... " .سورة الفتح / آية : 29 .

فهؤلاء الرسل والأنبياء يجب الإيمان برسالتهم ونبوتهم تفصيلًا ، بمعنى أن الإنسان لو عرض عليه واحد منهم لم ينكر نبوته ، ولا رسالته إن كان رسـولًا ، فمن أنكر نبوة واحد منهم ، أو أنكر رسالة من بُعث منهم برسالة كَفَرَ .
وأما الأنبياء والرسل الذين لم يقصصهم القرآن علينا ، فقد أمرنا أن نؤمن بهم إجمالًا .
وليس لنا أن نقول برسالة أحد من البشر أو نبوته ما دام القرآن لم يذكره في عداد الأنبياء والرسل ، ولم يخبرنا به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .الإيمان / ص : 47 .

* أولو العزم من الرسل :
أولو العزم من الرسل ، كما ذكر كثير من العلماء ، خمسة هم :
محمد صلى الله عليه وسلم ، وإبراهيم ، وموسى ، ونوح ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام .

معنى أولو العزم : أصل العزم في الأمر : الجد والاجتهاد فيه .
قال تعالى "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ..."
سورة الأحقاف / آية : 35 .
وجاء في القرآن بيان عددهم وأسمائهم معًا قال تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ.." .سورة الأحزاب / آية : 7 .


* يجب علينا أن نؤمن بأن الله بعث رسله إلى الخلق لتبشيرهم وإنذارهم .تبشيرهم برضوان الله وثوابه وجنته ، إنْ آمنوا به سبحانه وبرسله وأطاعوه .
وإنذارهم من غضب الله إن كفروا وعصوا .قال عز وجل "وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" سورة الأنعام / آية : 48 ، 49 .

* ويجب علينا أن نؤمن بأن جميع هؤلاء الرسل بعثهم الله لتحقيق غرض أساسي وهو " عبادة الله " عز وجل ، وتوحيده .
قال تعالى"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" .سورة الأنبياء / آية : 25 .

* كما يجب أن نؤمن بأن رسل الله جميعًا كانوا رجالًا من البشر . قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ..." .سورة الأنبياء / آية : 7 .

* ويجب أن نؤمن أن الله سبحانه لم يخصهم بطبائع أخرى غير الطبائع البشرية ، وإنما اختارهم الله سبحانه من الرجال الذين يأكلون ويشربون ، ويمشون في الأسواق ، وينامون ، ويجلسون ويضحكون ، ولهم أزواج وذرية ، ويتعرضون للأذى ، وتمتد إليهم أيدي الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وأنهم يموتون ، وقد يقتلون بغير حق ، وأنهم يتألمون ويصيبهم المرض وسائر الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية بين الخلق .
وقد دل على ذلك كثير من النصوص منها :
قوله تعالى "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ". سورة آل عمران / آية :144

وقوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ...." . سورة الفرقان / آية : 20 .

وقوله تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً..".سورة الرعد / آية : 38 .

وكان صلى الله عليه وسلم يمرض ويتألم ، وكان يصيبه الحر والبرد والجوع والعطش والغضب والتعب ..... .
* يجب أن نؤمن بأن الله أيدهم بالمعجزات الباهرات ، والآيات الظاهرات ، الدالة على صدقهم فيما جاءوا به من عند ربهم تبارك وتعالى .
والمعجزات هي : ما يجريه الله على أيدي رسله وأنبيائه من خوارق العادات التي يتحدُّون بها العباد .
فنؤمن بكل ما ذكر في القرآن الكريم منها ، وبما وردت فيه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

يجب أن نؤمن بأن الله فضَّل بعض الرسل على بعض .
لقوله تعالى "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ" . سورة البقرة / آية : 253
نؤمن بأن أفضلهم وأفضل البشر على الإطلاق نبينا محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال " أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ. " . رواه مسلم / ج : 4 . ذكره الشيخ مقبل رحمه الله في كتابه : الشفاعة / ص : 34 .
ويجب أن نؤمن أن رسولنا ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ هو خاتم الأنبياء .
لقوله تعالى "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ.." .سورة الأحزاب / آية : 40 .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم
"
مَثَلِي ومَثَلُ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُيُوتًا فأحْسَنَها وأَجْمَلَها وأَكْمَلَها، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ مِن زَواياها، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ ويُعْجِبُهُمُ البُنْيانُ فيَقولونَ: ألّا وضَعْتَ هاهُنا لَبِنَةً فَيَتِمَّ بُنْيانُكَ فقالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَكُنْتُ أنا اللَّبِنَةَ." . متفق عليه . واللفظ لمسلم .
ويجب أن نؤمن بتجريد متابعة الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
قال تعالى "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ..".سورة آل عمران / آية : 31 .
وقال تعالى "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"سورة النساء / آية : 65 .
يجب أن نؤمن بأنه صلوات الله وسلامه عليه مبعوث للناس جميعًا .
قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"سورة سبأ / آية : 28
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-11-2018, 06:13 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Red face


تم بحمد الله الجزء الأول

الجزء الثاني
خامسًـا : الإيمــان " باليــوم الآخــر "
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 11:42 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر