#36
|
||||
|
||||
جَزْمُ الفِعْلِ المضارعِ في أسلوبِ الشَّرْطِ يُجْزَمُ الفعلُ المضارعُ في حالتين : الأولى : إذا تَقَدّمَهُ أَحَدُ الجوازمِ – حرف الجزم – لَمْ ، لَما ، لا الناهية ولامُ الأمرِ : 1. لم ، ولما : حرفا نفيٍ وجزمٍ وقَلْبٍ ، ينفيان المضارِعَ ويجزمانه ويقلبان زَمَنَه من الحاضِرِ إلى الماضي. مثل : لمْ ينزلْ المطرُ . خرج ولما يَعُدْ . والفرق بينَ لم ولما : أنّ النّفْيَ مع (لما) يَمْتَدُ إلى زمنِ المتكّلِمِ ، وليْسَ ذلكَ شرطًا في (لم) . وأنَّ الفِعْلَ المنفيّ مع (لما) متوقعُ الحصولِ ، بينما لا يُشْتَرَطُ ذلك في الفعلِ المنفي مع (لم) . 2.لام الأمر : ويُطْلَبُ بها حصولُ الفِعْلِ ، وأكثرُ ما تَدخُلُ على الغائبِ ، فتكونُ له بمنزلةِ فِعْلِ الأمرِ للمُخاطَبِ . مثل : ليحْضُرْ صاحبُ البِضاعة . 3. لا الناهية : ويطلب بها الكفُّ عن الفعل المذكور معَهَا . مثل : لا تَتَسَرّعْ . وتُسمى هذه الحروف : جوازمَ الفعلِ المضارعِ الواحدِ . حيثُ إنَّ هنالك جوازمَ – أسماءَ وحرفًا واحدًا – تَجْزِمُ فِعْلين مُضارعين . وذلكَ في أسلوبِ الشّرْطِ جَزْمُ الفعل المضارِع في أُسلوبِ الشَّرْطِ : عندما نَنْصَحُ شخصاً يَقودُ سَيّارَتّهُ ، بقولِنا : إنْ تتجنبْ السّرعةَ تَسْلَمْ من حوادثِ الطُّرُقِ . فإنّ مُحَصّلَةَ النصيحةِ هي ارْتباطُ حدوثِ شيءٍ ، بحدوثِ شيءٍ آخرَ . فإنْ حَصَلَ الأمْرُ الأوَّلُ كانَ حصولُ الثاني مُحقَقًّا ومُترتِبًا عليه. ففي أسلوبِ الشرطِ ، يَرْتَبطُ وقوعُ حدثٍ بوقوعِ حَدثٍ آخَرَ ، فإن وَقَعَ الحَدَثُ الأولُ وهوَ السَّبَبُ أو المُقّدِمةُ ، وَقَعَ الْحَدثُ الآخرُ كنتيجةٍ مُسبَّبَةٍ عن الحَدَثِ الأَولِ . في الجملة : إن تَتَجَنّبْ السّرعَةَِ تَسْلَم ، فالسلامةُ مُرْتبطةٌ بتَجَنُّبِ السرعةِ ومتوفقةٌ عليها . فإنْ حدثَ تجنُّبُ السرعةِ ، حدثَتْ السلامةُ . والعكسُ صحيحٌ أيضًا ، أي إن لم يحدثْ تجنبُ السرعةِ ، فلن تكونَ السلامةُ ! - هنا - ولما كانَ وقوعُ تَجَنبّ السّرعةِ شَرْطاً لوقوعِ السلامة ، لذا سُميَ فُعْلُ (تتجنب) فعل الشرط ، وسميَ فعلُ :تسلمْ. جوابَ الشرطِ ، على تقديرِ سؤال : إن أتَجنبْ السرعةُ ، فماذا يَحْدُثُ ؟ والجواب :تَسْلَمْ. ويَنعقدُ أُسْلوبُ الشرطِ باستعمالِ أدواتٍ مخصوصةٍ تَجزِمُ فِعلين مُضارعين ، الأولُ فعلُ الشرطِ ، والثاني جوابُ الشرطِ . وهذه الأدوات هي : إن، مَن، ما، مهما، متى، إيانَ، أينَ، أنّى حَيثُما، كيفما، أيُّ. 1. إن : وهي على خلاف أدوات الشرط الأخرى – حرف لا محل لهما ، مثل : إنْ تفعلْ خيرًا تجدْ الثناءَ . 2. من : وتدل على ذات عاقلة . مثل : مَنْ تكرمُ يُقَدّرك . 3. ما ومهما ، وتدلان على غير العاقل ، مثل : ما تُقَدِّمْه من خير يَنْفَعْكَ . مهما تَعْمَلْ من صالح تُجْزَ عليه خيرًا . 4. متى وأيان : وتدلان على الزمان ، وهما مبنيان على الظرفية الزمانية : تقول : متى تسافرْ أصاحبُك . أيانَ تتجهْ تجدْ ترحيبًا . 5. أين وأنّى وحيثُما : وتدل على المكان . وهي مبنية على الظرفية المكانية وأمثلتها : أين ، أنّى تذهبْ يتبعْك ظلك ! 6. حيثما : حيث + ما الزائدة : اسم شرط مبني على الضم في محل نصب ظرف مكان . حيثما تنظرْ تجدْ أشجارًا . 7. كيفما : وهي مكونة من كيف + ما الزائدة ، وهي مبنية في محل نصب حال . كيفما تكونوا يولَّ عليكم . كيفما تعامل الناس يعاملوك . 8. أيُّ : وهي الوحيدةُ المُعْرَبَة من أسماءِ الشرطِ ، وَتُعرَبُ وَفْقَ مَوْقِعِها من الجُمْلَةِ . أيَّ برنامج تعددْ تستفدْ منه . يَجِبُ أنْ يكونَ الشرطُ فِعلًا خَبَريًا ، مُتَصَرِِّفًا ، غيرَ مُقْتَرِنٍ بِقَدْ ، أو إن أو ما النافيةِ أو السينِ أو سوفَ . والمرادُ بالفعلِ الخبريِّ ، ما ليس أمرًا ولا نَهْيا ولا مسبوقًا بأداةٍ من أدواتِ الطَّلَبِ ، مثل الاستفهامِ والعرضِ والتحضيضِ ، لأنَّ كُلَّ هذهِ الأنواعِ لا يصلُحُ أن يكون فعلَ شرطٍ . أما جوابُ الشرطِ ، فالأصْلُ أنْ يكونَ مِثْلَ فَعِل الشرط ، تَتَوفَّرُ فيه نفس الشروط التي تتوفرُ في فعلِ الشرط، حتى يَصْلُحَ أن يقعَ جوابًا مباشرًا للشرط ، غيرَ أنّه قد يقعُ جوابًا ما هو غيرُ صالحٍ لأنْ يكونَ شرطًا صريحًا، فيجبُ عندئذٍ اقترانُ الجوابِ :بالفاءِ، التي تربُطُهُ بالشرطِ ، وتكونُ الجُملةُ في محلِ جزمٍ جوابًا للشرطِ . مواضِعُ رَبْطِ جواب الشرط بالفاء . يَجبُ رَبْطُ جوابَ الشرطِ بالفاءِ ، عندما لا يَصلح الجواب أن يقع جوابًا مباشرًا صريحًا للشرط وذلك في المواقع التالية: أن يكونَ الجوابُ جملةً اسميةً ، مثل : إن تُغامِرْ فأنت خاسرٌ . أن يكون الجوابُ فعلًا جامدًا – غير متصرف – مثل : مَنْ يعملْ خيرًا فعسى أن يُكافأ . أن يكون الجواب فعلًا طلبيًا غير خبريّ – مثل : إن كنتُ صادقًا ، فأثبتْ صدقك . أن يكون الجواب مُقْتَرِنًا بـ قد – مثل : "متى تسافرْ فقد أسافرُ معك" . أن يكون الجواب مقترنًا بـ فما– مثل : "فإن توليتم فما سألتُكُمْ عليهِ من أجرٍ" . أن يكون الجواب مقترنًا بـ لن – مثل : متى تتصلْ بي فلَنْ أتأخرَ . أن يكون الجواب مقترانًا بـ :السين أو سوف : أيَّ بلدٍ تقصدْ ، فسوف :فسأُسارِعُ إليه . أن يُصَدَّرَ الجوابُ بـ :رُبَّ أو كأنما : إن تجيءَ فربما أجيءُ . "إنه من قَتَلَ نفْسًا بغيرِ نفسْ . فكأنما قتلَ الناسَ جميعًا" . ومثل : مَنْ غشَّ شخصًا فكأنما غشَّ المواطنينَ جميعًا . ليحْضُرَ صاحبُ البِضاعة لـ :حرف مبني على الكسر ، يراد به الأمر . يحضر : فعل مضارع مجزوم بـ (لـِ) علامته السكون . صاحب : فاعل مرفوع ، وهو مضاف . البضاعة : مضاف إليه مجرور . لا تَتَسَرّعْ لا : حرف نهي ، مبني على السكون . تتسرع : فعل مضارع مجزوم علامته السكون . يسألُ الصديقٌ عن صديقِهِ يسأل : فعل مضارع مرفوع ، علامته الضمة . الصديق : فاعل مرفوع علامته الضمة . يعلو قَدْرَ مَنْ يرعى المحتاجين يعلو : فعل مضارع مرفوع ، علامته ضمة مقدرة على الواو . قدر : فاعل مرفوع ،علامته الضمة . من : اسم موصول في محل جر . يرعى : فعل مضارع مرفوع ، بضمة مقدرة على الألف ، وفاعل مستتر فيه . المحتاجين : مفعول به منصوب ، علامته الياء . والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به صلة الموصول ، لا محل لها . إنما يخشى الله من عبادِهِ العلماءُ إنما : إن : حرف مشبه بالفعل مبني على الفتح ، ما : حرف كاف مبني على السكون . يخشى : فعل مضارع مرفوع ، علامته ضمة مقدرة على الألف . الله : لفظ الجلالة ، مفعول به منصوب علامته الفتحة . من عباده : شبه جملة جار ومجرور متعلقان بـِ (يخشى) . العلماء : فاعل مرفوع علامته الضمة . |
|
|