العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى المعتقد الصحيح > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-09-2021, 11:29 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,275
Post هل تجتمع المرأة بزوجها في الجنة

هل تجتمع المرأة بزوجها في الجنة


السؤال

هل ستكون المرأة مع زوجها في الجنة ؟ هل سيكون لهما الخيار بأن يبقيا سويًا ؟ .
الجواب
الحمد لله.
1. نعم ، تكون المرأة مع زوجها في الجنة ، بل ومع ذريتها من البنين والبنات إذا كانوا من أهل الإسلام ، ويدل على هذا قول الله تعالى"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ.. " الطور21 ، ومن دعاء الملائكة حملة العرش "رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " غافر 8 . قال ابن كثير رحمه الله : أي : اجمع بينهم وبينهم لتقر بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة كما قال تبارك وتعالى" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ" ، أي : ساوينا بين الكل في المنزلة لتقر أعينهم وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني بل رفعنا ناقص العمل ، فساويناه بكثير العمل تفضلا منا ومنة ، وقال سعيد بن جبير : إن المؤمن إذا دخل الجنة سأل عن أبيه وابنه وأخيه أين هم فيقال إنهم لم يبلغوا طبقتك في العمل ، فيقول : إني إنما عملت لي ولهم فيلحقون به في الدرجة . أ.هـ
" تفسير ابن كثير " 4 / 73 .
2. ولا نظن بمن كتب الله لهم دخول الجنة ونزع منهم الغل أن يختارا الفراق على اللقاء.
3. وإذا لم تتزوج في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر به عينها في الجنَّة ، فالنعيم ليس مقصورًا على الذكور ، وإنما هو للذكور والإناث ، ومن جملة النعيم : الزواج . أ.هـ " مجموع فتاوى ابن عثيمين " 2 / 53 . وليس في الجنة أعزب
والله أعلم .
المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-09-2021, 11:40 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,275
Post

إذا كان الرجل وزوجته في درجتين مختلفتين في الجنة فكيف سيجتمعان ؟

السؤال

إذا كانت المرأة في منزلة أعلى من زوجها في الجنة ، فهل يصعد إلى منزلتها . هي صبرت عليه في الدنيا ، وكانت أعمالها أفضل من أعماله " وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا " ، فليس من العدل أن يصعد إلى منزلتها وهو لا يستحقها . أم هل تنزل هي إليه ، وهذا أيضا مما لا يقبله عاقل ، فهي كانت تستحق منزلتها تلك ، فهل تنزل إلى زوجها لمجرد أنه يريد إشباع رغباته بها ؟
الجواب
الحمد لله.

أولا :
وردت بعض ظواهر الأدلة في الكتاب والسنة التي تدل على إلحاق الزوج بزوجته ، أو الزوجة بزوجها ، إذا كان أحدهما في درجة أدنى من الآخر .
قال الله تعالى" جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ " الرعد/23 ، ومثله قول الله عز وجل" رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " غافر/8 .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله 4/451 :
" أي : يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الآباء والأهلين والأبناء ، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين ؛ لتقر أعينهم بهم ، حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى ، من غير تنقيص لذلك الأعلى عن درجته ، بل امتنانا من الله وإحسانا ، كما قال تعالى " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ " الطور/21 " انتهى .

وقال – أيضًا - رحمه الله 7/131 :
" أي : اجْمَعْ بينهم وبينهم ؛ لتقر بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة ، كما قال تعالى " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ " الطور/21 ، أي : ساوينا بين الكل في المنزلة ؛ لتقر أعينهم ، وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني ، بل رفعنا الناقص في العمل ، فساويناه بكثير العمل ، تفضلا منا ومنة " انتهى .

وقال العلامة ابن عاشور رحمه الله :
" في هذه الآية بشرى لمن كان له سلف صالح ، أو خلف صالح ، أو زوج صالح ، ممن تحققت فيهم هذه الصِّلات ، أنه إذا صار إلى الجنة لحق بصالح أصوله أو فروعه أو زوجه ، وما ذكر الله هذا إلا لهذه البشرى " انتهى من " التحرير والتنوير " 13/131 .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" إذا مات رجل وزوجته وكانا من أهل الجنة فإنها تبقى زوجةً له ، قال الله تعالى " رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " . وقال تعالى "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ". والذرية شاملة لذرية الزوج والزوجة ، فإذا كان الله يلحق بالمؤمنين ذرياتهم ، فمعنى ذلك أن الزوج والزوجة يكونان سواءً ، ويلحق الله بهما ذريتهما ، وهذا من كمال النعيم الذي في الجنة ، فإنها فيها ما لا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " .
وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك فيقول : يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به "
حديث موضوع ، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ " الطور/21 ، رواه الطبراني في " المعجم الكبير " 11/440 ، وفي " المعجم الصغير " 1/382 .
لكنه حديث موضوع ، في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ، وهو متهم : بوضع الأحاديث .
قال ابن خزيمة " أنا خائف أنه كذاب " كما في " المجروحين " لابن حبان 2/306 .
وقال ابن عدي " ممن يتهم بوضع الحديث " انتهى من " الكامل " 7/550 .
وقال الدارقطني : متروك . " الضعفاء والمتروكين " 3/131 ، وانظر " ميزان الاعتدال " 3/625 .

وقد ضعف هذا الحديث الهيثمي في " مجمع الزوائد " 7/114 ، وقال الشيخ الألباني رحمه الله " هذا إسناد موضوع " انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " رقم/2602 .
فلا يجوز الاستدلال بهذا الحديث ، وإنما ذكرناه للتنبيه على أنه موضوع ، والتحذير منه . ويكفي الاستشهاد بالآيات الكريمات السابقات .
وقد تكلم العلماء على مسألة إلحاق الذرية بالآباء ، أو الآباء بالذرية في درجات الجنان ، فمن أراد التوسع فليراجع كتاب " حادي الأرواح " لابن القيم (ص/395) .

وقد سبق بيان هذه المسألة باختصار في الفتوى رقم : 5981 ، والفتوى رقم : 135809 .
ثانيا :
أما قول السائلة : إن إلحاق الأدنى بالأعلى ليس من العدل ، فإننا ننصح أنفسنا والمسلمين بالتأدب مع الأحكام الشرعية عند السؤال عنها ، فمن أشكل عليه شيء فليسأل عنه ، وعليه أن يتحفظ في كلامه ، فليس هناك داع لأن يقول : إن كان الأمر كذا فهذا ظلم ، أو لا يقول به عاقل .. ونحو ذلك من العبارات . فقد يكون الأمر على ما استبعده هو ، فيكون قد أساء الأدب مع الشرع حيث اتهمه بأنه يأتي بالظلم أو بما لا يقول به عاقل .
وأما الجواب عن هذا ، فإن إلحاق الأدنى بالأعلى فيه مزيد إكرام وفضل من الله تعالى للأدنى والأعلى معا ، أما الأدنى فإنه يرتفع إلى درجة أعلى في الجنة لم يبلغها بعمله . وأما الأعلى فإن الله تعالى يزيد في نعيمه وسروره بأن يجمعه مع من كان يجب في الدنيا ، فيجمعه مع زوجه أو زوجته أو ولده .. إلخ ، وفي هذا زيادة نعيم وإكرام للأعلى .

فتبين بهذا أن إلحاق الأدنى بالأعلى لا ينافي العدل ، بل هو زيادة على العدل ، فهو فضل من الله ومزيد إكرام .
وأخيرا .. نصيحتنا للسائلة أن تشتغل بالنافع من الأعمال ، وأن يكون اهتمامها أن تطيع الله تعالى حتى تستحق رحمته وتدخل الجنة ، وتترك عنها تفاصيل الغيب لله سبحانه وتعالى ، فما دامت توقن أن عدل الله مطلق ، وكرمه واسع ، فلا يضرها بعد ذلك عدم علمها ببعض تلك التفاصيل الغائبة عنها .
نسأل الله تعالى أن يدخلنا الجنة برحمته .
والله أعلم .
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-09-2021, 11:53 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,275
root

من كان له زوجتان وكانت إحداهما في درجة أعلى منه فهل يُلحق هو والأخرى بها ؟



السؤال

قرأت في الحديث أنه إذا كان منزلة الوالدين أعلى من منزلة الأبناء في الجنة فإن الله برحمةٍ منه وفضل يرفع الأبناء إلى درجة الوالدين ، والعكس ، وأنه أيضاً إذا كانت منزلة الزوجة ، أو الزوج أعلى أحدهما من الآخر بما قدم من أعمال أفضل : فإن الله بفضله يرفعه إلى منزلة الآخر ، ولكن السؤال هنا : إذا كان الرجل له زوجتان ، وكانت إحداهما في درجة أعلى من الأخرى : فهل تُرفع الزوجة الأقل درجة هي والزوج إلى منزلة الزوجة الأعلى درجة ، مع أنها اجتهدت في الدنيا أكثر ؟ .
الجواب








الحمد لله.
أولاً :
ما ذكره الأخ السائل في مقدمة سؤاله ليس عليه دليل صحيح من السنَّة ، فيما نعلم ، ولكن جاءت أثار بذلك عن الصحابة والتابعين في تفسير قوله تعالى "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ" الطور/21 .
فعن عَمْرُو بنِ مُرَّةَ قال : سَأَلْت سَعِيدَ بن جُبَيْرٍ عن هذه الآيَةِ "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ" قال : قال ابن عَبَّاسٍ : الْمُؤْمِنُ تُرْفَعُ له ذُرِّيَّتُهُ لِيُقِرَّ اللَّهُ عز وجل عَيْنَهُ ، وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ في الْعَمَلِ .
رواه االطحاوي في " شرح مشكل الآثار " 3 / 105 ، وصححه المحققون .
وقد ذكر الطحاوي رحمه الله أنه في حكم المرفوع ، وكذا قال الشيخ الألباني رحمه الله ، ولذلك خرجه في " السلسلة الصحيحة " 2490 .
وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم 121192 أن الإلحاق في الجنة في الدرجات يكون لصغار الذرية ، ولمن يكون مع الأسرة في ذات البيت ، لا لمن استقل منهم بزواج .
ثانيًا:
الزوجة إن كانت في الجنة في درجة أعلى من زوجها : فإن الله تعالى يجمع بينها وبين زوجها فيها ، بأن يلحقه بها في درجتها ، دون أن يُنقص من درجتها شيئاً .
وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم 5981 أن المرأة تجتمع بزوجها وذريتهما في الجنة .
وعليه : فإن زوجها ، وأولادها منه يلتحقون بتلك المرأة الصالحة – الزوجة له ، والأم لهم – في درجتها في الجنة ؛ لتقر عينها ، وتسعد تلك الأسرة .
وفي مثل هذه الحال فإنه يصير الزوج في درجة عالية في الجنة ، ولنفرض أن له زوجة أخرى ، وأولاداً منها ، وهم دون تلك المنزلة التي صار فيها : فإنه يُرجى أن يقر الله عيونهم جميعاً بالالتقاء في تلك المنزلة العالية ، اجتماعاً لتلك الأسرة ، وتحقيقاً للسعادة التي وعدهم الله تعالى بها ، ويدل عليه ما ذكرناه من الآية ، وما أحلنا عليه من الأجوبة .
فتصير تلك الزوجة الصالحة سبباً في ارتفاع درجة زوجها ، وأولادها منه ، ثم يكون الزوج سبباً في ارتفاع درجة زوجته الأخرى ، وأولادهما .
وفضل الله تعالى عظيم ، ورحمته واسعة ، وبما قلناه يتحقق دعاء الملائكة حملة العرش في قولهم " رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " غافر/ 8 .
ويتحقق وعد الله تعالى لهم في قوله " وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ " الرعد/ 22 ، 23 .
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
وفي هذه الآية بشرى لمن كان له سلف صالح ، أو خلَف صالح ، أو زوج صالح ، ممن تحققت فيهم هذه الصفات : أنه إذا صار إلى الجنَّة : لحِق بصالح أصوله ، أو فروعه ، أو زوجه ، وما ذكر الله هذا إلا لهذه البشرى ، كما قال الله تعالى " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شِيْءٍ" الطور/ 21 .
والآباء يشمل الأمهات ، على طريقة التغليب ، كما قالوا : الأبوين .
" التحرير والتنوير " 13 / 131 ، 132 .
واجتماع الرجل بزوجاته في الجنة يدل عليه عموم الآيات السابقة ، كما تدل عليه آيات مخصوصة على أحد الأقوال فيها ، ومنها :
1. قوله تعالى " ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ " الزخرف/ 70 .
ومعنى تُحْبَرُونَ : أي : تُنعَّمون ، وتُسرُّون .
2. وقوله تعالى " إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ " يس/ 55 ، 56 .
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير آية الزخرف - :
قوله تعالى في هذه الآية "وَأَزْوَاجُهُمْ" فيه لعلماء التفسير وجهان :
أحدهما : أن المراد بأزواجهم : نظراؤهم ، وأشباههم ، في الطاعة ، وتقوى الله ، واقتصر على هذا القول : ابن كثير .
والثاني : أن المراد بأزواجهم : نساؤهم في الجنة ؛ لأن هذا الأخير أبلغ في التنعم ، والتلذذ ، من الأول .
ولذا يكثر في القرآن ، ذكر إكرام أهل الجنة ، بكونهم مع نسائهم ، دون الامتنان عليهم بكونهم مع نظرائهم وأشباههم في الطاعة .
قال تعالى " إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ " يـس/ 55 ، 56 .
" أضواء البيان " 7 / 142 .
ونسأل الله أن يدخلنا وإياكم الجنة ، مع أهالينا ، وذرارينا ، من غير حساب ، ولا عذاب .
والله أعلم







المصدر: الإسلام سؤال وجواب



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:29 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر