العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الأسرة والبراعم > ملتقى الأسرة والبراعم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-23-2019, 01:02 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,267
root من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته



من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
ليس مِن شكٍّ في أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المثَل الأعلى في الخلُق العظيم وجميع الكمالات، والقدوة الحسَنة لمَن كان يرجو الله واليوم الآخَر،وهو صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه الله " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "القلم : 4.وبه صلى الله عليه وسلم كان الإصلاح الشامل لكل جوانب الحياة للناس كافة ." بُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً" صحيح البخاري = الدرر =

ولا بدَّ لهذا الإصلاح الشامل والدعوة إلى الحق مِن تألُّف القبائل والعشائر، واستِمالة الأفئدة، واستِهواء العُقول، وحُسْن المُعامَلة، والتودُّد إلى الناس ،ولم يَعرِف التاريخ مُصلِحًا أفضلَ خلُقًا، ولا أحسنَ معامَلةً، ولا قائدًا أعلى أدبًا وأعظم سياسةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإن الزواج لَمِن أعظم الروابط الإنسانية التي تزرَع المودَّة، وتجمَع النفوس على المحبَّة، وبه تكون المُناصَرة والمؤازَرة، وتَنكشِف خبايا النفوس فتتميز الأُسَر والبُيوتات.
وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العِشْرَة دائم البِشْرِ ، يداعب أهله ،ويَتَلَطَّفُ بهم ، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته ، ويُضاحِك نساءَه ، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يَتَوَدَّدُ إليها بذلك - كما سيأتي -.
"خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم: 1621 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
ومَعناه: الوصيَّةُ بحسْنِ التَّعامُلِ معَ الأهْلِ؛ منَ الزَّوجاتِ والأوْلادِ والأقارِبِ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أفضَلَ النَّاسِ عِشْرَةً لأهْلِه جَميعًا.
فضرب مثلًا رائعًا في إخلاص وحب الزوج لزوجته :قضى النبي صلى الله عليه وسلم مِن زهرة شبابه المبارك خمسًا وعشرين سنة مع خديجة بنت خُويلِد - رضي الله عنها - ولم يتزوَّج عليها ولا أحبَّ أحدًا مثل حبِّه لها، وظلَّ طوال عمره يَذكرها ويُكرم صديقاتها وصواحِبها.
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها " ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا في صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّما قُلتُ له: كَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إلَّا خَدِيجَةُ، فيَقولُ "إنَّهَا كَانَتْ، وكَانَتْ، وكانَ لي منها ولَدٌ."الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم:3818-خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر=

الشرح:
تَحكي عائشةُ رضي الله عنها وتقولُ: ما غِرتُ على أحدٍ مِن نساءِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما غِرتُ على خديجةَ رضي الله عنها، وما رأيتُها، أي: مع كوني لم أرَها ولم أَلْتقِ بها، ولكن كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُكثِرُ مِن ذِكرها، أي: ولكنِ السَّببُ في شدَّةِ غَيرتي منها أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يُكثِر الحديثَ عنها، وربَّما ذبَح الشَّاةَ، ثمَّ يُقطِّعها أعضاءً، ثمَّ يبعَثُها في صدائقِ خديجةَ، أي: وكان يُكرِم صَديقاتِها، ويُهدِي إليهنَّ الهدايا مِن أجلِها، فكثيرًا ما كان يذبَحُ الشَّاةَ ويَقسِمُها أقسامًا، فيُهدي إلى كلِّ واحدةٍ مِن صديقاتِها قسمًا منها؛ وفاءً لخديجةَ رضي الله عنها، وذلك مِن شدَّةِ محبَّتِه لها، ومُحافظتِه على وُدِّها، فربَّما قلتُ له: كأنْ لم يكن في الدُّنيا امرأةٌ إلا خديجة، أي: كأنَّ خديجةَ أنسَتْك النِّساءَ جميعًا، فأصبحتَ لا ترى غيرها في هذه الدُّنيا، فيُجيبها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: إنَّها كانت وكانت، أي: فيعدِّد فضائلَها ومحاسنَها، وكان لي منها ولدٌ، أي: وبالإضافة إلى هذه المزايا كلِّها فقد رزقني اللهُ منها أكثرَ ذُرِّيتي ذكورًا وإناثًا.
في الحديثِ: فضلُ خديجةَ رضي الله عنها، الَّذي يتجلَّى في شدَّةِ محبَّتِه صلَّى الله عليه وسلَّم لها، وإكرام صَديقاتِها.
وفيه: أنَّ الغَيرةَ غريزةٌ في النَّفسِ لا يُلامُ عليها الإنسانُ إذا لم تَزِدْ عن حدِّها الطبيعيِّ، أو تُؤدِّي لفِعلٍ مُحرَّم.
وفيه: دلالةٌ على حُسنِ العهدِ، وحِفظِ الوُدِّ، ورعايةِ حُرمةِ الصَّاحبِ والمُعاشِر؛ حيًّا وميِّتًا.
وفيه: إكرامُ معارفِ ذوي القُربى بعدَ وفاتِهم. = الدرر=

*ومن مظاهر هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته:

*الاتّكاء في حجرها:
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كانَ يَتَّكِئُ في حَجْرِي وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يَقْرَأُ القُرْآنَ." الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 297 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =

*ملاطفتها بالشّرب من سؤرها:
فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت:
"كُنْتُ أشْرَبُ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ، فَيَشْرَبُ، وأَتَعَرَّقُ العَرْقَ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ. وَلَمْ يَذْكُرْ زُهَيْرٌ فَيَشْرَبُ.الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم:300-خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =

الشرح: كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خَيْرَ الناسِ لأهلِه، وأَرْفَقَ الناسِ وأرحمَهم بهم، وفي هذا الحديثِ تُخبِر أُمُّ المؤمنين عَائِشَةُ رضِي اللهُ عنها عن فِعل النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم معها وهي حائض، فكان صلَّى الله عليه وسلَّم إذا شَرِبت وناولَتْه الإناءَ يَضَعُ فاه على الموضِعِ الَّذِي كانت تَضَعُ عليه فاها، "وإذا تعرَّقَتِ العَرْقَ "وهو العَظْم الَّذِي عليه بَقِيَّة مِن لَحْمٍ، أكَل مِن الموضِع الَّذِي كانتْ تأكُل منه، وكان ذلك تطيِيبًا لقلبِها، وإذهابًا للحُزن الَّذِي يأتيها وقتَ الحَيْض.
وفي الحديثِ: رِفْقُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بنِسائِه خاصَّةً وقتَ الحَيْضِ؛ فإنَّ المرأةَ أَحْوَجُ ما تكونُ إلى الرِّفق في هذا التوقيتِ. = الدرر =


*ملاعبة الزّوجة وممازحتها:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ زَوجَتَه عائشةَ أُمَّ المُؤمِنينَ، وكان في تَعامُلِه معها مِثالًا وقُدْوةً في حُسنِ العِشْرةِ، وعلَّمَنا كثيرًا من السُّنَنِ في مُراعاةِ سِنِّ الزَّوْجةِ وعَقْلِها، وتَلْبيةِ بعضِ حاجاتِها من المُباحاتِ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله "هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك".متفق عليه
عن عائشةَ، رضيَ اللَّهُ عنها، أنَّها كانَت معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سفَرٍ قالت: فسابقتُهُ فسبقتُهُ على رجليَّ، فلمَّا حَملتُ اللَّحمَ سابقتُهُ فسبقَني فقالَ" هذِهِ بتلكَ السَّبقةِ"الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم:2578-خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =

الشرح: التَّلطُّفُ وحُسْنُ العِشْرةِ معَ الأهلِ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ الذي علَّمَنا إيَّاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها "أنَّها كانَت مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ"، أي: خَرَجتْ مَعَه في إحدى أسفارِه، قالتْ "فسابَقتُه"، أي: تَنافَسْنا في سِباقٍ، "فسبقتُه على رِجْلي"، أي: كُنتُ أنا السَّابقةَ والمُتقدِّمةَ في سِباقِ الجَريِ على الأرجُلِ لا على الدَّوابِّ، "فلمَّا حَمَلتُ اللَّحمَ"، أي: زاد وَزْني وسَمِنتُ، "سابَقتُه"، أي: أَعَدْنا المنافسةَ في سَفَرٍ آخَرَ؛ "فسَبَقَني"، أي: فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو السابقَ هذه المرَّةَ، فقال لها النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين رَبِحَ "هذه بتِلْكِ السَّبْقَةِ"، أي: سَبَقتُكِ كما سَبَقْتِني مِن قَبْلُ، فأصبَحْنا مُتساوِيَيْن في ذلك، وهذا مِن جميلِ مُعاشَرتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأزْواجِه.
وفي الحَديثِ: تَواضُعُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولُطْفُه مع أَهْلِه، وبيانُ ما كان عليه مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ. = الدرر =
*معاونتها في شؤون البيت:
سُئِلَت عائشةُ - رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :
"كان يَخيطُ ثوبَهُ ، ويخصِفُ نعلَه ، ويعملُ ما يعملُ الرجالُ في بيوتِهم"الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 4937 : خلاصة حكم المحدث : صحيح=الدرر =

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -على عِظَمِ مكانتِه، وسُمُوِّ مقامِه- يتعامَلُ في بيتِه بالتواضُعِ، والرَّحمةِ، ولا يترفَّعُ عما يفعَلُه البشرُ من خِدمةِ نفسِه وأهْلِه، على عكسِ ما كان عليه الملوكُ، والرؤساءُ من الترفُّعِ عن الأعمالِ العاديةِ تكبُّرًا.

وفي الحديثِ: ندْبُ خِدمَةِ الإنسانِ نفسَه، وأنَّ ذلك لا يُخِلُّ بمَنْصِبِه وإنْ عَظُمَ= الدرر =

*الاهتمام بالنظافة الشخصية في بيته:
"سَأَلْتُ عائِشَةَ، قُلتُ: بأَيِّ شيءٍ كانَ يَبْدَأُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قالَتْ: بالسِّواكِ."
الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث: مسلم -المصدر : صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم 253 :-خلاصة حكم المحدث : صحيح =الدرر =


*يناديها بود وبما تحبه
كان صلى الله عليه وسلم يقول لـ عائشة " يا عائش":
"ياعائِشَ، هذا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلام"َ فَقُلتُ: وعليه السَّلامُ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ، تَرَى ما لا أرَى"- تُرِيدُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم:3768-خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر=
أي: يُهديكِ السَّلامَ، ويُحيِّيكِ بتحيَّةِ الإسلامِ، فقالتْ: وعليه السَّلامُ ورحمةُ الله وبركاتُه، أي: ردَّتِ التَّحيَّةَ بأحسَنَ منها، ثمَّ قالتْ: تَرى ما لا أَرى؛ تُريدُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أي: إنَّك يا رسولَ الله، ترى جبريلَ الذي لا أَراه.
وفي الحديثِ: فضيلةٌ ظاهرةٌ لأمِّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها.
وفيه: بَعْثُ السَّلام وتبليغُه، وبَعْثُ الأجنبيِّ السَّلامَ إلى الأجنبيَّةِ الصَّالحةِ إذا لم يُخُفْ ترتُّبُ مَفْسَدةٍ. = الدرر=


• وقالت عائشة رضي الله عنها أيضًا:
قالت لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، كُلُّ نِسائِكَ لها كُنيةٌ،غَيري.فقال لها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اكتَني أنتِ أُمَّ عَبدِ اللهِ. فكان يُقالُ لها: أُمُّ عَبدِ اللهِ، حتى ماتَتْ، ولم تَلِدْ قَطُّ.الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : شعيب الأرناؤوط -المصدر : تخريج المسند -الصفحة أو الرقم:25181-خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =

*غض الطرف عن بعض نقائصها

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
- لَايَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ."الراوي : أبو هريرة-المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم:- 1469 خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
الشرح:لا يَخلُو المُؤمِنُ والمؤمنةُ مِن خلُقٍ حسَنٍ؛ فالإيمانُ يَحمِلُهما على وجودِ خِصالٍ مَحمودةٍ، وفي هذا الحديثِ يقولُ المُصطَفى صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ "
لا يَفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً"، و"الفِرْكُ" البُغْض، أي: لا يَحصُلُ البُغضُ التامُّ لها؛ وذلكَ لأنَّه إنْ كَرِهَ منها خلُقًا، أي: خُلُقًا سيِّئًا، رضيَ منها آخَرَ أو غَيْرَه، أي: رَضِيَ بخلُقٍ حسنٍ، فيَحمِلُه ما رضِيَ من الحَسنِ، على الصبْرِ على ما لا يَرضَى مِن السيِّئ. = الدرر =
*التلطف مع الزوجة حين مرضها ورقيتها:
".....ويَرِيبُنِي في وجَعِي، أنِّي لا أرَى مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللُّطْفَ الذي كُنْتُ أرَى منه حِينَ أمْرَضُ، إنَّما يَدْخُلُ فيُسَلِّمُ، ثُمَّ يقولُ: كيفَ تِيكُمْ،...." الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 2661 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر =


*قال الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي" وَفِي رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ بِمُعَوِّذَاتٍ .
» صحيح مسلم » كتاب السلام » باب رقية المريض بالمعوذات والنفث - حديث رقم: 2192.
*الوثوق بها وعدم تخوينها:
"نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ. -وفي رواية-: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بكَرَاهَةِ الطُّرُوقِ، وَلَمْ يَذْكُرْ: يَتَخَوَّنُهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ." الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 715 - خلاصة حكم المحدث :صحيح= الدرر =

الشرح :
في هذا الحَديثِ يَقولُ جابِرٌ رَضيَ اللهُ عَنه: نَهى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم أنْ يَطرُقَ أَهلَه لَيلًا، أي: يَقدَمَ عَليهِم بِاللَّيلِ، ثُمَّ بَيَّن صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم سَببَ النَّهيِ، بقوله: يَتخوَّنُهُم أَوْ يَلتَمِسُ عَثراتِهم، أي: يَظنُّ خيانَتَهُم ويَكشِفُ أَستارَهُم.
فَفي الحَديثِ: النَّهيُ عَنِ التَّجسُّسِ على الأَهلِ، وعَدمُ الطَّرقِ لَيلًا - دون استئذان-. الدرر =

*إعانتها على طاعة اللّه تعالى:
"رحمَ اللَّهُ رجلاً قامَ منَ اللَّيلِ فصلَّى وأيقظَ امرأتَهُ فإن أبت نضحَ في وجْهِها الماءَ رحمَ اللَّهُ امرأةً قامت منَ اللَّيلِ فصلَّت وأيقظت زوجَها فإن أبى نضحت في وجْهِهِ الماءَ " الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 1308 - خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح = الدرر =

الشرح:
قِيامُ اللَّيلِ شَرفُ المؤمِن، وهو أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَريضةِ، وقد رغَّب فيه الشرعُ الحنيفُ وبيَّن عظيمَ أجرِه وكثيرَ فَضلِه، وفي هذا الحديثِ: يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "رَحِمَ اللهُ رجلًا قَامَ مِن اللَّيْلِ فصَلَّى"، أي: يَدْعُو النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالرَّحمةِ لِمَن قَامَ فِي جُزءٍ مِن اللَّيْلِ وصلَّى بعضَ الرَّكَعاتِ، "وأَيْقَظَ امرَأَتَه فصلَّتْ"، أي: أيقَظَ زوجتَه لتصلِّيَ قِيَامَ اللَّيْلِ، "فإنْ أَبَتْ"، أي: فإنِ امتَنَعَتْ تَكاسُلًا بسببِ النَّومِ، "نَضَحَ فِي وجهِها الماءَ"، أي: رَشَّ بعضَ الماءِ عليها لِتَنشِيطِهَا، وَهذا إشارةٌ إِلَى التلطُّفِ مَعَ الزَّوجةِ عِنْدَ إيقاظِها حَتَّى تَستجِيبَ، ثُمَّ دعَا صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم بالرَّحمَةِ للمرأةِ الَّتِي تَقُومُ اللَّيلَ فِي قولِه "رَحِمَ اللهُ امرأةً قامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فصَلَّتْ"، أي: قامَتْ فِي جُزءٍ مِنَ اللَّيْلِ وَصَلَّتْ بعضَ الرَّكعاتِ، "وأيَقَظت زوجَها"، أي: لِيُصَلِّيَ قِيَامَ اللَّيْلِ، "فإنْ أَبَى"، أي: امتَنَعَ عن الاستيقاظِ والقيامِ تكاسُلًا بسببِ النَّومِ، "نَضَحَتْ فِي وجهِه الماءَ"، أي: رَشَّتْ فِي وجهِه الماءَ بِقَصدِ تَنشِيطِه، وَهذا إشارةٌ إِلَى التلطُّفِ مَعَ الزَّوجِ عِنْدَ إيقاظِه حَتَّى يَستجِيبَ.
وفي الحديثِ: حثُّ الأسرةِ على أن يُنشِّطَ بعضُها بعضًا في أداءِ العِباداتِ وأعمالِ التطوُّعِ.
= الدرر السنية =

*التصريح بالتمسك بها
وتَطييب نَفْسها، لحُسْنِ عِشْرَتِه إيَّاها :
"يا عائشةُ ! كنتُ لك كأبي زرعٍ لأمِّ زرعٍ ، إلا أنَّ أبا زرعٍ طلَّق ، و أنا لا أُطلِّقُ ."الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 141 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =

الشرح:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طيِّبَ العِشْرةِ مع نِسائِه، وكان يُحِبُّ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، وكان يَسمَعُ لها، ويُطيِّبُ خاطِرَها.
وهذا المَتْنُ جُزءٌ من حَديثِ في الصَّحيحينِ، وفيه تقُصُّ أمُّ المُؤمِنينَ عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها قِصَّةَ إحْدَى عَشْرةَ امرَأةً، "تَعاهَدْنَ وتَعاقَدْنَ"، أي: أَلْزَمْنَ أنْفُسَهنَّ عَهدًا، وعَقَدْنَ على الصِّدقِ مِن ضَمائرِهنَّ عقدًا ألَّا يَكتُمْنَ مِن أخبارِ أزْواجِهنَّ شيئًا، حتى قالت الحادِيةَ عَشْرةَ «زَوْجي أبو زَرْعٍ، فما أبو زَرْعٍ؟! أَناسَ مِن حُليٍّ أُذُنَيَّ»، أي: مَلَأَ أُذُنِي مِنَ الحُليِّ، «ومَلَأَ مِن شَحْمٍ عَضُدَيَّ»، ومَلَأَ جَسَدي لَحمًا مِنَ الأَكْلِ، «وَبَجَّحَني فبَجَحَتْ إليَّ نَفسي»، أي: عظَّمَ إليَّ نَفسي فعَظُمَتْ عِندي، «وجَدَني في أهْلِ غُنَيمةٍ بِشِقٍّ»، أي: إنَّ أهلَها كانوا ذوي غَنَمٍ، وليسوا أصحابَ إبِلٍ ولا خَيلٍ، وكانوا يُقيمونَ بمكانٍ اسمُه شِقٌّ، «فجَعَلَني في أهْلِ صَهيلٍ وأَطيطٍ»، الصَّهيلُ: صَوتُ الخَيلِ، والأطيطُ: صَوتُ الإبِلِ، أي: جَعَلَها مِن أصْحابِ الخَيلِ والإبِلِ، «ودائِسٍ ومُنَقٍّ»، أي: يَدوسُ الزَّرعَ؛ لِيُخرِجَ الحَبَّ مِنَ السُّنبلِ ويُنقِّيَ الطَّعامَ، أي: يُزيلُ ما يَختَلِطُ به مِن قِشرٍ ونحوِه، والمعنى: أنَّه نَقَلَها مِن شِدَّةِ العَيشِ وجَهدِه إلى الثَّروةِ الواسعةِ مِنَ الخَيلِ والإبِلِ والزَّرعِ، «فعندَه أقولُ فلا أُقبَّحُ»، أي: لا يُقبِّحُ قَولي ولا يَرُدُّه، «وأرقُدُ فأَتصبَّحُ»، أي: أنامُ حتَّى الصَّباحِ؛ لأنَّها كانت تَملِكُ خَدَمًا يقومونَ عنها بِأعمالِ المنزلِ، «وأشرَبُ فَأتقنَّحُ»، أي: أَشرَبُ حتَّى أرتوِيَ فلا يَقطعُ شُربي شيءٌ، ثُمَّ أثْنَتِ المرَأةُ على أُمِّ زوجِها أبي زَرْعٍ، فقالت: «أمُّ أبي زَرْعٍ؛ فما أمُّ أبي زَرْعٍ؟! عُكُومُها رَداحٌ»، أي: الأوعيةُ التي تَجمَعُ فيها الأمتعةَ رَداحٌ، أي: كَبيرةٌ، «وبَيتُها فَساحٌ»، أي: وبَيتُها واسِعٌ كَبيرٌ، ثُمَّ تُثني على ابنِ أبي زَرْعٍ زوجِها، فتقولُ: «مَضجَعُه كمِسَلِّ شَطبةٍ»، أي: مكانُ نومِه يُشبِهُ الجَريدَ المشطوبَ، تريدُ أنَّ قَوامَه يُشبِهُ السَّيفَ في الرَّشاقةِ والخِفَّةِ، «ويُشبِعُه ذِراعُ الجَفْرةِ»، أي: ويَشبَعُ مِن ذِراعِ الجَفْرةِ، وهي أُنثى المَعْزِ التي بَلَغَتْ أربَعةَ أشهُرٍ، ثُمَّ تُثني المرأةُ على بِنتِ أبي زَرْعٍ فتقولُ: «طَوْعُ أبيها، وطَوْعُ أُمِّها»، أي: طائعةٌ لِأبيها وأُمِّها، «ومِلءُ كِسائِها»، أي: تَملَأُ ثَوبَها لِسِمنَتِها، «وغَيظُ جارَتِها»، أي: تُغيظُ ضَرَّتَها؛ لجَمالِها وأدَبِها وعِفَّتِها، ثُمَّ تُثني على جاريةِ أبي زَرْعٍ فتقولُ: «لا تَبُثُّ حَديثَها تَبثيثًا»، أي: لا تُذيعُ وتُفشي حديثَهم وأسرارَهم، «ولا تُنقِّثُ مِيرتَنا تَنقيثًا»، أي: ولا تُفسِدُ طَعامَهم، «ولا تَملَأُ بَيتَنا تَعْشيشًا»، أي: لا تَترُكُ القُمامةَ مُفرَّقةً في البَيتِ كأعْشاشِ الطُّيورِ، ثُمَّ قالتْ: «خَرَجَ أبو زَرْعٍ والأوْطابُ تُمخَضُ»، أي: خَرَجَ أبو زَرْعٍ يَومًا، والأوْطابُ وهي أوعيةُ اللَّبنِ تُحرَّكُ لِاستخراجِ الزُّبْدِ، فَلقيَ امرأةً معها وَلدانِ لها كَالفَهِدينِ، «يَلعَبانِ مِن تحتِ خَصْرِها بِرُمَّانَتَينِ»، أي: يَتَحرَّكانِ تحتَ وَسَطِها، ويَلعَبانِ بِثَديَيِ المرَأةِ الصَّغيرينِ كالرُّمَّانَتَينِ في حُسنِهما، فطلَّقَني ونَكَحَها، «فنَكَحتُ بعدَه رَجُلًا سَرِيًّا»، أي: رَجُلًا شَريفًا، «رَكِبَ شَرِيًّا»، أي: أنَّه يَمضي في سَيرِه بِجدٍّ بلا انقِطاعٍ، «وأخَذَ خَطِّيًّا» الخَطِّيُّ: الرُّمحُ، وهو مَنسوبٌ إلى مَوضِعٍ باليَمَنِ تُجلَبُ منه الرِّماحُ، «وأراحَ عليَّ نَعَمًا ثَرِيًّا»، وأتَى لها بالكثيرِ مِنَ الإبِلِ، «وأعطاني مِن كُلِّ رائحةٍ زَوجًا»، أي: كان يُعطيها مِن كُلِّ شيءٍ يأتي بها نَوعَينِ، وقال: كُلي أُمَّ زَرْعٍ، «ومِيري أهلَكِ»، أي: صِلي أهلَكِ وبَرِّيهم وأَوسِعي عليهم في الطَّعامِ، قالت: لو جَمَعتُ كُلَّ شيءٍ أَعطانيهِ، ما بَلَغَ أصغَرَ آنيةِ أبي زَرْعٍ، أي: كُلُّ ما أكْرَمَني به لا يُساوي شَيئًا مِن إكْرامِ أبي زَرْعٍ. وبعدَ أنْ قصَّتْ عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذه القِصَّةَ قال لها "يا عائِشَةُ، كُنتُ لك كأبي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ"، أي: كانتْ سِيرتي معكِ في الإكْرامِ والحُبِّ كما كانتْ سِيرةُ أبي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ، "إلَّا أنَّ أبا زَرْعٍ طَلَّقَ"، أي: طلَّقَ زَوجَتَه أُمَّ زَرْعٍ، "وأنا لا أُطلِّقُ"، أي: لا أُطلِّقُكِ يا عائِشَةُ، وهذا تَطييبٌ لنَفْسِها، وإيضاحٌ لحُسْنِ عِشْرَتِه إيَّاها
.
= الدرر =
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-24-2019, 08:19 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,267
Arrow


*
ومما يَنطِق بلينِ جانبِه، وخَفضِ جَناحه، وحسنِ أدبه مع زوجاته - عليه الصلاة والسلام : استِشارة زوجِه أمِّ سلمة - رضي الله تعالى عنها - في أمر مِن أهمِّ أمور المسلمين يوم الحُديبيَة؛ فقد عاهَد النبي - صلى الله عليه وسلم - المشركين على تركِ القتال عشر سِنين، ووافقَهم على شروطٍ ظاهِرها فيه الإجحاف بالمسلمين، فكَرِهَ ذلك أصحابُه، وأبَوا أن يَتحلَّلوا بالحَلْقِ أو التقصير من إحرامهم بالعمرة ليعودوا إلى المدينة، وخالَفوا أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يُنفِّذه واحدٌ منهم، ولم يَحصُل مثل ذلك مِن قبْل ولا مِن بعد، فأحزنَه ذلك، وشقَّ عليه، فذهب إلى أمِّ سلمة يَستشيرُها. الألوكة =

فلا فرق في الإسلام بين أن تأتي المشورة من رجل أو امرأة ما دامت مشورة صائبة ، وهذا عين التكريم للمرأة التي يزعم أعداء الإسلام أنه غمطها حقها ، وتجاهل وجودها ، وهل هناك اعتراف واحترام لرأي المرأة أكثر من أن تشير على نبي مرسل ، ويعمل النبي بمشورتها لحل مشكلة اصطدم بها وأغضبته.

"....قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحَابِهِ: قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا، قالَ: فَوَاللَّهِ ما قَامَ منهمْ رَجُلٌ حتَّى قالَ ذلكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ منهمْ أحَدٌ دَخَلَ علَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا ما لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أتُحِبُّ ذلكَ، اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ كَلِمَةً، حتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ حتَّى فَعَلَ ذلكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، ودَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا وجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا...." الراوي : المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 2731 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =


الشرح
صُلحُ الحُدَيْبِيةِ كانَ فَتحًا للمُسلمينَ قبلَ الفَتحِ، وهذا الحديثُ يحْكي قصَّةَ الصُّلحِ

فدخلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أمِّ سلمةَ يَشكو إِليها امتِناعَ أصحابِهِ رِضوانُ اللهِ عَليهِمْ مِن تَلبِيةِ أَوامرِهِ، فأشارتْ عليه أمُّ سلمةَ رضيَ اللهُ عنها بأنْ: لا تتكلَّمْ معَ أحدٍ منهمْ كلمةً، حتى تنحَرَ بُدْنَكَ، وتدْعوَ حالِقكَ فيَحلِقَكَ، فرضِيَ النبيُّ صلى عليه وسلم ما قالتْ، وخرجَ وفعلَ ما أَشارتْ بهِ. قيلَ: إنَّ حالِقَهُ خِراشُ بنُ أمَّيةَ بنِ الفَضلِ الخُزاعِيُّ، فلمَّا رأى الصَّحابةُ فِعلَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاموا ففَعلوا فِعلَهُ واهتَدَوْا بِهَدْيِهِ، حتى كادَ بعضُهم يقْتُلُ بعضًا غمًّا، أي: حُزنًا على أنَّهم صُدُّوا عن البيتِ ولم يُكْمِلوا نُسكَهم، ولتَحقُّقهم مِن فِعلِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذلك أنَّ الأمرَ نافذٌ، وأنَّ الوحيَ لم يَنزِلْ ولم يُبطِلِ اللهُ الصُّلحَ وشُروطَه المجحفةَ، وأنَّهم بذلك قدْ تأخَّروا في تنفيذِ أمرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم الأوَّلِ لهم بالتحلُّلِ والحَلقِ والنَّحْر.
وفي الحديثِ: أنَّ اللهَ تعالى يَنصُر هذا الدِّينَ بما قدْ يَظُنُّ البعضُ أنَّه خِذلانٌ، وأنَّ الفرَجَ مع الصَّبرِ.
وفيه: أنَّ طاعةَ اللهِ ورسولِه واجبةٌ دون النَّظرِ إلى معرفةِ الحِكمةِ مِن الأمْرِ أو النَّهي..
= الدرر =


"بلغَ صفيَّةَ أنَّ حفصةَ قالت بنتُ يهودِيٍّ فبكت فدخلَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وهيَ تبكي فقالَ ما يبكيكِ ؟قالتْ: قالتْ لي حفصةُ إنِّي بنتُ يهوديٍّ. فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ :وإنَّكِ لابنةُ نَبِيٍّ وإنَّ عمَّكِ لنبيٌّ وإنَّكِ لتحتَ نبيٍّ ففيمَ تفخرُ عليكِ ثمَّ قالَ اتَّقي اللَّهَ يا حفصةُ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 3894 - خلاصة حكم المحدث : صحيح =الدرر =

الشرح:
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خيرَ النَّاسِ لأهلِه، وقد ضَرَبَ أَرْوعَ الأمثلةِ في حُسْنِ العِشْرةِ مَعَ أهلِهِ وزَوْجاتِه.
وفي هذا الحديثِ يَحكي أَنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّه بَلَغَ "صَفيَّةَ" بنتَ حُييِّ بنِ أَخْطَبَ رَضيَ اللهُ عنها، أنَّ "حَفْصَةَ" بِنتَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنها، "قالتْ"، أي: في حَقِّ صَفيَّةَ: إنَّها "بنتُ يَهوديٍّ"، أي: إنَّ أباها مَنَ اليهودِ، "فبَكَتْ" صفِيَّةُ مِنْ هذا الكلامِ، فدَخَلَ "عليها"، أي: على صَفِيَّةَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهي تَبْكي، "فقال" لها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "ما يُبْكيكِ"؟ أي: ما الذي جَعَلَكِ تَبْكينَ؟ قالتْ صفيَّةُ: "قالتْ لي حَفْصَةُ"، أي: في حَقِّي "إنِّي بِنتُ يَهوديٍّ" تُريدُ أنْ تُعيَّرني وتَنتَقِصَ مِنْ قَدْري بذلِكَ.
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مادحًا لها ومُطيِّبًا خاطِرَها: "وإنَّكَ" يا صفيَّةُ، "لابنةُ نَبيٍّ"، وهو هارونُ بنُ عِمرانَ عليه السَّلامُ؛ لأنَّها مِنْ ذُريَّتِهِ، وقيل المُرادُ: إسحاقُ بنُ إبراهيمَ عليهما السَّلامُ، "وإنَّ عَمَّكِ لنَبيٌّ"، أي: موسى بنُ عِمرانَ كليمُ اللهِ عليه السَّلامُ، وقيل المُرادُ: إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ عليهما السَّلامُ، "وإنَّكَ لتَحْتَ نبيٍّ"، أي: زَوْجةُ النبيِّ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ "ففيمَ"، أي: في أيِّ شيءٍ "تَفْخَرُ عليكِ" حَفْصةُ بنتُ عُمَرَ، وليس لها مِنْ المَحاسِنِ ما لَكِ؟! "ثُمَّ قال" النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لحَفْصةَ "اتَّقي اللهَ يا حَفْصةُ"، وذلك بتَرْكِ هذا الكلامِ المُنهيِّ عنه، وخافي مِنَ اللهِ تعالى بفِعْلِ أوامِرِهِ وتَرْكِ نَواهِيهِ.
وفي الحديثِ: أَمْرُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأَهْلِ بيتِهِ بالمعروفِ ونَهيهُ لهم عِنْ المُنْكَرِ.
وفيه: فَضْلُ أُمِّ المؤمنينَ صفيَّةَ بنتِ حُييِّ بنِ أخطبَ رَضيَ اللهُ عنها.
=الدرر =

*تحمّل نقاشها:يقول عمر بن الخطاب :

" ..... فَصِحْتُ علَى امْرَأَتِي، فَرَاجَعَتْنِي، فأنْكَرْتُ أنْ تُرَاجِعَنِي، فَقالَتْ: ولِمَ تُنْكِرُ أنْ أُرَاجِعَكَ، فَوَاللَّهِ إنَّ أزْوَاجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليُرَاجِعْنَهُ ..."الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 2468 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =



فَصِحْتُ على امْرأتي، أي: رَفَعْتُ صَوتي عليها، فَراجَعَتْني، أي: رَدَّتْ عَليَّ الجواب فَأنْكرْتُ أنْ تَراجِعَني، فَقالتْ: ولِمَ تُنْكِر أنْ أُراجِعَكَ؛ فَوالله إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنَهُ.

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 05:44 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر