#1
|
||||
|
||||
الأسرة واستثمار عشر ذي الحجة
الأسرة واستثمار عشر ذي الحجة إن الزمان يتفاضل بعضه على بعض كما يتفاضل الأشخاص والبقاع وغيرها، فها هي عشر ذي الحجة أيام محدودة ومعدودة؛ لكنها أفضل أيام السنة على الإطلاق.. فمن وفَّقه الله -تعالى- لاستثمارها فهو على خير عظيم، وسأذكر وسائل لاستثمار عشر ذي الحجة محاولين تحريرها وتطبيقها في أنفسكم وأسرتكم..
فمن وفَّقه الله -تعالى- لاستثمارها فهو على خير عظيم، وسأذكر وسائل لاستثمار عشر ذي الحجة محاولين تحريرها وتطبيقها في أنفسكم وأسرتكم، دالين عليها غيركم فالدال على الخير كفاعله. * تعظيم هذا الموسم العظيم عند الأسرة، وبيان أهمية هذه الأيام الفاضلة وذلك من تعظيم حرمات الله -تعالى-؛ فإذا عُظِّمت في القلوب تبعتها القوالب والجوارح بالعمل والاستثمار، ولكلٍّ طريقته مع أسرته في تفعيل تلك الوسيلة. * تأمل كثيرًا ما حجم الأرباح لو استثمرت الأسرة تلك العشر الفاضلة، وما حجم الخسارة لو فاتت عليها تلك الأيام؛ ففرق كبير وبون شاسع بين هذا وذاك في الربح والخسارة، فهنيئًا للرابحين المقبولين وعزاءً للمحرومين، فالمقارنة بينهما تدعوكم جميعًا للاستثمار. * اجعل شعارك مع أسرتك في هذه العشر: الصبر وحسن الاستثمار، فإن الصبر على كلفته ومرارته فإن نتيجته أحلى من العسل، فكل إنجاز إنما خلفه صبر وعزيمة فهي أيام تُعد بأصابع اليدين، فإن استشعار الأسرة لذلك يدعوهم للتخطيط لاستثمار تلك الأيام العظيمة، وسريع مرورها على المستثمر والمفرط كليهما. *اجلس مع نفسك وخطط لها حسب وقتك لتستثمرة أفضل استثمار وحسب إمكانياتك وكل ميسر لما خُلِقَ له..... مع مراعاة دقة التخطيط ودقة التنفيذ. * استشعر وأسرتك الكريمة عند بلوغكم لهذه العشر الفاضلة أن كثيرين لم يدركوها فماتوا قبلها؛ فاحمدوا الله -تعالى- واشكروه على بلوغكم إياها، فإن هذا الشكر سبب لنعمة الاستثمار والله -تعالى- يقول"لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"إبراهيم:7. فاستشعاركم مفتاح للاستثمار. * .....اعتبر أنت وأسرتك الكريمة هذه العشر المباركة دورة إيمانية تربوية لكم جميعًا، محاولين التفوق فيها بنجاح من خلال استثمارها بسائر الطاعات؛ فهي زمن يسير وينتهي فاعملوا على فقه الأولويات في أعمالكم وظروفكم. * المرأة من أحوج ما تكون لترتيب الأولويات في استثمار هذه الأيام؛ لأنها مشغولة بخدمة بيتها وزوجها وأولادها ونحو ذلك، فهي بحاجة ماسة إلى الترتيب، وإن لم تفعل المرأة هذا فهي قد تخسر كثيرًا من وقتها من حيث لا تشعر. * على المرأة وهي تعمل في بيتها ما يخصها ألا تنسى الذكر بأنواعه خلال عملها فهو عمل يسير وفضله عظيم فأكثري -رحمك الله- خلال عملك من الكلمات الأربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. "لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم. " من قال لا إله إلا اللهُ والله أكبرُ لا إله إلا اللهُ وحده لا إله إلا اللهُ ولا شريك له لا إله إلا اللهُ له الملك وله الحمدُ لا إله إلا اللهُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ يعقدُهنَّ خمسًا بأصابعِه ثم قال من قالهن في يومٍ أو في ليلةٍ أو في شهرٍ ثم مات في ذلك اليومِ أو في تلك الليلةِ أو في ذلك الشهرِ غُفِرَ له ذنبُه "الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 3481 - خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره. وغيرها من الأذكار فكرري هذا كثيرًا ولا تَمَلِّي فهو حسنات تُكتب لك خلال عملك. * إن من خصائص المرأة دورتها الشهرية فإذا جاءتها فإنها تترك من العبادات الصلاة والصيام والطواف، واختلفوا في قراءة القرآن، وأما باقي العبادات فهو متاح لها بخلاف بعض النساء إذا جاءتها دورتها تركت كثيرًا من الأعمال، فاحرصي على استثمار هذه الدائرة الواسعة من الأعمال الصالحة. * أخي وأختي الكريمان إن من وسائل الاستثمار دلالتكما للآخرين على استثمار تلك الأيام، ففي هذه الدلالة تعزيز للنفس وكسب للخير وغرس لكما؛ فاستثمرا جلساتكم بذكر شيء من ذلك. * إن الصدقة من الأعمال الصالحة المتعدية فأكثروا منها ولو كانت قليلة؛ لتكسبوا المضاعفة ودعاء الملكين لكم بالخُلف. "ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا."الراوي : أبو هريرة -صحيح البخاري. واعلموا أن ما تنفقونه على أهليكم هو من الصدقة ومن العمل الصالح أيضًا، فاحتسبوه يعظُم أجركم .... كما يمكنكم أن تكونوا سببًا في صدقات المتصدقين من خلال دلالتهم على الفقراء والمساكين فلكم مثل أجورهم. * احرصوا على صيام التسع من تلك الأيام فهو من العمل الصالح وإن كنتم مشغولين فاحرصوا على الاثنين والخميس؛ فإن الصيام غالبًا تصحبه طاعات أخرى فاحرصوا على جمع الطاعات قدر الطوق. ثم إن انشغلتم عن الصيام فلا تنشغلوا عن صيام يوم عرفة فهو عمل صالح عظيم جليل. "صومُ يومِ عرفَةَ يُكفِّرُ سنتيْنِ ، ماضِيةٍ ومُستقبَلةٍ ، وصومُ عاشوراءَ يُكفِّرُ سنةً ماضِيةً"الراوي : أبو قتادة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع. * كن حريصًا على التبكير إلى الصلاة ما أمكنك، ففيها من الكنوز العظيمة ما الله به عليم فستجد أن أعمالًا صالحة وأرباحًا عظيمة حصلت عليها من خلال هذا التبكير مشجِّعًا أبناءك على ذلك فستكون هذه الأيام الفاضلة لأبنائك دورة تدريبية في امتثال الفضائل وعلى رأسها الصلاة مكثرين من نوافلها في البيت أو المسجد، واعلم أنك قدوتهم فهم يرون ما تفعل ويفعلون. * كم هو جميل أن تعيش الأسرة في إحياء سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المكث في المصلى بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس. فما أعظمه من ربح! وما أيسره من عمل! *الحرص على أذكار الصباح والمساء. * لتحرص الأسرة جميعًا خلال هذه الأيام خصوصًا وغيرها عمومًا على التطوعات من الصلاة والصدقات وغيرها ؛ فهي مكمِّلات للفرائض . "إذا أتيتَ أَهلَ مصرِكَ فأخبرْهم أنِّي سمعتُ رسول اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ المسلمُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ المَكتوبةُ، فإن أتمَّها وإلَّا قيلَ انظروا هل لَهُ من تطوُّعٍ فإن كانَ لَهُ تطوُّعٌ أُكمِلتِ الفريضةُ من تطوُّعِهِ ثمَّ يفعلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مثلُ ذلِكَ"الراوي : أنس بن حكيم الضبي - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه . *جميلٌ أن يضع الوالدان أو أحدهما خلال هذه العشر الفاضلة في كل يوم سؤالاً تربويًّا لأولادهم، وفي جلسة يومية خفيفة يتم مناقشة السؤال والجواب الصحيح وبيانه للأولاد وامتثاله كواقع عملي. فهذه من وسائل استثمار تلك العشر الفاضلة، كم هو جميل استحضارها وتفعيلها على أرض الواقع العملي للأسرة، وهذا كله يحصل بتوفيق الله -تعالى-، ثم بحماس الأبوين الكريمين وتهيئة الأمر والاستعداد له. وفقنا الله -تعالى- لاستثمار تلك العشر الفاضلة، وتقبل منا جميعا إنه سميع قريب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ملتقى الخطباء بتصرف .
__________________
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|