#1
|
||||
|
||||
زهور السنة
زهور السنة إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه ثم أما بعد فهذه مشاركات متجددة الهدف منها بيان أهمية العزو والتخريج والتحقيق مع اشتراطنا على أنفسنا ألا نأتي إلا بما صح منها وتقديم القرينة على ذلك بعزو كل حديث لمصدره من حيث التخريج ،والتحقيق إذا كان في غير الصحيحين توطئة إن حفظ السنة من حفظ القرآن قال تعالى : "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ . "سورة الحجر / آية : 9 . فالله عز وجل قد يسَّرَ لكتابه من الدواعي المُلزمة بحفظه ، وقدر له من الأسباب القاضية بحراسته ، مع إحاطته بعنايته وإرادته ما عصمه الله به من الضياع والفقد ، والزيادة والنقص ، والتحريف والتبديل . أما السنة النبوية المطهرة فهي محفوظة في جملتها بحفظ الله عز وجل ،لم يُضِعْ منها شيء ، ذلك لأن إرادة الله سبحانه وتعالى حفظ الذكر تقتضي أيضًا حفظ السنة ،لأنها مبينة له ، ففيها شرح مقاصده ، وتفصيل مجمله ، وتخصيص عمومه ، وتقييد مطلقه ،والدليل على منسوخه ،......قال تعالى"وَأَنزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" .سورة النحل / آية : 44 فضياع السنة إذن ـ بغير شك ـ ضياع لجملة من الدين ولقد حاول بعض المفسدين لأسباب مختلفة ،أن يدسوا في السنة ما ليس منها ،فحدَّثوا كذبًا على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، وتقوَّلوا عليه ما لم يقل ، فوضعوا ألوفًا من الأحاديث المكذوبة على لسانه صلى الله عليه وسلم ، ولكن شاء الله تبارك وتعالى أن يحفظَ لهذه الأمة دينها ، فقيض للسنة رجالاً أفذاذًا من خيرة المسلمين دينًا وأمانة وكفاءة ، فوضعوا أدق المناهج العلمية وأعظم القواعد النقدية التي يتميز بها الحديث الصحيح من غيره ، ثم عكف هؤلاء الأئمة الأفذاذ على جمع الحديث وطلب أسانيده ، وقاموا بتدوينه ، ونقد رجاله ، وتمحيص متونه ، وأقاموا صرحًا شاهقًا من العلوم والمؤلفات الحديثية ،فألَّفوا في صحيحه ، وضعيفه ، وعلله ، ورجاله ، وطبقات رواته ، وسائر فنونه التي تُيَسِّر للباحث التمييز بين ما يصح نسبته إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما لا يصح نسبته إليه .والناظر بعين الإنصاف إلى هذه المؤلفات الكثيرة القيمة ـ في فنون الحديث وعلومه ـ يدرك أنه لم يتوفر لشيء من الكتب على وجه الأرض بعد كتاب الله عز وجل ،ما توفر للسنة النبوية من منهج دقيق ، وتطبيق واع ، وصدقٍ بالغ ، وإتقان كامل ، وحرص شديد على حفظها وصيانتها . ولا يفوتني عندئذ أن أنبه على ضرورة أن يتحرى المسلمون في رواية الحديث والاستشهادبه ، أو استخدامه في الوعظ والتعليم ، وغير ذلك ،فلا يذكروا على لسان النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـإلا ما يستوثقون من قبوله وعدم رده ،ويتأكدون من توثيق أهل العلم لإسناده ومتنه. ...................................... أصل المعلومة مقتبس من مقدمة جامع الأحاديث القدسية / ج : 1 / ص : 10 . إعداد عصام الدين الصبابطي/بتصرف |
#2
|
||||
|
||||
مكانة السـنة اهتمامنا بالسنة ليس اهتمام دراسة فحسب~0 ~0 ~ 0~ 0~ 0 ولكن اهتمام اعتقاد بالدرجة الأولى ، اهتمام منهج ، كيف تتجه . فالسنة ليست فرعًا من فروع العلم ،ولكنها أصل هذا الدين مع كتاب الله تبارك وتعالى ،فلا تنفك السنة عن القرآن ، ولا ينفك القرآن عنِ السنةِ . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " تركتُ فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوضَ " . أخرجه الحاكم . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2937 / ص : 566 . * وكل مسـلم لا يصح إسلامُهُ إلا أنْ ينتميَ إلى سنةِ الرسولِ الكريمِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فالشهادتان ! هل يصح إسلامُ أحدٍ بشهادة أن لا إله إلاالله وحدها ؟ ! . لا ، هناك شهادة قرينة مع شهادة أن لا إله إلا الله ، هي : " أن محمدًا رسولُ اللهِ " ، معنى شهادة" أن لا إله إلا الله "أي لامعبود بحق إلا الله معنى شهادة: " أن محمدًا رسولُ الله " ، أي تجريد المتابعة لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ،فهذا يُلزم باتباع هذا الرسول الأمي ، وأن يُتخذ قدوة كما نص القرآن الكريم ، قال تعالى" مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ... " . سورة النساء / آية : 80 . وقال تعالى "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ... " .سورة آل عمران : آية : 31 . |
#3
|
||||
|
||||
تحذير * عنِ المِقْدام بن معدي كَـرِبٍ ،عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال"ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ ، لا يُوشِكُ رجُلٌ شبعانٌ على أريكتِهِ يقولُ عليكُم بِهذَا القُرآنِ فما وجدتُم فيهِ مِن حَلالٍ فأحلُّوه وما وَجدتُم فيهِ مِن حرامٍ فحرِّمُوه ، ألا لا يحلُّ لكُم لحمُ الحِمارِ الأهليِّ ، ولا كلِّ ذي نابٍ من السَّبُعٍ ، ولا لُقَطةِ معاهَدٍ ، إلَّا أن يستَغني عَنها صاحبُها ، ومَن نزل بقومٍ فعليهِم أن يُقْرُوه ، فإن لَم يُقْرُوه فله أن يُعْقِبَهُمْ بمثلِ قِرَاه"الراوي : المقدام بن معد يكرب الكندي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 4604 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر.
* قال أبو داودفي سننه :حدثنا أحمد بن حنبل وعبد الله بن محمدالنفيلي ،قالا أخبرنا سفيان ، عن أبي النضر ،عن عبيد الله بن أبي رافع ،عن أبيه ،عنِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" لا أُلفين أحدكم متكئًا على أريكته ،يأتيه الأمر من أمري ، مما أمرتُ بـه أو نهيتُ عنه ،فيقول : لاندري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" .رواه أبو داود في عون المعبود ( ج : 12 / ص : 356 ) . والترمذي . وابن ماجه .الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 1 / ص : 67 / تحقيق الشيخ مقبل بن هادي الوادعي . قال تعالى"قُلْ أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ ".سورة آل عمران / آية 32 .الآية ـفالسنة كالقرآن في تحليل الطيبات ،وتحريم الخبائث، وَرَدّ حرف صحَّ عنِ النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كَرَدّ حرف من كلام الله جل وعلا. وقد توعد اللهُ سبحانه الذين يخالفون سنة النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " .سورة الحشر / آية : 7 . |
#4
|
||||
|
||||
الشيخ الألباني يحذر قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى - :.................................... .........، من البديهي بعد هذا أن نقول إن السنة التي لها هذه الأهمية في التشريع ، إنما هي السـنة الثابتة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطرق العلمية والأسانيد الصحيحة المعروفة عند أهل العلم بالحديث ورجاله . وليست هي التي في بطون مختلف الكتب من التفسير والفقه والترغيب والترهيب والرقائق والمواعظ وغيرها ، فإن فيها كثيرًا من الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة وبعضها مما يتبرأ منه الإسلام .وقبل أن أنهي كلمتي هذه أرى أنه لابد لي من أن ألفت انتباه الإخوة الحاضرين إلى حديث مشهور - لغة -قَلَّمَا يخلو منه كتاب من كتب أصول الفقه أو غيرهم ، لضعفه من حيث إسناده ، ولتعارضه مع ما انتهينا إليه في هذه الكلمة من عدم جواز التفريق في التشريع بين الكتاب والسنة ـ الصحيحة ـ ،ووجوب الأخذ بهما معًا ألا وهو : " حديث معاذ " : * عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما أراد أن يبعث معاذًا إلى اليمن قال " كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ ". قال : أقضي بكتاب الله . قال " فإن لم تجد في كتاب الله ؟ " .قال : فبسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .قال : " فإن لم تجد في سنة رسول الله ولا في كتاب الله ؟ " قال : أجتهد برأيي ولا آلو ،فضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدره فقال " الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يُرْضي رسولَ اللهِ " أبو داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب القضاء ( 18 ) / باب( 11 ) اجتهاد الرأي في القضاء / حديث رقم : 3592 / ص : 644 / وضعفه الألباني 0 وهذه رواية أبي داود .ورواه الترمذي /13- كتاب الأحكام / 3- باب / حديثرقم :1327/ ص : 313 / التحقيق:حديث ضعيف أما ضعف إسناده : فلا مجال لبيانه الآن . وقد بينتُ ذلك بيانًا شافيًا ربما لم أسبق إليه ، في : " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ على الأمة " . وحسبي الآن أن أذكر أن أمير المؤمنين في الحديث ، الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ ،قـال فيه : حديث منكر . وبعد هذا ، يجوز لي أن أشرع في بيان التعارض الذي أشرتُ إليه فأقول : إن حديث معاذ هذا يضع للحاكم منهجًا في الحكم ،على ثلاث مراحل ، لا يجوز أن يبحث عنِ الحكم في الرأي إلا بعد أن لا يجده في السنة ،ولا في السنة إلا بعد أن لا يجده في القرآن وهو بالنسبة للرأي منهج صحيح لدى كافة العلماء ، وكذلك قالوا : إذا ورد الأثر بَطُل النظر .ولكنه بالنسبة للسنة ليس صحيحًا ،لأن السنة حاكمة على كتاب الله ومُبَيِّنة له ، فيجب أن يبحث عن الحكم في السنة ولو ظن وجوده في الكتاب لِمَا ذكرنا . فليست السنة مع القرآن ، كالرأي مع السنة كلا ! ثم كلا ! بل يجب اعتبار الكتاب والسنة مصدرًا واحدًا لا فصل بينهما أبدًا كما أشار إلى ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " تركت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ،وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوضَ " . أخرجه الحاكم / صحيح . صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2937 / ص : 566 . * وعن المقدام بن مَعْدِيكرب قال : قال رسول الله ـ صلى الله وسلم ـ :" ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، " رواه أبو داود / كتاب السنة ( 34 ) / باب ( 6 ) / حديث رقم : 4604 / ص : 831 / صحيح. رسالة : منزلة السنة في الإسلام / للشيخ الألباني /بتصرف. |
#5
|
||||
|
||||
صور حية لقاؤنا اليوم مع صور حية من حرص السلف الصالح من الصحابة والتابعين وغيرهم على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلم و اجتهادهم في ألا يفوتهم شيء منه، فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه بسنده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال:كنت أنا وجار لي من الأنصار ، في بني أمية بن زيد ، وهي من عوالي المدينة ،وكنا نتناوب النزول على رسول اللهصلى الله عليه وسلم ، ينزل يومًا وأنزل يومًا ، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك ،فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته ، فضرب بابي ضربًا شديدًا ، فقال : أثم هو ؟ ففزعت فخرجت إليه ، فقال :قد حدث أمر عظيم . قال : فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي ، فقلت : طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت :لا أدري ،ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا قائم : أطلقت نساءك ؟ قال : "لا ". فقلت :الله أكبر ". صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 27- باب التناوبفي العلم/حديث رقم : 89 / ص: 22 ./ طبعة دار ابن الهيثم . متون فقط . ولم يكن اهتمام النساء وحرصهن على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بأقلَّ من اهتمام الرجال،فقد روى البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالت النساء للنبي صلى الله عليه و سلم "غَلَبَنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهنيومًا لقيهنَّ فيه، فوعظهن وأمرهن" صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 35- باب هل يجعل للنساءيوم على حِدة في العلم /حديث رقم : 101 / ص: 23./ طبعة دار ابن الهيثم . متون فقط . ولم يقتصر هذا الاهتمام والحرص ،على زمن الرسول فحسب، بل استمرالحال بعد انتقاله صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى. |
#6
|
||||
|
||||
لم يقتصر هذا الاهتمام والحرص على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلمو اجتهادهم في ألا يفوتهم شيء منهعلى زمن الرسول فحسببل استمرالحال بعد انتقاله صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلىهذا الحرص نابع من تربية إيمانية صحيحة مبنية علىإخلاص العمل وصوابه :أي إخلاصه لله ؛على نهج رسول الله فحين خَلُصَت نفوس المؤمنين بـ " لا إله إلا الله "من ألوان الشرك المختلفة ، فقد حدث فينفوسهم تحول هائل كأنه ميلاد جديد .لم يكن مجرد التصديق ، ولا مجرد الإقرار لقد كان كأنه إعادة ترتيب ذرات نفوسهم على وضع جديد ،كما يُعاد ترتيب الذرات في قطعة الحديد ،فتتحول إلى طاقة مغناطيسية كهربائية كان الاهتداء إلى " الحق " هائل الأثر في كل جوانب حياتهمكان في حسهم أن حياتهم كلها عبادة ،وأن الشعائر إنما هي لحظات مركزة ، يتزود الإنسان فيها بالطاقة الروحية التي تعينه على أداء بقية العبادة المطلوبة منه كانوا يقومون بالعبادة وهم يمارسون الحياة في شتَّى مجالاتها ،كانوا يذكرون الله فيسألون أنفسهم :هل هم في الموضع الذي يُرضي الله ،أم فيما يُسخط الله ؟ فإن كانوا في موضع الرضى حمدوا الله ،وإن كانوا على غير ذلك استغفروا الله وتابوا إليه .وكانوا يذكرون الله ، فيسألون أنفسهم :ماذا يريد الله منا في هذه اللحظة ؟ !أي : ما التكليف المفروض علينا في هذه اللحظة ؟ !إذا كان التكليف "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ".سورة النساء / آية : 19 . كان ذكر الله مؤديًا إلى القيام بهذا الواجب الذي أمر به الله تجاه الزوجات . وإذا كان التكليف"قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ." .سورة التحريم / آية : 6 . كان ذكر الله مؤديًا إلى القيام بتربية الأهل والأولاد على النهج الرباني الذي يضبط سلوكهم بالضوابط الشرعية . وإذا كان التكليف "فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " .سورة الملك / آية : 15 . كان مقتضى ذكر الله ، هو المشي في مناكب الأرض وابتغاء رزق الله في حدود الحلال الذي أحلَّهُ الله ، لأنه إليه النشورفيحاسب الناس على ما اجترحوا في الحياة الدنيا . وهكذا ... فقد فهموا أن الصلاةَ والنُّسُك أى : الشعائر : إنما هي المنطلق الذي ينطلق منه الإنسان ليقوم ببقية العبادة التي تشمل الحياة كلها ، بل الموت كذلك . فالشعائر مجرد محطات شحن للانطلاق إلى بقية العبادة ،ويشمل ذلك الموت .الموت في حد ذاته لا يمكن أن يكون عبادة بطبيعة الحال ، لأنه لا خيار للإنسان فيه ، ولكن المقصود في قوله تعالى"وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ " . سورة الأنعام / آية : 162 ، 163 هو أن يموت الإنسان غير مشرك بالله ،وذلك هو الحد الأدنى الذي يكون به الإنسان في موته عابدًا لله ،أما الحد الأعلى فهو أن يكون موتُه في سبيل الله. |
#7
|
||||
|
||||
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * * "* * ** إن التشبه بالكرام فلاح لما كان الحرص على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلمنابعًا من تربية إيمانية صحيحة مبنية على إخلاص العمل وصوابه أي إخلاصه لله ؛على نهج رسول اللهلذا لم يقتصر هذا الاهتمام والحرص على زمن الرسول فحسب،بل استمر الحال إلى الأزمنة والأجيال التالية فقد أخرج الحاكم في مستدركه، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال"لما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت لرجل هلمَّ فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كثير،فقال :العجب والله لك يابن عباس ، أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فركبت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوسد ردائي على باب داره، تسفي الرياح عليَّ وجهي حتى يخرج إليَّ فإذا رآني قال:يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لك ؟ قلت :حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك .فيقول : هلاَّ أرسلت إليّ فآتِيَك؟.فأقول : أنا كنت أحق أن آتيك، وكان ذلك الرجل يراني فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إليَّ . فيقول : أنت أعلم مني مجمع الزوائد للهيثمي حديث رقم 9/280 خلاصةالدرجة : رجاله رجال الصحيح الدرر السنية. * قال ابن عبد البر وغيره: "الحجة عند التنازع السنة فمن أدلى بها فقد أفلح"أ.هـ كتاب: القول المبين في أخطاء المصلين. وهكذا كان اهتمام الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم في حفظ السنة ونقلها، جيلاً بعد جيل رواية وحفظًا وعملاً فتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة.ا.هـ *نقل الحافظ الذهبي في سِيَر أعلام النبلاء،في ترجمة الإمام الشافعي، عن الإمام الحافظ أبي موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري،أحد أصحاب الإمام الشافعي، أنه قال : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرتُه يوماً في مسألة، ثم افترقنا،ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال أيا أبا موسى :ألا يستقيم أن نكون إخواناً، وإن لم نتفق في مسألة . قال الذهبي : هذا يدلُّ على فقه الإمام وفقه نفسه، فمازال النظراء يختلفون. * وفي سِيَر أعلام النبلاء أيضًا في ترجمة الإمام إسحاق بن راهويه : قال أحمد بن حفص السعدي : سمعت أحمد بن حنبل الإمام يقول :لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضًا. *وروى الحافظ المؤرخ الإمام أبو عمر بن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" في باب إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة : - عن محمد بن عتاب بن المربع قال :سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري، أخبرني قال : كنت عند أحمد بن حنبل وجاءه علي بن المديني راكبًا على دابة قال : فتناظرا في الشهادة وارتفعت أصواتهما، حتى خفت أن يقع بينهما جفاء. وكان أحمد يرى الشهادة، وعلي يأبى ويدفع، فلما أراد عليُّ الانصراف، قام أحمد فأخذ بركابه. فتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * * "* * ** إن التشبه بالكرام فلاح |
#8
|
||||
|
||||
جـــزاء مـن يخالـف السـنة توعد الله سبحانه الذين يخالفون سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال تعالى"مَّا أَفَاء اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْـلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَـآ أتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "سورة الحشر / آية : 7 فدل على أن من خالف سنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما أُمر به أو نُهيَ عنه ؛ أنه مُعَرَّض لعقاب الله عز وجل وقال تعالى "فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ " سورة القصص/ آية : 50 . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " .قالوا : يا رسول الله ومن يأبى . قال" من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " . صحيح البخاري / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة /باب ( 2 ) / حديث رقم : 7280 /ص : 845 . ومما يبين عقوبة من خالف أمر اللِه ورسولِه ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحديث الآتي : قال الإمام مسلم في صحيحه:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا زيد بن الْحُبابِ ،عن عِكرمة بن عمار ، قال حدثني إياسُ بنُ سلمة بن الأكوع ؛ أن أباه حدثهُ ؛ أن رجلاً أكل عند رسول الله ـ رضي الله عنه ـ بشماله ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " كل بيمينك " . قال : " لا أستطيع " . قـال " لا استطعت " . ما منعه إلا الكِبْرُ .قال : فما رفعها إلى فيه .صحيح مسلم / ( 36 ) ـ كتاب : الأشربة / ( 13 ) ـ باب : آدابالطعام والشراب وأحكامها / حديث رقم : 2021 / ص : 528 . فهذه عقوبة عاجلة ـ والعياذ بالله ـ فهذا دليل على أن من خالف سنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكبرًا أنه مُعَرَّض للعقوبة والعياذ بالله . وعلى النقيض الحديث الآتي : * عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى خاتمًا من ذهب فـي يد رجـل . فنزعه فطرحه وقال "يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يـده "فقيل للرجل ، بعد ما ذهب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خذ خاتمك انتفع به،قال : لا .والله ! لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . صحيح مسلم / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / باب : ( 11 ) /حديث رقم : 2090 / ص : 547 . فانظر الفرق بين الرجلين في الامتثال . فالأول يقول : لا أستطيع تكبرًا والعياذ بالله ،وهذا قال : والله لا آخذ هذا الخاتم وقد طرحه رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،رغم إباحة الانتفاع به - بيعه أو ... - فهذا هو الإيمان ، وهذا هو الامتثال العظيم ، والحرص على المتابعة .مكانة السنة في الإسلام / الفوزان / ص : 17 / .بتصرف . |
#9
|
||||
|
||||
النجـــاة ... النجـــاة لننجي أنفسنا علينا التأسي بالرعيل الأول ،كان اهتمام الصحابة ، رضي الله عنهم ، ومَنْ بعدَهُم، حفظ السنة ونقلها ، جيلاً بعد جيل رواية وحفظًا وعملاً ،فتأدبوا حتى وإنِ اختلفت مذاهبُهُم وأفهامهم للسنة ، من البديهي بعد هذا أن نقولإن السنة التي لها هذه الأهمية في التشريع ، إنما هي السنة الثابتة عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بالطرق العلمية والأسانيد الصحيحةالمعروفة عند أهلِ العلمِ بالحديث ورجاله. لذا ننبه على : أولاً : أهمية التخريج والتحقيق. ثانيًا :ننبه على أمر آخر قد يغفل عنه الكثير منا وهو أن مسئولية الناقل لا تنتهي بقوله منقول إذا نقلت ،فأنت مسئول أمام الله عن كل كلمة نقلتها حتى كلمات الشكر لا تقرأ مشاركة ثم تكتب جزاك الله خيرًا، إلا بعد أن تعيها لأن شكرك إقرارلما شكرت عليه ، ولا تهدي بطاقة أو كُتيب أو كتاب لأحد دون الاستوثاق من صحة ما ورد به .وهذا إجمال لما أردنا وسنفصله بحول من الله وقوة . *.*.*.*.*.*.*.* أهميــة التخريــج والتحقيــق ما هو التخريج ؟ التخريج : أ ـ فـي اللغة : التخريج على وزن " تفعيل " بمعنى الإخراج ، كتكريم بمعنى الإكرام ، وهو في أصلاللغة مأخوذ من خرج ، فهو النفاذ من الشيء ، واختلاف لونين . ب ـ في اصطلاح المحدثين : عزو الحديث إلى مَنْأخرجه من أئمة الحديث ،فالتخريج هو عزو الحديث أو الأثر لمصادره الأصلية المسندة مثل الصحيحين والسننوالمسانيد كأن يقال بعد ِذكر الحديث : " رواه الترمـذي / 1 / 270 " أو " رواه ابـن ماجـه / 3 / 60 " . * وهذا لا يعني صحة الحديث أو ضعفه لأن الترمذي على سبيل المثال لا الحَصْر روى في سننه أحاديث كثيرة منها الصحيح ومنها الضعيف ، وكذلك ابن ماجه ، والنسائي ، وأبو داود ، وغيرهم من أصحاب كتب الحديث ، ما عدا البخاري ومسلمًا ، اللذين يكفي منهما قول " رواه البخاري " أو " مسلم " . وسنستأنس قريبًا بكلام العلماء بهذا الشأن فالتخريج لا يدل على صحة الحديث مـن ضعفه ،وإنما يدل على المكان الذي روي فيه . وفائدتـه : تسهيل تتبع الحديث ، لتتم دراسته سواءمن حيـث فقهه ، أو تحقيقه ... *.*.*.*.*.*.*.* مــا هــو التحقيــق ؟ فهو ذكر مرتبة الحديث من حيث القبول أو الرد . رسالة الطريق إلى الجنة / ص : 10 / بتصرف . فالحديث المقبول : يجب اعتقاد صحة ما جاء فيه ، لثبوته وصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومتابعة أحكامه والحديث المردود : يجب رده ، وعدم العمل به ، لضعفه وعدم ثبوته عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . ينقسم الحديث المقبول بالنسبة إلى تفاوت مراتبه إلى أربعة أقسام هي : القسم الأول : الحديث الصحيح لذاته القسم الثاني : الحديث الحسن لذاته القسم الثالث : الحديث الصحيح لغيره القسم الرابع : الحديث الحسن لغيره |
#10
|
||||
|
||||
فوائــد التخريــج والتحقيـق * توثيق الحديث ـ موضوع التخريج ـ ومعرفة درجته في اصطلاح المحدثين . * معرفة الزيادة والنقص في متن الحديث ، فيعرف ما هـو صحيح وما هو شاذ أو منكر أو مدرج . * معرفة الوجوه المختلفة لرواية الحديث مما يساعد في الاستنباط الصحيح للأحكام الفقهية . * تصويب النص مما يقع في التصحيف أو التريف ، فنخلص إلى نص صحيح منضبط الألفاظ . * تصويب الأسماء في الإسناد ، وتوضيح المبهماتوالمهملات منها ، وضبطها الضبط الصحيح ، وغير ذلك . * فائدة تعود للباحث نفسه : وهي تكوين ملكة علمية لديه في اتقان وسرعة تصويب وعزو النصوص وتوثيقها ، واطلاعه على أوجه الاحتمالات للنصوص العلمية ورواياتها ، كما يزيد من أفقه العلمي من الاطلاع على أساليب العلماء في العزو والجرح والتعديل والاستنباط أيضًا . * التحصن من الوقوع في الكذب عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كفى بالمرءِ كذبًا (1) أن يحدِّث بكل ما سمع " . رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكلما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 . وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في : صحيحالجامع الصغير وزيادته / المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 /ص : 827 . ( 1 ) وفي رواية أبي داود " كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع " . سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 88 ) ـ باب : [ في ] التشدد في الكذب / حديث رقم : 4992 / التحقيق : صحيح . وسيأتي عرض وتفصيل ما يخص هذا الباب إن شاء الله . * رجاء الفوز بالنضارة الموعودة : * قال أبو داود في سننه: حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة ، قال : حدثني عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب ، عن عبد الرحمن بن أبان ، عن أبيه ، عن زيد ابن ثابت ، قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " نضر الله امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتى يُبَلِّغَهُ ، فرُب حاملِ فقه إلى من هو أفقه منه ، ورُب حاملِ فقه ليس بفقيه " سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني /19 ـ كتاب : العلم / ( 10 ) ـ باب : فضل نشر العلم / حديث رقم : 3660 / التحقيق : صحيح . وهل هذا يُنال إلا إذا كان ما يبلغه عن الحبيب صلى الله عليه وسلم صحيحًا ! ! منقول بتصرف . * * * * *
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|