#3
|
||||
|
||||
![]()
فائدة مستخلصة مما سبق : الإيمان له ظاهر وباطن ، ظاهره : قول اللسان وعمل الجوارح .وباطنه : تصديق القلب وانقياده ومحبته . فلا ينفع ظاهرٌ لا باطن له وإن حُقِن به الدماء وعصم به المال والذرية .ولا يجزئ باطنٌ عن ظاهر إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك . فتخلف العمل ظاهرًا مع عدم المانع ، دليل على فساد الباطن وضعف الإيمان ، ونقصه دليل نقصه ، وقوته دليل قوته .
الفوائد لابن القيم / حاشية كتاب إرشاد الأنام / ص : 19 . 2 ـ تقسيم الدين إلى قشر ولُبَاب : ويترتب على هذا التقسيم : المناداة بنبذ ما أسموه قشرًا بدعوى الاهتمام باللُّبِ . وهذا التقسيم أو هذه المقولة حادثة مبتدعة ، لم يعرفها سلف الأمة ومن تبعهم بإحسان . قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً " . سورة البقرة / آية : 208 . " يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أن يأخذوا بجميع عُرى الإسلام وشرائعه ، والعمل بجميع أوامره ، وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك " . ا . هـ . عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " دعوني ما تركتكم ، فإنما أهْلك من كان قبلكم سؤالُهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم " . فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام / باب : الاقتداء بسنن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .مسلم ـ واللفظ للبخاري . فلابد لكل " لُب " من " قشر " يصونه ويحميه . والسؤال الآن : لماذا يرفضون " قشرة " الإسلام ، ويرحبون بقشرة غيره ، فيأكلون بالشمال ، ويحلقون اللحى ، ويُلبِسونَ النساءَ أزياء مَن لا خلاق لهن ، ويلبسون القبعة ، ويُدَخِّنون " البايب " والسيجار ؟ ..... دعوا السنة تمضي . · تأمل هذا الموقف من أمير المؤمنين عمر ـ رضي الله عنه ـ وهو في سياق مصيبة الموت الذي هو أعظم حادث مما يمر على الجبلة . * عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : دخل شاب على " عمر " ـ يعني بعد ما طُعن ـ فجعل الشاب يُثني عليه ، قال : فرآه عمر يجر إزاره ، قال : فقال له : " يا ابن أخي ! ارفع إزارك فإنه أتقى لربك ، وأنقى لثوبك " ؛ قال : فكان عبد الله يقول " يا عجبًا لعمر ! إن رأى حق الله عليه ، فلم يمنعه ما هو فيه أن تكلم به " . رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه " 8 / 201 ، 202 . يا أبا عبد الرحمن أوصنا . قال : أجلسوني . فقال " إن العلم والإيمان مكانهما ، من ابتغاهما وجدهما . ـ يقول ثلاث مرات ـ ..... " . أخرجه الإمام أحمد . وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمهُ الله ـ في الجامع الصحيح / مجلد رقم : 1 / ص : 236 . · وهذا " عمرو بن العاص " وهو في سياقة الموت ، بكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار وقال " ..... فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار ، فإذا دفنتموني فشنوا عليّ التراب شنًا ..... " . صحيح مسلم / ج : 1 / ص : 318 / حديث رقم : 317 . فقدِّر يا أخي حفظك الله أنك بحضرة رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وأنه أمرك بشيء مما يسميه القوم " قشورًا " ، أكنتَ تتجاسر أن تقدم بين يديه ، أو ترفع صوتك معترضًا عليه ؟ إنك حتمًا وبمقتضى إيمانك ورضاك بالله ربًا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسولاً ستقول له " نعم ، سمعًا وطاعة ، يا من أفديه بأبي وأمي " . فكذلك فافعل مع سنته الشريفة بعد وفاته ، فهذا واجبك مع سنته إذ لم تدرك صحبته صلى الله عليـه وسـلم . ~ نرد على أصحاب بدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب ، والمناداة بنبذ ما أسموه قشرًا بدعوى الاهتمام باللب . نقول لهم : لماذا إذن تحيون حياة رتيبة هنيئة تتمتعون فيها بالحاجيات بل الكماليات والتحسينيات ، تطعمون الفواكه ، وتتنعمون في الفُرُش ، وتتنزهون في المتنزهات ، وكل هذا لا ينكرعليكـ ، ولا تستنكرونه من غيركم ، هذا ! ! فلماذا إذًا تضعون العوائق في طريق السنة ؟ فالسكوت على المنكرات سواء في فروع أو أصول ، ظاهر أو باطن سبب من أسباب نزول العقوبات العامة وعموم الفتنة والعذاب . من كتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب " محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم" .
__________________
|
|
|