العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى المعتقد الصحيح > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-14-2017, 01:15 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,383
Arrow

الفصل الرابع

شُبهات والجوابُ عليها

المتن
اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات، ادَّعَى أن أهل السنة صرفوها عن ظاهرها؛ ليُلْزِم أهلَ السنة بالموافقة على التأويل أو المداهنة فيه، وقال:كيف تنكرون علينا تأويل ما أولناه مع ارتكابكم لمثله فيما أولتموه؟
الشرح


هذا فصلٌ مهم. يعني بعض أهل التأويل قالوا لأهل السُنة: إنكم تُنكرون علينا التأويل.فقال أهلُ السُنةِ:نعم نُنكرعليكم هذا. لأنكم تُصرفون النصوص عن ظاهرها.فقال هذا المُؤوِّلُ:أنتم أيضًا صرفتم النصوص عن ظاهرها في عدة مواضع فيلزمكم أحدُ أمرين:
-إما أن توافقونا على ماأولناه فتؤولون جميع النصوص,
-وإماأن تُداهنوا وتسكتوا عنا ونسكت عنكم.واضح ياجماعة؟مثال ذلك ادَّعوا أن أهل السُنة أوَّلوا قول الله تعالى"تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا "وقالوا:إنكم لم تأخذوا بظاهرها لأن ظاهرها عندهم أن السفينة تجري في وسطِ عينِ الله.فيقول هذا هوظاهرالكلام وأهل السُنة يقولون"تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا":أي تجري برؤيتنا بعيننا أي تجري ونحنُ نراها بأعيننا. ويجعلون الباء للمصاحبة وليست للظرفية. أهلُ السُنةِ والجماعة سيجيبون عن هذا.لكني ضربتُ مثلاً لبيان دعوى هؤلاءالمؤولين.طيب أيضًا يقولون:أنتم صرفتم قولَ الله-عزوجل-في الحديث القدسي"فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبصِرُ به ويدَهُ التي يَبطِشُ بها ورجله التي يمشي بها"قالوا:ظاهر الحديث أن الله-عزوجل-يكون هذه الأعضاء سمعه وبصره ويده ورجله وأنتم لاتقولون بهذا.فلماذا أولتم بعض النصوص وتركتم البعض؟نُعيد مرة ًثانيةً يقول:
المتن
اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات، أدعى أن أهل السنة صرفوها عن ظاهرها؛ ليلزم أهل السنة بالموافقة على التأويل أو المداهنة فيه، وقال:كيف تنكرون علينا تأويل ما أولناه مع ارتكابكم لمثله فيما أولتموه؟

ونحن نجيب - بعون الله - عن هذه الشبهة بجوابين مجمل، ومفصل.
أما المجمل فيتلخص في شيئين:
أحدهما:أن لا نسلم أن تفسير السلف لها صرف عن ظاهرها، فإن ظاهر الكلام ما يتبادر منه من المعنى، وهو يختلف بحسب السياق، وما يضاف إليه الكلام، فإن الكلمات يختلف معناها بحسب تركيب الكلام، والكلام مركب من كلمات وجمل، يظهر معناها ويتعين بضم بعضها إلى بعض.
الشرح
الجواب الثاني: نقول:هب أن أهل السُنة والجماعة صرفوا بعض النصوص عن ظاهرها لكن بدليلٍ من الكتاب والسُنة إما مُتصلٍ وإما منفصلٍ. أما متصلٌ يكون في نفس الكلام مايدل على وجوب صرفه عن ظاهره وإما منفصلٌ بدليلٍ آخر.فصار الجوابُ لأهل السُنةِ من وجهين:
أولًا-أننا لانسلم أنه صرفٌ للفظ عن ظاهره كيف؟ لأن ظاهر اللفظ مايقتضيه السياق وهو يختلفُ باختلاف الأحوال. ثانيًا سلمنا أنه صرفٌ للفظِ عن ظاهره ولكنه بدليلٍ من الكتابِ والسُنةِ إما مُتصلاً وإما منفصلاً.فإذا كان بدليلٍ من الكتاب والسُنة لم يكن صرفاً له عن ظاهره إلابدليلٍ من القائل والمُتكلم.فإذا قال القائلُ أو المتكلمُ:أنا أريد بكلامي كذا وكذا فلنا الحق في أن نصرف كلامه إلى ماأراده.
الجواب الأول:أننا لانسلم أن هذا هو ظاهرُ اللفظِ مثلاً إذا قال"تجري بأعيُننا":ظاهِرُها أن السفينة في نفس العين. نقول له:لانُسلمُ بهذا لوجود دليل إما متصل أو منفصل المتصل:أن الباء في قوله"بأعيُننا" لاتدل على الظرفية وإنما هي للمصاحبة.
ثانيًا:أن نقول لايُمكن أن تكون السفينة في عين الله وهي موجودة في الأرض.أين صُنعت السفينة؟ في الأرض. أين جرت؟ في الأرض.فكيف تكون في عين الله؟ فهذا دليلُ من اللفظ.وهم يدَّعون أن أهل السُنة أوَّلوا هذه الآية. ويدلك على أن السياق يعين المعنى ؛المثال الذي ذكرناه من قبل في قوله "واسأل القرية" يرادُ بها أهل القرية. لأن توجيه السؤال إلى القرية التي هي المباني مستحيل ؛ ولايُمكن لأبناء يعقوب أن يقولوا لأبيهم اسأل القرية أي الجدران مثلاً هذا مستحيلٌ ؛لكن المراد من قوله تعالى "إنا مُهلِكواأهلَ هذه القرية"شوالمراد بالقرية؟ المباني والأرض ؛ فكلمة القرية جاءت في موضع يراد بها أهل القرية ؛وفي موضع يراد بها المباني والأماكن.

مثال آخر:نقول مثلاً:أنا لي عينٌ موقودة ٌوعينٌ مورودة ٌ؛كلمة ُعين اختلف معناها بحسب السياق.عينٌ موقودة:يعني الذهب لأن من أسماء الذهب العين كما قال الفقهاء في باب العروض:ولايُعتبرُ مااشتريت به من عينٍ أو ورقٍ. ليعينٌ مورودة:المرادُ بالعين الماء.باختلاف السياق صار للعين معنيان بحسب السياق ؛وكذلك القرية لها معنيان بحسب السياق.يعني وهذا طريقٌ جيدٌ في مسألة الردود أن نردها لوجهين الوجه الأول المجمل والوجه الثاني المُفصَّل وفائدة الرد بالمجمل أنه يكون ردًّا على كل نص أوعلى كل إيرادٍ يَرد. المفصل يكون جواباً عن ذلك الشيء المعين؛ أو دليلاً لذلك الشيء المعين إذا كنا نستدل.لكن المجمل يكون إيش عاما لكل ما يَرِدْ فمثلاً إذا قال لك قائلٌ: ماهو الدليل على أن الإنسان إذا قتل صيداً وهو مُحْرمٌ غيرَ مُتعمِدٍ فليس عليه إثمٌ ولاجزاءٌ؟ نقول:عندنا دليلٌ خاص ودليلٌ عام.الدليل الخاص"وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ" فقيَّدَهُ بالمُتعمِد.الدليل العام" وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ"ما اسم موصول عام. فنحنُ في الحقيقة إذا كنا نريد أن نرد على مسألةٍ معينة نأتي بدليلها المعين ولكن ينبغي أن نأتي بالدليل العام لأجل أن يكون الإنسان مستعِدًَّا به لكل ما يَردْ لأن الدليل الخاص تستفيد منه في هذه المسألةِ المُعينةِ فقط ولايمكن أن تستفيدَ منه في غيرها اللهم إلا عن طريق القياس الذي قد يُعارضك فيه الخَصم. لكن العام تستفيد منه أكثر.فكل ما أمكنك أن يكون لك في المسألة دليلان عام وخاص فافعل. وكل ما أمكنك أن يكون لك جواب عن شُبهةٍ تَورَدُ عامٌ وخاصٌ فافعل لأن الخاص ترد به الخصم في هذه المسألة الخاصة؛ والعام ترد به الخصم في كل مسألة يُمكن أن تَرِد عليك.فإن قلتَ:إذا كان لك دليلٌ عام أوجوابٌ عام؛ فلاحاجة َللخاص؟نقول لأ لنا حاجة للخاص لأن الخصم قد يُعارض فيدَّعي أن العموم لا يشمل هذه الصورة.فإذا أتيت بالدليلين العام والخاص ما بقي للخصم أيُّ حجة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-14-2017, 01:18 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,383
Arrow

المتن
ولنمثل بالأمثلة التالية فنبدأ بما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أنه قال:إن أحمد لم يتأوَّل إلا في ثلاثة أشياء: "الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ فِي الأرضِ".و"قلوبُ العبادِ بينَ إصبعينِ منْ أصابعِ الرحمنِ".و"إني أجدُ نفسَ الرحمنِ من قِبَلِ اليمنِ".
نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيميه
ص398جـ5 من مجموع الفتاوى. وقال: هذه الحكاية كذب على أحمد.
المثال الأول: "
الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ فِي الأرضِ".
والجواب عنه: أنه حديث باطل، لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجوزي في العلل المتناهية: هذا حديث لا يصح. وقال ابن العربي:
حديث باطل فلا يلتفت إليه، وقال شيخ الإسلام ابن تيمِيَّة: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت أهـ. وعلى هذا فلا حاجة للخوض في معناه.
-لما قرأ القاريء كلمة "صفحة" قرأها "ص" قال الشيخ العثيمين مصوبًا :إيش صاد؟! صاد أرنبا أوغزالا ؟!ترى هذه الرموز لاتنطق بها بشكل ؛الرمز- ينطق كاملًا- بعض الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم يكتب "ص"صاد وبعضهم يكتب "صلعم"لا؛ الرموز تنطق بما جعلت رمزًا لها هذا فى مصطلح الحديث-
الشرح
طيب نبدأ الآن ذكرنا أن أهل التعطيل أوردوا على أهل السُنة والجماعة أمثلة؛ وقالوا:إنكم تأولتموها. وإيرادهم لذلك له غرضان:
الغرض الأول:أن يُلزِموا أهلَ السُّنةِ والجماعةِ بالتأويلِ فيما عداه ؛حيثُ قالوا:إنكم إذ أوَّلتم فى هذه النصوص فأوِّلوا في غيرها.فإن أوَّلتم فيها ولم تُأوِّلوا في غيرها فأنتم مُتحكمون تقولوا هذا نُأول وهذا لانُئول.فهذا تحكُم والتحكم في الأدلة غيرُجائزٍ.فإما أن تُجْرى مَجْرىً واحدًا وإلا فالتناقض.
الأمر الثاني:مما يهدفون إليه وهو أن أهل السُنة والجماعة يُداهنونهم.وإيش معنى يُداهنونهم؟ أي يسكتون عنهم فيقولون:أنتم تأولتم هذه النصوص فاسكتوا عنا لا تُنكروا علينا لأنكم فعلتم مثل فعلنا في هذه النصوص فلا حق لكم في الإنكار علينا.ونحن أجبنا بجوابٍ مُجمَلٍ كما سبق فقلنا: أولاً:رفض أن هذا من باب التأويل.
ثانيًا:أنه لو قُدِّرأنه من باب التأويل فقد دلَّ عليه النص إما دلالة َمتصلة وإما دلالة َمنفصلة.فجوابُنا الآن إما بالمنع أو بالتسليم مع الدليل.إيش هو المنع؟المنع بأن نقول:هذا ليس فيه تأويل لأن اللفظ لايدلُ على سواه؛ والتسليم أن نقول:نعم هذا تأويلٌ ولكن دلَّ عليه الدليل فلا مانع منه ولكن نحنُ نُنكرعليكم التأويل الذي ليس له دليلٌ. ثم أجبنا بجوابٍ مُفصلٍ عن كل مسألةٍ بعينها فبدأنا أولاً:بما حاكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أنه قال:إن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثةِ أشياءٍ:
الأول:مايُروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال:"الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ في الأرض". والثاني:"قلوبُ العبادِ بين أصبُعينِ من أصابعِ الرحمنِ".
والثالث:"وإني أجدُ نَفَسَ الرحمنِ من قِبَلِ اليمنِ". طيب كيف التأويلُ فيها؟ قالوا:الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ في الأرض ؛ لايُرادُ به أن هذا هو يدُ الله اليُمنى في الأرض؛ قطعًا هذا لايُراد ولكنه بمنزلةِ يمين الله في كون الإنسان يستلمه.واستلامه إياهُ كأنهُ مُعاهدة بينه وبين ربه -عزوجل- أو تحيةً بالمُصافحة ؛فعُبِّرَعنه بأنه يمينُ.قالوا:هذا تأويلٌ.
الثاني:"قلوبُ العبادِ بين أصبُعين من أصابع الرحمن"وهو المُراد به كمالُ قدرةِ اللهِ تعالى في تصريفِ عباده ؛وليس المرادُ أن القلوب بين أصبُعين من أصابع الرحمن حقيقه
الثالث
إني أجدُ نفسَ الرحمن من قِبَلِ اليمن"قالوا:إن الرحمنَ ليس له نفسٌ ولكنَّ المُرادُ بذلك نصرُ اللهِ-عزوجل-فهذا تأويلٌ. ولنسمع أما الأول:فالجواب عنه أنه حديثٌ باطلٌ لايثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم-وحينئذٍ هل يصح إيراده على أهل السُنة؟ لأ ليش؟ يقولون:ماصح عن النبي-صلى الله عليه وسلم-.إذا لم يصح فكيف تُلزمونا بأننا صححناه وأولناه؟ فنحنُ نقول:إن هذاحديثٌ لايصح ولايثبت.قال ابنُ الجوزي في"العلل المتناهية"هذاحديثٌ لايصح وقال ابنُ عربي: حديثٌ باطلٌ فلا يُلتفتُ إليه وقال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة:رُويَ عن النبي-صلى الله عليه وسلم-بإسنادٍ لايَثبُت. وعلى هذا فقد كُفِينا إياهُ بعدم ثبوته.وعلى هذا فلا حاجة للخوضِ في معناه لأنه ليس بثابتٍ ؛فضلاً عن أن نضرب له معنى.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-14-2017, 01:26 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,383
Arrow

المتن
لكن قال شيخ الإسلام ابن تيميه: والمشهور - يعني في هذا الأثر - إنما هو عن ابن عباس قال: "الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ في الأرضِ، فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه"
الشرح
طيب إذًا إذا كان مرويًّا عن ابن عباس فلايخلو:إما أن يكون مما يمكن الاجتهاد أولأ. فإن كان مما لايُمكنُ الاجتهادُ فيه فهو في حُكم الرفع إلا أن ابن عباس-رضي الله عنهما-ممن عُرفَ عنه الأخذُ عن بني إسرائيل؛ وحينئذٍ لايكون ما أخبرَ به في هذا الباب من باب المرفوع حُكما ؛لاحتمال أن يكون نقله عن بني إسرائيل ؛ وإما إذا كان قاله عن اجتهادٍ فيُقال:هذا اجتهادٌ من ابن عباس وليس حُجة على مَنْ سواه.ومع هذا يقول شيخُ الإسلام ابن تيميَّة:
المتن
ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه، فإنه قال: "يمين الله في الأرض" ولم يطلِق فيقولَ: يمين الله. وحكمُ اللفظ المقيد يخالفُ حكمَ المطلق،
الشرح
صح لأنه قال:"يمينُ اللهِ في الأرض"ولوقال"يمينُ اللهِ" وأطلق لكان فيه اشتباه أما لما قال:يمينُ اللهِ في الأرض عُلِمَ أنه ليس يمينه التي هي يده لأن يدَ اللهِ ليست في الأرض وحينئذٍ فلايكون في اللفظ دليلٌ على أنها يمين اللهِ تعالى التي هي يده ؛وإذا قلنا:إنه بمنزلة يمين الله-عزوجل- لم يكن في هذا أيُ محظورٍ.وقال-رحمه الله-:وهذا صريحٌ
المتن
ثم قال: "فمن صافحه وقبَّلَهُ فكأنما صافح اللهَ وقبَّلَ يمينَهُ" وهذا صريح في أن المصافِح لم يصافح يمين الله أصلاً، ولكن شُبِّه بمن يصافح الله، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله تعالى كما هو معلوم لكل عاقل. ا.هـ.ص398جـ6 مجموع الفتاوى.
الشرح
أظن واضح وكلام شيخ الإسلام هذا الأخيرعلى تقدير صحته عن ابن عباس-رضي الله عنهما-أما عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-فقد قال:إنه لايثبُت. الخلاصة الآن: الجواب على هذا الحديث أو هذا الأثرمن وجهين:
الوجه الأول:أنه لم يصح وحينئذٍ لاحاجة َللكلام على معناه.
الوجه الثاني:إذا صححناه عن ابن عباس وقلنا إنه من رأيه أومِنْ نقله فإنه مَنْ تدَبَرَهُ تبيَّن أنه لايُراد به قطعًا أن الحجرَ يمينُ اللهِ التي هي يده لأنه قال"يمينُ اللهِ في الأرضِ"فقيدها في الأرض ويمينُ اللهِ التي هي يده لاتكونُ في الأرض . وهناك فرقٌ بين اللفظ المُطلق واللفظ المُقيد.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-14-2017, 01:32 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,383
Arrow

المتن
المثال الثاني:"قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن".
الشرح
عندنا أصبُع,مُثلثُ الهمزةِ والباءِ ففيه تسعُ لغاتٍ والعاشرةُ اُصبوعٌ كما قيل:
وهمزة َأنْمُلةٍ ثلِّث وثالِثهُ التسعُ في أُصبعٍ واختُم بأُصبوعٍ أُصبوع بضم الهمزة.يقول همزة أنملةٍ ثلث وثالِثة كم هذه؟ الهمزة والثالثة الباء يعني ثَلِث الهمزة والباء كم تكون؟تسع لأنك تضرب ثلاثة في ثلاثة ولاتجمع ثلاثة وثلاثة. وبيانُ ذلك:نأخذ فتح الهمزة كم في الباء؟ثلاثة نأخذ ضم الهمزة كم في الباء؟ثلاث.هذه ست.نأخذ كسر الهمزة كم في الباء؟ ثلاث هذه تِسعٌ. همزُ أنملهِ ثَلِّث وثالثهُ ماثالثه؟ الباء.
أولاً:افتح الهمزة ؛كم يجوز في الباء؟ ثلاثة ُأوجهٍ الفتح والكسر والضم ولا لأ؟ فتقول:أصبَع أصبِع أصبُع. خلصنا من ثلاثة.
ثانيًا:ضُمْ الهمزة كم في الباء؟ ثلاثة أيضًا.فنقول: أُصبَع؛ أُصبُع,أُصبِع.هذه ست بقي علينا .
ثالثًا:اكسر الهمزة وفي الباء ثلاثة أوجهٍ فتقول:إصبَع, إصبُع,إصبِع هذه تسع.اللغة العاشرة:أُصبُوع.تقول:ما أطولَ أُصبُوعَهُ يعني إصْبَعه. نقول:همزة َأنملهِ ثَلِّث وثالِثَهُ ما ثالث أنمله؟الميم.فيه تسع لغاتٍ,افتح الهمزة ففي الميم ثلاثة ُأوجهٍ,اكسر الهمزة في الميم ثلاثة أوجهٍ,ضُم الهمزة في الميم ثلاثة أوجهٍ ؛الجميع تسع.فنقول:أَنمُلة,أنمَله,أنمِله هذا في الفتح. ضَم الهمزة:أُنمُله أُنمَله,أُنمِله.كسر الهمزة: إنمَله ؛إنمُله ؛إنمِله. ولا فيها أُنمول لاقياس في اللغة.ما نحكم على العرب. الظاهر بالنسبة لإصبَع إصبَع أكثر استعمال لها إصبَع, والأنمُلة:الفتح والضم هذا الأكثرعلى كل حال.ماغلط أيُّ واحدٍ يتكلمُ بها على أيِّ وجهٍ ماغلط فيها.
المتن
المثال الثاني:"قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن".
والجواب: أن هذا الحديث صحيح رواه مسلم في الباب الثاني من كتاب القدر عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن قلوب بني آدم كلَها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء"

الشرح
كلها إذا جاءَ مثلُ هذا التقييد جازَ أن تجعل"كل"توكيدًا لما سبق؛ وجازَ أن تجعلها مبتدأ ؛ومابعدها خبرٌ والجملة من المبتدأ والخبر؛خبرُ إن؛ أما إذا جعلناها توكيدًا فهي على حسب المُؤَكَّد ؛وهو منصوبٌ بإن ولكن الخبر الذي بعدها يكون خبرًا لإن.فتقول مثلاً في هذا الحديث "إن قلوبَ بني آدم كلَّها بين أصبُعين"إذا جعلتَ كلها تكون توكيدًا وبين أصبُعين خبرُ إنَّ.ويجوز"إنَّ قلوب بني آدم كُلُها بين أصبُعين" فتكون كلُّها مبتدأ وبين أصبُعين خبر المبتدأ والجملة من المبتدأ والخبر خبرُ إنَّ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-14-2017, 01:34 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,383
Arrow

المتن
"إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء"ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك"
الشرح
إذًا الحديثُ صحيحٌ لكن هل معناه أن الله-سبحانه وتعالى- قد قبضَ القلوبَ بين أصبعيه كما يقبض الإنسان القلم بين أصبعيه؟الجواب:لأ. ولهذا.
المتن
وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهر الحديث وقالوا: إن لله تعالى أصابع حقيقة نثبتها له كما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يلزم من كون قلوب بني آدم بين إصبعين منها أن تكون مماسة لها حتى يقال: إن الحديث موهم للحلول فيجب صرفه عن ظاهره. فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض وهو لا يمس السماء ولا الأرض. ويقال: بدر بين مكة والمدينة مع تباعد ما بينها وبينهما، فقلوب بني آدم كلُها بين إصبعين من أصابع الرحمن حقيقة ولا يلزم من ذلك مماسة ولا حلول.
الشرح

هذا التقديرُ يُفيدُ أنَّ المسألة َتُبحَثُ من وجهين:
الوجه الأول:هل للهِ أصابعٌ؟ أهل التعطيل يقولون:لا ليس للهِ أصابعٌ كما قالوا ليس له يدٌ إنما المُرادُ بالحديثِ معناهُ: قدرة ُاللهِ-عزوجل-على الخلق وأنها كالذي بين أصبَعين من أصابعنا نفعلُ فيه مانشاءُ.

الوجه الثاني:في الحديث قوله:"بين أصبُعين من أصابع الرحمن"هل البينية تقتضي المماسة؟هم يقولون: إنَّ ظاهرها المماسة؛ وعلى هذا فتكون أصابعُ الرحمنِ عز وجل ؛في جوف بني آدم لأن القلب في الجوف.وإذا كانت البينية تقتضي المماسة لَزِمَ أن تكون أصابع الرحمن- جل وعلا-في صدور الناس ولا لأ؟ لأن مادام القلب من داخل ونقول لابد من أن الأصابع تمسُّ القلب؛ لَزِم أن تكون الأصابع داخل القلب فتكون صفة الله تعالى حاله في إيش؟في بني آدم هكذا زعِمَ أهلُ التعطيل أن هذا ظاهرُ الحديث.فقالوا: ظاهرالحديث إثبات الأصابع لله هذا يقتضي التشبيه وظاهره أن الأصابع مماسة للقلب وهذا يقتضي إيش؟ يقتضي الحلول. فإما أن تقولوا بالتشبيه وبالحلول وإما أن تُؤوِّلوا.وإذا أوَّلتم فهذا هو مانُريدهُ ونحتجُ به عليكم. أجبنا الآن قلنا:الأصابعُ نلتزمُ بها ؛ونقول:إن لله تعالى أصابعٌ حقيقية ؛ لكن ننفي عنها المماثلة ؛ولانلتزمُ بما ألزمتمونا به من التشبيه لأنه لايلزمنا.وإذا كنتم أنتم تُثبتون للإنسان أصابعاً ؛وتثبتون وللجُرَد أصابعًا ولا لأ؟ وتُثبتون للطيور أصابعاً هل يلزم من إثبات الأصابع للإنسان أن تكون مُشابهة لأصابع الطير؟ لأ لايلزم إذًا لايلزم من إثبات أصابع للرحمن-عزوجل-أن تكون مشابهة لأصابع بني آدم أبدًا؛فنحنُ نلتزمُ بماذا؟ بثبوت الأصابع ولانلتزم بما ألزمتمونا عُدوانًا واعتداءً بأن هذا يستلزم التمثيل.
ثانيًا : بالنسبة للماسة نحنُ لانلتزمُ ما ألزمتمونا به من أنه لا بينية إلا بالمماسة لانلتزمُ بذلك بل نقول البينية لا تستلزم المماسة ؛ولذلك بل ودليلنا على هذا قولهُ تعالى:"والسحابِ المُسَخَّرِ بين السماءِ والأرضِ"هل يلزم من هذه البينية المماسة؟قطعاً لايلزم ؛مافيه مماسة أصلاً ولامُقاربة,بين السحاب والأرض فرقٌ شاسعٌ ؛وبين السحاب والسماء أكثر وأكثر ؛واللهُ يقول:"بين السماء والأرض". ونقولُ مثلاً بدرٌ بين مكة َوالمدينة هل بدر على حدود مكة وعلى حدود المدينة؟ أبداً بينهما مسافاتٍ فتبيَّنَ بهذا أن البينية لاتقتضي المماسة ؛وحينئذٍ نَسْلمُ مما ادعيتموه علينا من القول بالحلول أو بأن هذاالحديث يدلُ على الحلول.مَن الذي يُقلبها؟ الذي يُقلبها هوالله وإضافة التقليب إلى الله حقيقة مافيه إشكال.الفائدة من هذا أن الرسول-صلى الله عليه وسلم-يُبيِّنُ أن تقليب هذه القلوب يسيرٌعلى الله -عزوجل-كالذي بين أصابع الإنسان أو في راحته أوما أشبهُ ذلك.
سبقَ لنا أن أهل التعطيل ذكروا أمثلة ادَّعوا فيها أن أهلَ السُنة والجماعة أوَّلوها.ادعوا ذلك لأمرين أو لأحد أمرين:

1-إما أن يلتزمَ أهلُ السُنةِ والجماعةِ بتأويل جميع النصوص الواردة في الصفات كهذه النصوص,
2-وإما أن يُداهنوا أهلَ التأويل ويسكتوا عنهم. فيقولون:كما أوَّلتم نؤوِّل نحن.فإما أن تُنكروا التأويل من أصلهِ وإما أن تسكتوا عن تأوِّلنا ونحنُ نسكُت عن تأوِّيلِكم. وذكروا أمثلة سبق منها مثالان:
المثال الأول:الحجرُ الأسودُ يَمِينُ اللهِ في الأرض.
المثالُ الثاني:قلوب العباد بين أصبُعين من أصابع الرحمن.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-14-2017, 01:41 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,383
Arrow

المتن
المثال الثالث: "إني أجد نَفسَ الرحمنِ من قِبَلِ اليمن".
الشرح
قالوا نَفَسَ الرحمن هل تأخذونه على ظاهره وتُثبتون للهِ تعالى نفسًا يأتي من جهة واحدة من قِبَل اليمن لأن هذا هو ظاهرُ الحديث؟ أهلُ السُنةِ والجماعةِ يقولون:لانُثبتُ هذا ؛ولكن ليس هذا ظاهِرُ الحديثِ كما زعمتم.فالآن المُعتركُ بين أهل السُنة وأهل التأويل.أهل التأويل يزعُمون أن ظاهرالحديث أن للهِ إيش؟نفسًا يأتي من قِبل اليمن ومعلومٌ أن النفسَ لايُمكن أن يوصف اللهُ به لأنه إنما يأتي من شيءٍ مجوفٍ يَحتاجُ إلى أن يُفَرَجَ عنه والله-عزوجل- مُنزهٌ عن هذا اللهُ أحدٌ صمدٌ فيقولون:هذا هو ظاهرُ الحديث فإما أن تأخذوا به وإما أن تقولوا إنه غير مُرادٍ وحينئذٍ تكونون قد أوَّلتم ووقعتم فيما تُنكرونه علينا.نشوف الجواب.
المتن
والجواب:أن هذا الحديث رواه الإمام أحمد في المسند:140- من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن".
الشرح
فهذه ثلاثة أشياءٍ كلها من قِبل اليمن:
1-الإيمان يمانٌ:قال العلماءُ-رحمهم الله-لأن الإيمان نَبَع من الحجاز ؛والحجازُ من قِبل اليمن لأنه قال الشام واليمن فكل الحجاز يُعتبر من منطقة اليمن.فالإيمانُ يمانٌ لأنه نَبَعَ من اليمن أي من الحجاز.
2-الحِكمة ُيَمَانية ٌ:الحكمة كما مرَّ علينا هي تنزيلُ الأشياء منازلها ؛ فأهلُ اليمن أهلُ حِكمةٍ وتأنٍ في الأمور وتقديرٍ لها وتنزيلٍ لها في منازلها.
3-أجدُ نَفَسَ ربكم من قِبل اليمن"أجدُ نفسَ ربكم" هذا محل المعترك بين أهل السُنة والجماعة وبين أهل التعطيل؛ مامعنى هذا الحديث؟يدَّعِي أهلُ التعطيلِ أنَّ ظاهره أنَّ للهِ نفسًا يأتي من قِبل اليمن وأنَّ اللهَ يتنفس ويأتي نفسه من قِبل اليمن.لكن هذا ليس هوظاهر الحديث لأن كل معنى فاسدٍ لايُمكن أن يكون هوظاهرُ الكتابِ والسُنةِ أبدًا.ومَنْ فهم من الكتاب والسُنة ظاهرًا يُنزَّهُ اللهُ عنه فقد ساء فهمه أو ساءَ قصدهُ ؛وأما مَنْ حَسُنَ قصدُهُ وصحَ فهمُهُ ؛فلن يفهم من نصوص الكتاب والسُنة ما لا يليقُ بالله أبدًا.
المتن
قال في مجمع الزوائد "رجاله رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة".

الشرح
مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي.الصحيح يعني رجال صحيح البخاري أوصحيح مسلم حسب الاصطلاح الذي إذا أطلقه صاحبُ الكتاب فهو يُريدُ به البخاري أو مسلم. على كل حال إذا كان رجاله رجال الصحيح فمعناه أن الحديث من حيث الرجال صحيحٌ ؛لكن لايلزم من كون الرجال رجال الصحيح أن يكون السندُ صحيحًا؛ لأنه ربما يكون هناك انقطاعٌ بين الراوي ومَنْ روى عنه.
فلنفرض مثلاً أن زيدًا وعَمْرًا وبكرًا وخالدًا من رجال الصحيح لكن إذا روى زيدٌ عن عمرو عن بكر عن خالد قد لايكون السندُ متصلاً وإن كان الرجالُ رجالَ الصحيح لكن الغالب أنهم لايقولون هذا إلا لقصد التوثيق بهذا السند لكن لايلزم من هذا أن يكون السندُ صحيحًا ولهذا يجب أن نتحرى في الرجال.إذا قالوا:إن الرجالَ رجالُ الصحيحِ ننظر أولًا:هل هذاصحيحٌ وأنه ينطبقُ عليهم أنهم من رجال الصحيح؟ثم ننظر إلى السند هل متصلٌ لأنه لايلزم من ثقات الرجال اتصالُ السند.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-14-2017, 01:45 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,383
Arrow

المتن
رجاله رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة". قلت: وكذا قال في التقريب عن شبيب ثقة من الثالثة، وقد روى البخاري نحوه في التاريخ الكبير.
الشرح
التقريب لمَنْ؟ لابن حجر"تقريبُ التهذيب"عبارة عن ذُبدة لما في التهذيب من الحُكم بالتوثيق أو عدمه على الرجال، وقد روى البخاري نحوه في التاريخ الكبير. وهذا الحديث أهلُ السُنةِ والجماعةِ يُجرونَهُ على ظاهره كسائر النصوص؛ لكنهم يُخالفون أهلَ التعطيلِ في معناه. أهلُ التعطيل يزعمون أن ظاهر الحديث أن للهِ نفسًا يأتي من قِبل اليمن؛ ويقولون:هذا الظاهرُ غيرُمرادٍ حتى عندكم معشر أهلِ السُنةِ؛ لكننا نحنُ نقولُ لأ؛ ليس هذا هو ظاهرُ الحديث؛ بل نقول:إن الحديثَ ظاهره ماسنسمعه في المعنى .
المتن
وهذا الحديث على ظاهره والنَّفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفسيًا، مثل فرج يفرج تفريجًا وفرجًا،
الشرح
التنفيس هذا المصدر؛ واسم المصدر نَفَسًا، عرفتم؟ "نفَّس"له مصدر وله اسمُ مصدر.مصدره تنفيسًا واسم مصدره نفَسٌ وهذا يوجد في الأفعال كثيرًا يكونُ لها مصدر ولها اسمُ مصدر.فكلم يُكَلِمُ المصدرُ تكليمًا ؛واسم المصدر كلام. سَلمَ يُسَلِّمُ تسليمًا ؛واسم المصدر سلام.
نظيرما نحنُ فيه؛ فرَّجَ يُفرِّجُ تفريجًا ؛واسم المصدر فَرَجًا. نَفَسَ يُنفِّسُ تنفيسًا ؛واسم المصدر نفسًا.إذًا نفَسَ بمعنى تنفيس لأن اسم المصدر بمعنى المصدر لكن يُخالفه في الصيغة فقط وإلا المعنى واحدٌ.فكلِمتُهُ تكليمًا وكلمتُهُ كلامًا بمعنى واحدٍ ؛لكن اختلفا في الصيغةِ.نفسَ يُنَفِّسُ تنفيسًا ؛ونفسَ يُنفِسُ نفسًا بمعنى واحدٍ لكن اختلفا في الصيغةِ هذا اسمُ مصدرٍ وهذا مصدر.
المتن
هكذا قال أهل اللغة كما في ؛النهاية"لابن الأثير؛ والقاموس ومقاييس اللغة.
الشرح
؛النهاية"لابن الأثير:قاموس لكنه ليس عامًّا في اللغةِ كلها قاموس لما جاء في ألفاظ الحديث من الغريب.الغريب المعنى الذي يُشكل. فصاحبُ النهاية-رحمه الله- هو ابنُ الأثير جمع الكلمات الغريبة في الأحاديث وفسرها.كذلك"القاموس المحيط" للفيروز آبادي.والغريب أن هذا الرجل فارسي ؛ويجمع قاموس اللغة العربية ؛وهذا من بركة القرآن لأن القرآن كتابُ الله تعالى المُنزَّلُ لجميع الخلق ؛يعتني به جميعُ المسلمين.وإذا اعتنوا به لزمَ من ذلك أن يعلموا اللغة العربية.
المتن
قال "ومقاييس اللغة" لابن فارس.
الشرح
ومقاييس اللغة" لابن فارس ؛مفيد لطالب العلم لأنه يذكُر المادة وجميع مشتقاتها فيقول لك مثلاً:فرَّجَ بمعنى نفَّسَ وأزال الكربة ثم يذكر اشتقاقاتها وهو مفيدٌ ولهذا يُسمى "مقاييس اللغة"وينفعُ الإنسان في معرفة اشتقاقات اللغة؛ وفيه أيضًا فائدة أخرى؛ كثرة ُالشواهد فيه من الشعر العربي.

المتن
قال في مقاييس اللغة: النَّفَس كل شيء يفرج به عن مكروب. فيكون معنى الحديث: أن تنفيس الله - تعالى - عن المؤمنين يكون من أهل اليمن.
الشرح
كل شيء يفرج به عن مكروب فهو نفسٌ إذن بمعنى التنفيس.فيكون معنى الحديث أن تنفيس الله تعالى عن المؤمنين يكون من أهل اليمن وهو كذلك.يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية:وهذا هو الواقع فإن الأنصار الذين آووا المهاجرين ونصروهم كانوا من قحطان وقحطان من اليمن.فيكون المعنى أن الفرج للمؤمنين والتنفيس والنُصرة يكون من قِبل أهل اليمن.
المتن
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات". أهـ. ص398جـ6 مجموع فتاوى شيخ الإسلام لابن قاسم
.الشرح
إذن الحديث ليس فيه تأوّيِلٌ ؛لأن المعنى الذي ادَّعى أهلُ التعطيل أنه ظاهرهُ معنى فاسدٌ ليس هو معناه ولايمكن أن يكون ظاهرُ الكتاب والسُنة معنى باطلاً لايليقُ بالله.والمعنى الذي يليقُ بالله والذي لايُخالفُ الظاهر بل يوافقه هو ما أشرنا إليه أن المراد بالنفس التنفيس والمعنى أن التنفيس عن المؤمنين وتفريج الكربات عنهم ونصرهم يكون من قِبَل اليمن,من أهل اليمن؛ سواءٌ في أول الإسلام كالأنصار الذين تلقوا المهاجرين أو كان فيما بعدُ كالذين قاتلوا أهل الردة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 11:11 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر