#2
|
||||
|
||||
![]() نموذج للمعرفة التي لا تعتبر تصديقًا عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل عن سلمة بن سلامة بن وقش ـ وكان من أصحاب بدر ـ وقال : كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل .قال : فخرج علينا يومًا من بيته قبل مبعث النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بيسير ، فوقف على مجلس عبد الأشهل . قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سِنًا على بردة مضطجعًا فيها بفناء أهلي ، فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار ، فقال ذلك لقومٍ أهل شركٍ أصحاب أوثانٍ لا يرون أن بعثًا كائنٌ بعد الموت . فقالوا له : ويحك يا فلان ، ترى هذا كائنًا ، أن الناس يُبعثون بعد موتهم إلى دارٍ فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم ، والذي يُحلَفُ به لَوَدَّ (1) أن له بحظه (2) من تلك النار أعظمَ تنورٍ في الدنيا يحمُّونَهُ ، ثم يدخلونه إياه فيُطْبَقُ به عليه وأن ينجو من تلك النار غدًا . قالوا له : ويحك ، وما آية ذلك ؟ قال : نبي يبعث من نحو هذه البلادِ ، وأشار بيده نحو مكة واليمن . قالوا : ومتى تراه ؟ قال : فنظر إليَّ وأنا من أحدثهم سِنًّا ، فقال : إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه . قال سلمة : فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهو حي (3) بين أظهرنا فآمنا به ، وكفر بغيًا وحسدًا . فقلنا : ويلك يا فلان ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت ؟ ! . قال : بلى وليس به . رواه أحمد . وحسنه الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / مجلد رقم : 5 / ص : 407 . ( 1 ) يَوَدّ : أي : يَوَدُّ الذي رأى هذه النار . ( 2 ) بحظه : أي : بنصيبه . ( 3 ) وهو : أي : اليهودي . نموذج للتصديق قال تعالى " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " . سورة التحريم / آية : 12 من تفسير : تيسير الكريم الرحمن للشيخ / عبد الرحمن السعدي : قال : وهذا وصف لها بالعلم والمعرفة ، فإن التصديق بكلمات الله يشمل كلماته الدينية والقدرية . والتصديق بكتبه يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق ، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل . ولهذا قال تعالى : " وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " أي : المطيعين لله ، المداومين على طاعته بخشية وخشوع ، وهذا وصف لها بكمال العمل ، فإنها ـ رضي الله عنها ـ صِدِّيقه ، والصديقية هي كمال العلم والعمل . ا.هـ |
|
|