العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى عام > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-14-2018, 05:00 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,280
root نوى أن يتوب بعد شهر ، ومات قبل أن ينتهي الشهر

شخص نوى أن يتوب بعد شهر وكان صادقًا في نيته بأن يتوب بعد شهر فمات قبل أن ينتهي الشهر ، فهل يعتبر مات على معصية أم مات على حسب نيته ؟

الحمد لله
الذي ينوي التوبة بعد شهر أو أسبوع أو سنة ونحو هذا : لا يعتبر تائبًا بمجرد هذه النية ، حتى يتوب بالفعل ، وذلك للآتي :
أولًا :
أن الذي يَعِد بالتوبة بعد شهر ونحو هذا ، هو في حقيقة الأمر لم يباشر التوبة ، ولم ينشط لتحقيق ما يستطيعه من شروط التوبة ، ولم يهاجر إلى الله ورسوله ، ولم يهجر ما نهى الله عنه ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ " رواه البخاري :6484 ، وهو لم يفر إلى الله ، ولم يهاجر إليه ؛ فأنى له أجر التائبين ؟!
راجع الفتوى رقم : 13990 عن شروط التوبة .
ثانيًا :
أن من نوى التوبة بعد شهر ، هو في حقيقته : مقيم على معاصيه ، مصرٌّ عليها ، ذلك الشهر ، وهذا مناقض للتوبة ، لأن التوبة تعني الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه ، وهذا لم يقلع عن ذنبه ، وهذا واضح لا خفاء به .

ثالثًا :
التوبة واجبة على الفور ولا يجوز تأخيرها ، فالذي ينوي التوبة بعد زمن قد جمع بين ذنبين : ذنب فعل المعاصي طول تلك المدة ، وذنب تأخير التوبة .
قال العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى :
" والتوبة واجبة على الفور ، فمن أخرها زمانًا صار عاصيًا بتأخيرها ، وكذلك يتكرر عصيانه بتكرر الأزمنة المتسعة لها ، فيحتاج إلى توبة من تأخيرها " انتهى من " قواعد الأحكام " 1 / 221 .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" ونذكر نبذًا تتعلق بأحكام التوبة ، تشتد الحاجة إليها ، ولا يليق بالعبد جهلها .
منها : أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور ، ولا يجوز تأخيرها ، فمتى أخرها عصى بالتأخير ، فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى ، وهي توبته من تأخير التوبة ، وقل أن تخطر هذه ببال التائب ، بل عنده أنه إذا تاب من الذنب لم يبق عليه شيء آخر ، وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة ، ولا ينجي من هذا إلا توبة عامة ، مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم ... " انتهى من " مدارج السالكين " 1 / 717 .
فالحاصل ؛ أن المسلم الذي ينوي التوبة بعد زمن ويموت قبل إدراكه قد مات قبل التوبة ، وأمره إلى الله تعالى ، فإن شاء عذبه وإن شاء غفر له .

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب*
اعتبروا يا أولي الألباب . نسأل الله السلامة والعافية وحسن الخاتمة
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 12:12 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر